نظم المركز التربوي للبحوث والإنماء، بدعوة من رئيسته الدكتورة ندى عويجان، لقاء حواريا هو الأول مع مدير التعليم في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD الدكتور أندرياس شلايخر، في مبنى المطبعة في سن الفيل، في حضور وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب، النائبين نقولا صحناوي وعدنان طرابلسي، المدير العام للتربية فادي يرق، مدير المجلس الثقافي البريطاني دايفيد نوكس، عميدة كلية التربية الدكتورة تيريز الهاشم، الدكتورة وفاء قطب والسيدة بوليت عساف من مشروع “كتابي”، رئيس شبكة التحول الرقمي ربيع بعلبكي، المدير الإداري للمركز شربل مسلم، رئيسة مكتب الإعداد والتدريب في المركز رانيا غصوب، رئيسة مكتب البحوث التربوية في المركز الدكتورة غيتا حنا، رئيس مكتب التجهيزات والوسائل التربوية في المركز جورج نهرا وممثلين لمؤسسات تربوية وجامعية وجمع من التربويين وممثلي قطاعات سوق العمل.
وألقت رئيسة المركز كلمة في بداية اللقاء قالت فيها: “اختبار ال Pisa (Programme for International Student Assessment) دراسة عالمية هدفها قياس أداء الأنظمة التربوية. تشرف على هذا الاختبار منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD، يجرى كل ثلاثة أعوام في 70 دولة مشاركة. ويطال المتعلمين البالغين 15 عاما والذين هم على وشك إتمام تعليمهم العام أو المهني أو الانخراط في سوق العمل.”
وكانت كلمة لوزير التربية قال فيها: “من المسلم أن يكون التقويم في المناهج جزءا لا يتجزأ من عملية التعليم والتعلم، وتقوم منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD بتنفيذ اختبار ال PISA الذي يقيس جودة الأنظمة التعليمية في بلدان مختلفة. ويساعد هذا الاختبار في مقارنة مستويات المتعلمين في العالم، كما يكشف أوجه الضعف لديهم، ويساعد الدول في تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الدول المتفوقة”.
وتابع: “في نتائج اختبار 2018 Pisa، حل لبنان في مراكز متأخرة، وهذا ما دفعنا إلى دعم الخطة الوطنية للتطوير والاستجابة التي دعا إليها المركز التربوي للبحوث والإنماء والتي تطاول محاور ومستويات مختلفة تتعلق بخدمات المدارس اللوجستية والبنى التحتية للتحول إلى اختبار PISA الإلكتروني، إضافة إلى نشر الوعي على أهمية الاختبار. وتطاول أيضا تهيئة المتعلمين وتدريبهم على نوع الأسئلة وهيكلية الاختبار والتركيز في مهارات التفكير العليا والتفكير النقدي والإبداعي والتحليل المنطقي والتعبير الصحيح وحل المشاكل غير المألوفة، بالإضافة إلى تدريب المعلمين لتطوير أساليبهم التعليمية. وأخيرا، الاستفادة من نتائج وملاحظات الاختبار لمصلحة عملية تطوير المناهج الجديدة”.
وختم المجذوب: “إن اهتمامنا بالدور المحوري والاستراتيجي الذي تؤديه المؤسسات التربوية في تهيئة جيل جديد يمتلك الكفايات والمهارات المطلوبة والكفيلة بإحداث نقلة نوعية، يدفعنا إلى توحيد الجهود وبناء الشراكات الفعالة والنشطة في المستوى الداخلي مع الوزارات والمؤسسات المعنية مرافقة لدعم واهتمام الأهل والمجتمع، وفي المستوى الخارجي الإقليمي والدولي للارتقاء بالمنظومة التربوية ورفع مستوى لبنان لبلوغ مركز ريادي في المستويين العربي والعالمي”.
أضاف: “في المدرسة كنا نقرأ نصا مطبوعا في كتاب وافقت عليه الحكومة، وكنا نعود إلى القواميس كمراجع، أما اليوم فنذهب إلى غوغل ولا احد يقول لنا من هو صحيح. العالم يكافئنا على ما نستطيع أن نفعله بهذه المعارف. الطلاب في لبنان، لديهم الكثير من المعارف وعندما وصلنا إلى الاستشراف ليقدموا هذا المعارف في قوالب مفيدة علقوا، وهذه هي الفكرة من اختبار بيزا. فالحياة ليست بما نتذكر بل بما ننشئه من هذه المعارف. ونحن نريد أن نعرف إلى أي حد يمتلكون هذه القدرات. في العام 2012 كان الظهور للروبوتيات ولاكتشاف الوارثيات البيولوجية، ومن بعده شهدنا بروز الذكاء الاصطناعي. وإن الأنظمة التربوية نجحت في تثقيفنا على إنشاء الروبوتات. وحصلت تغيرات كثيرة في العالم ولكن لم يحدث الكثير لصالح التعليم، وأصبح الإنفاق أكبر على التعليم في العالم”.
وعرض شلايخر على الشاشة دراسة عن فرص العمل في عصر اقتصاد المعرفة، أشار فيها إلى التوجه نحو إعداد جيل جديد قادر على الابتكار والإبداع والريادة. وتحدث عن “أهمية اختبار PISA في تنمية المهارات المعاصرة وقياسها.
وقال: “منذ جيلين كانت الولايات المتحدة في القمة واليوم اصبحت دون الوسط لأن الدول الأخرى تحركت أسرع منها، اليوم نستفيد من الثورة الصناعية ليصبح الناس متوافقين مع العالم الصناعي. وما زلنا نجد شبابا يغادرون الجامعة ولا يجدون الوظائف، وعلينا أن نسأل كيف ندفع الناس قدما ليتقدموا على التكنولوجيا. لنفكر في المناهج، وفي السمات البشرية التي تجعلنا نفكر في نطاق المعارف البشرية والأخلاق والذكاء الإصطناعي، وقدرتنا كبشر تفوق التكنولوجيا في التفكير في المستقبل. فالمدارس جعلت من الطلاب مجرد متلقين سلبيين، واليوم هو لتعزيز الدافع الداخلي للتعلم المستمر. المهم أن نتمكن من إنشاء قيمة جديدة، ونستخدم الموارد العاطفية والرقمية.”