أكد الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري أن “مصير حكومة دياب يُقرأ من عنوانها وطريقة تشكيلها والتخبط في أدائها، وما يعنينا مصير لبنان الذي يأخذه هذا العهد إلى الانهيار، بفعل سياسات الإنكار والانفصال عن الواقع وتحدي إرادة الشعب، التي أنتجت حكومة فاقدة لثقة اللبنانيين، تعيش التخبط والضياع في كل الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من دون أية رؤية وتحاول رمي المسؤولية على الآخرين هروبًا من الفشل الذي بدأت تراكمه”، مشيرًا أن “لبنان بحاجة إلى معجزة للإنقاذ”.
وأشار، في حديث لـ”البلاد السعودية” أن “لبنان يدفع ثمن هدر الوقت وعدم القيام بالإصلاحات المطلوبة ومحاولة التذاكي على المجتمع الدولي والعربي، وصولًا إلى ثورة 17 تشرين الأول، فما كان يصح قبلها لم يعد يصح بعدها، ولاسيما على صعيد الوضع الاقتصادي، المفتوح على كل الاحتمالات المقلقة، في ظل انهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار، وما سببه من ويلات على الدورة الاقتصادية، وتقلص القدرة الشرائية لدى اللبنانيين بفعل ارتفاع الأسعار، ومن المستحيل لأي اقتراحات حلول أن تكون جدية وإيجابية بمعزل عن الدعم العربي”، موضحة أن “اقتصاد لبنان مرتبط ارتباطًا محوريًا باقتصاد الدول العربية، لاسيما اقتصاد دول الخليج التي تستقبل عشرات آلاف اللبنانيين العاملين على أراضيها، والتي كانت على الدوام تشكل قوة الدعم الحقيقي للاقتصاد اللبناني”.
وعن مخططات “حزب الله”، أكد الحريري أن “هوية لبنان ستبقى عربية وهو جزء لا يتجزأ من العالم العربي، ولا يمكن لأحد تغيير هذه الحقيقة ولا تغيير التاريخ أو اللغة”، منوهًا أن “تيار المستقبل بما يمثله من جزء لا يتجزأ من المحور العربي ومن قوة أساسية في المعادلة اللبنانية، سواء كان في الحكم أو خارجه، يُشكل ضمانة لعروبة لبنان وسدًا منيعًا أمام كل محاولات تغيير وجهه العربي، المدعومة من المشروع الإيراني الذي يدير مخططات التخريب في الدول العربية”.
وفي تعقيبه على زيارة لارجاني إلى لبنان، وهو أول ضيف يبارك للحكومة الجديدة، أكد الحريري أن “أفضل ما يمكن أن تقدمه إيران للبنان هو الابتعاد عنه، والكف عن توريطه في محورها الذي يخوض حرب الساحات المفتوحة، ويمعن في الاعتداء على الدول العربية وتهديد استقرارها، والأجدر مساعدة نفسها وشعبها؛ فلبنان لا ينقصه المزيد من الغرق، لا مع عمقه العربي، ولا مع المجتمع الدولي، ولا حتى في أزمته الداخلية التي تستعصي يومًا بعد يوم”، متابعًا بأن “الرهان على فتات الدعم الآتي من إيران رهان على أوهام، والكاش الإيراني بملايين الدولارات يمكن أن يحل أزمة حزب، لكنه لن يحل أزمة بلد، إيران تصدر إلى لبنان الأوهام والآلام وما مجال للبحث عن حلول على قاعدة الانعزال أو الاشتباك مع العرب”.
واعتبر الحريري “المملكة العربية السعودية خير سند للبنان، وأن دعمها وإسنادها له محفور في التاريخ بسجلات من ذهب، وأن تيار “المستقبل” حريص على العلاقات المميزة والأخوية مع المملكة”، مضيفًا أن “السعودية منذ أيام الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، هي مصدر فخر وعزة العرب جميعًا، بما تمثله من قوة عربية وإقليمية ودولية، وما تقوم به اليوم، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يزيدنا عزةً وفخرًا”.
وختم: “تأثير المملكة إقليميًا وعالميًا تعاظم، لاسيما مع رؤية 2030 المباركة التي تحظى باهتمام ورعاية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.