كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:
وصل عضو “اللجنة المركزية” لحركة “فتح” المشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان، عزام الأحمد الى لبنان في “مهمة رئاسية خاصة” تستمر يومين، حيث من المقرر أن يلتقي خلالها رئيس الجمهورية ميشال عون، وعدداً من المسؤولين اللبنانيين لبحث مختلف الاوضاع والتطورات السياسية المتسارعة في المنطقة، على ضوء اعلان الرئيس الاميركي رونالد ترامب “صفقة القرن”، التي رفضت فلسطينياً ولبنانياً وعربياً بشكل رسمي وموحد من خلال اجتماع وزراء الخارجية في “جامعة الدول العربية” في القاهرة.
وأبلغت مصادر فلسطينية “نداء الوطن”، أن الهدف من الزيارة تنسيق الموقف الفلسطيني – اللبناني في مواجهة تداعيات “صفقة القرن” والتأكيد على موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس برفضها، مدعوماً بمواقف مختلف القوى السياسية والشعبية الفلسطينية الوطنية منها والاسلامية، وسبل تعزيز الموقف العربي الرافض للصفقة التي تهدف الى تصفية القضية وشطب حق العودة ورفض التوطين او التهجير او التذويب، اضافة الى اوضاع المخيمات الفلسطينية السياسية والأمنية في لبنان على ضوء الازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي يئن تحت وطأتها لبنان والتمهيد لبدء الحوار اللبناني الفلسطيني.
الى جانب زيارة عزام، لفت الانتباه الاجتماع القيادي الذي عقد في سفارة دولة فلسطين في بيروت، بمشاركة الاحمد وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، لمسؤولي اقاليم حركة “فتح” في الخارج، برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول (الذي وصل الى لبنان لهذه الغاية)، ومشاركة مفوض الاقاليم الخارجية ممثل الحركة في سوريا سمير الرفاعي ونائبه رائد اللوزي، بعدما سبقه مسؤولو الاقاليم الذين جالوا على المخيمات الفلسطينية في لبنان والتقوا مسؤولي الاطر العسكرية التنظيمية الحركية واطلعوا منهم على أوضاعها حيث وضعهم أمين سر إقليم لبنان حسين فياض بطبيعة الحياة التنظيمية في لبنان منذ البدايات في الماضي وصولاً إلى يومنا هذا، والمحطات الصعبة التي عاشها التنظيم في ظروف مختلفة مرت على لبنان، ودوره في حفظ أمن واستقرار المخيمات ومنع اي توتير فيها وبخاصة في عين الحلوة، الذي عاش أزمات أمنية سابقة واستطاع أن يتعافى منها وذلك بالتنسيق بين الأمن الوطني والتنظيم.
من جانبه اكد الاحمد “حرص الرئيس عباس منذ اللحظة الاولى لاعلان الصفقة على توحيد الجهد بين كل الفلسطينيين لمواجهة التحديات الماثلة امامنا ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية”.
واشار الى ان “الرئيس عباس هو صاحب فكرة ان يتوجه وفد من كل الفصائل الفلسطينية من رام الله الى غزة لعقد اجتماع مع قادة الفصائل على غرار اجتماع رام الله يوم اعلان ترامب لصفقة القرن والى انه تم الاتصال برئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية وتم الاتفاق على ذلك”، مضيفاً “حتى الآن لم ترسل حماس رداً واضحاً حول الموعد المناسب لهذا الاجتماع المقترح من اجل تنسيق التحرك المشترك لمواجهة مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية وتوحيد الجهد الفلسطيني المشترك”.
ولفت الى ان “المطلوب هو موقف فصائلي فلسطيني موحد مستند الى موقف شعبي وطني رافض لصفقة القرن ومتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية”، معتبراً ان “الموقف الاميركي يمثل انحيازاً تاماً الى جانب الاحتلال وسياساته الالغائية والتوسعية”.
واكد ان “حركة فتح قادرة على قيادة المشروع الوطني الفلسطيني الى بر الامان وانجاز تطلعات وآمال شعبنا في التحرر من الاحتلال”.
حملة العودة
من جهة أخرى، عقدت “حملة العودة.. حقي وقراري” مؤتمراً صحافياً في قاعة نقابة الصحافة اللبنانية – بيروت برعاية وحضور رئيس “لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني” الوزير السابق حسن منيمنة، اطلقت فيه فعالياتها في لبنان، التي تعتمد على التفاعل الشعبي من خلال منصة توقيع على موقعها الإلكتروني والتواصل المباشر مع مجاميع الوجود الفلسطيني داخل الوطن وفي مخيمات الشتات عبر فرق تطوعية بإدارة “منصة ساري لدعم التطوع”.
وأوضح مدير منظمة ثابت لحق العودة سامي حمود لـ “نداء الوطن”، ان “الحملة تهدف لإيصال صوت الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية والمجلس الاقتصادي لوقف القرار الأحادي الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر تقديم عريضة تحوي مليون توقيع، تأكيداً لحق اللاجئين الفلسطينيين في التعويض والعودة إلى الديار التي هُجروا منها”.
وقد اطلقت “الحملة” رسمياً في العاصمة الأردنية عمان في مقر مجلس النواب في 20 شباط الجاري، بهدف جمع أكبر عدد من التواقيع على نص محدد باللغتين العربية والإنكليزية، رفضاً لتصفية قضية اللاجئين، والتأكيد على الوضع القانوني المكفول دولياً لحق العودة وفق القرار 194، علماً بأن عدد التواقيع التي جمعتها الحملة تجاوز الـ 20 ألف توقيع في أقل من أسبوع.