IMLebanon

السلطة تُعاقب الثوّار شمالاً: إستدعاءات وتوقيفات

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

دخلت الثورة شمالاً استراحة المحارب، أو ربما استراحة قسرية فرضتها حملة الإستدعاءات الواسعة، إذ شرعت السلطة باستدعاء الناشطين إلى التحقيق معهم الواحد تلو الآخر، ومنهم من استمر توقيفه. وهذا المشهد خرقته أمس مسيرة جابت عدداً من الشوارع، ورفعت الأعلام اللبنانية وطالبت “برحيل السلطة الفاسدة التي جلبت إلى البلد الدمار وإلى الشعب الفقر والعوز”. كما رفض المشاركون أي كلام “عن إعادة فتح ساحة النور تحت حجّة أن الثورة انتهت”، مؤكدين “أن الثورة مستمرة ولا عودة عنها قبل تحقيق المطالب”.

وبالعودة إلى الاستدعاءات فإن آخر من تم استدعاؤه شمالاً كان الناشط أحمد باكيش من مجموعة “ثورة المحرومين” وقبله الناشط علي الخلف وأعيد إطلاق سراحهما، بينما لا يزال الناشط ربيع الزين قيد التوقيف منذ أيام.

كما أعيد فتح طريق دوار “ساحة العبدة” بالكامل بعد انتقادات واسعة على خلفية “إقفال أحد مسارب الساحة وقيام البعض بتصوير النفايات المتراكمة التي تُرمى هناك وتحميل الثوار المسؤولية”، فارتأت الفاعليات الثورية ضرورة فتح كل المسارب. ويقول الناشط في ثورة عكار أحمد البستاني الرفاعي لـ”نداء الوطن”: “لا يعني فتح طريق الساحة بالكامل أن الثورة انتهت. ثورتنا بالأصل على الفساد والظلم ولأجل كل واحد منا سواء من شارك بالثورة ونزل إلى الساحات أم لم يشارك. فتحنا طريق ساحة العبدة بالكامل تسهيلاً لحركة الناس ولمنع رمي النفايات على التراب الفاصل الذي يقطع الطريق. ونرى أن الثورة في النفوس وليست في مكان بحد ذاته”.

أما موضوع فتح طريق دوار ساحة النور في طرابلس فلا يزال يتفاعل في المدينة. هناك من يرى بأن لا ضرورة لاستمرار إقفالها، بعد تراجع حدة احتجاجات الثورة هناك، ولأن الأمر يؤدي إلى إعاقة حركة الناس وزيادة الزحمة والضغط الذي تشهده المدينة يومياً. ويرى رئيس حراس المدينة أبو محمود شوك أنّ “الكيدية السياسية هي وراء الإستدعاءات المتلاحقة للناشطين وأصحاب الرأي وكل ثائر في وجه السلطة، لمجرد أنه وجّه انتقاداً لهذه السلطة وفسادها”.

وعن إمكان إعادة فتح طريق ساحة النور أمام حركة الناس يقول شوك لـ”نداء الوطن”: “لساحة النور رمزية كبيرة وهي ملهمة الثورة في عروس الثورة (طرابلس)، نحن كثوار لن نرضخ للحملة الممنهجة التي تشن رغم تصاعدها، وفي السابق أقفل مجلس الإنماء والإعمار الساحة وبولفار طرابلس لثلاث سنوات ولم نرَ من يحرك ساكناً وقتها… نعرف معاناة الناس، وإذا كان هناك من ضرورة لتنظيم الحركة في ساحة النور فلا بأس، ولكن ذلك لا بدّ أن يحصل بالتنسيق مع الثوار”.