IMLebanon

“الله عالظالم يا إمي”… الانتفاضة السبت أمام “المجلس الشيعي”

كتبت مريم سيف الدين في “نداء الوطن”:

مجدّداً يظهَّر وجع الأمّ الشيعية المحرومة من أطفالها في شريط مصوّر اجتاح وسائل التواصل الإجتماعي، وأثار موجة من السخط والانتقادات اللازعة التي طاولت المحكمة الجعفرية ومشايخها. وأعاد الفيديو الذي تظهر فيه والدة مفجوعة ترثي ابنتها من خلف شريط يفصل بينها وبين قبر طفلتها، إثارة قضية الحضانة لدى الطائفة الشيعية وحرمان الأم من أطفالها. وبيّن المشهد فظاعة ما قد تعانيه الأم، إذ بلغ انتقام الطليق منها حد منعها حتى من لمس قبر ابنتها بعد وفاتها. وشكل الفيديو صدمة دفعت بناشطات شيعيات إلى رفض التسليم بأن يبقى هذا قدر المرأة الشيعية ما لم يرض عنها زوجها بحكم محاكم ترفض تغيير شرعها.

مشهد الوالدة لينا جابر تنوح على قبر ابنتها مايا اسماعيل ذات الأربعة عشر ربيعاً مرفقاً بقصة حرمانها من طفلتها مدة سنتين قبل وفاتها ومنعها حتى من توديعها والاقتراب من قبرها، استفزت المشاهدين. فدعت الحملة الوطنية لرفع سن الحضانة لدى الطائفة الشيعية إلى اعتصام أمام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نهار السبت المقبل بعنوان “غضب الأمهات”.

“جيت لعندك يا ماما يا مظلومة يا شهيدة، رَيتا الرصاصة بقلبي… الله عالظالم يا إمي شهيدة ظلم وغدر”، عبارات قالتها الأم بلوعة تُبكي القلوب لطفلتها الراقدة تحت التراب والرخام، طرحت ما هو أخطر من جريمة حرمانها من رؤيتها. إذ طرحت احتمال أن تكون الطفلة قد قتلت. في هذا الإطار أكد مطلعون على القضية لـ”نداء الوطن” أن الطفلة لم تمت أثناء لهوها بمسدّس كما ادعى والدها، ولم تنتحر في مكتبه كما أظهرت تحقيقات القوى الأمنية. بل تشير المصادر إلى أن مايا قد دفعت حياتها ثمناُ لخلافات كبيرة بين والدها المقرب من جهة سياسية “نافذة جداً في المنطقة” وطرف آخر “غير معروف”. وترجح المصادر أن تكون مايا قد قتلت إما قصداً بغية الإنتقام من والدها وإما خطأً أثناء محاولة قتله، “فالوالد يحيا متخفٍّ عن الأنظار وقد تعرض منذ نحو ثلاث سنوات لمحاولة اغتيال نجا منها”.

وفي حين لا يجرؤ أحد من العائلة على طرح القضية خشية من الأب الذي تصفه خالة مايا، زينة جابر، بالـ”واصل لعند الله”، في إشارة إلى نفوذه، ترفض الخالة في حديث لـ”نداء الوطن”، ما توصلت إليه التحقيقات بأن مايا انتحرت، “لما قد تنتحر؟ فقبل وفاتها بساعات قليلة نشرت فيديو وهي ترقص وتغني. مايا تعرضت لإطلاق نار ولا أدري من أطلق النار عليها”. وأصابت الرصاصة أمل الأم بلقاء ابنتها بعد بلوغها سن الرابعة عشرة، إذ كانت تأمل الأم أن تبلغ طفلتها السن الذي يمكنها فيه أن تطلب من القاضي تخييرها بين البقاء مع والدتها أو والدها، متأملة أن تختارها هي، لكن الطلقة استبقت الأمر في 25 كانون الأول 2019، بعد أسبوعين من بلوغ مايا عامها الرابع عشر، وأخذتها إلى مكان آخر.

وكانت الخالة من التقط الشريط المصوّر الذي أعاد فتح قضية مايا وظُلم المحاكم الجعفرية. “منعت شقيقتي من زيارة قبر ابنتها. أول أمس صباحاً استيقظت وهي تصرخ وتبكي بعد أن رأت ابنتها في المنام. فقررت أصطحابها إلى قبر ابنتها متخطية التهديدات، وبدأت بتصويرها “ليكون لديّ إثبات في حال تهجّم أحد عليها، عندما توجه أشخاص باتجاهنا أبعدتها عن المكان، من ثم قررت أني لا أريد أن أخاف من زوجها ونشرت الفيديو، وهو ما اعترضت أختي عليه بعد ان رأته”.

وقد أثارت القضية الصدمة والسّخط نظراً للظلم المضاعف الذي تعرضت له الوالدة كما طفلتها. فالوالدة فجعت بموت ابنتها، بعد أن فجعت بالحرمان منها في حياتها لينتهي أملها بلقاء طفلتها بشكل مأسوي، ومن ثم فجعت مجدداً بمنعها حتى من الإقتراب من قبرها. وتروي الخالة أن الوالدة استرقت النظر إلى طفلتها مرتين فقط خلال السنتين الماضيتين، “تمكنت أختي من رؤية ابنتها مرة واحدة في المدرسة، من بعدها منع الوالد المدرسة من السماح للأم برؤية ابنتها. مرة ثانية رأتها أمام حافلة المدرسة فبدأت الطفلة تطلب من خالها إبعاد أمها بسرعة قائلة “هلأ البابا بموتني”.