أمل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد بأن “نخطو خطوات، ولو كانت بسيطة ومتواضعة، لمواجهة الاستحقاق الداهم في 15 آذار، حيث يتوجب أخذ موقف من مسألة التسديد لليوروبوند”، معتبرًا أنه “استحقاق سيترك تبعات على بلدنا”.
وقال رعد، في كلمة خلال حفل تأبيني في بلدة بنهران في الكورة: “إن الخيار الذي ستلتزمه القوى السياسية، التي تريد الاحتفاظ بقرارنا الوطني، هو الخيار الذي سيكلفنا أقل تبعات ممكنة، ويعطينا فرصا أكبر من الخيارات الأخرى، لتعزيز صمودنا وقدرتنا، على أن ننهض بالحد الأدنى من وضعنا الاقتصادي، الذي يتدهور نتيجة سياسات من سبق في تولي شأن الحكومات طوال الفترة الماضية”.
وأضاف: “لا يكفي أن يقف الإنسان على التل ويلوم من تصدى للشأن الحكومي، بل عليه أن يراجع حساباته، وأن يستذكر دوره في إيصال البلاد إلى ما وصلت إليه، وأن يمد يده لكي يشارك في نهوض اقتصادي وطني، تعود عائدته على كل الوطن، وليس على فريق واحد. ما زلنا نأمل بأن تحصل مثل هذه المراجعات، لأننا نبقى حريصين على تقوية وحدتنا الوطنية الداخلية، التي هي جزء من مقومات صمود الوطن، في مواجهة أعدائه”.
وتابع: “إننا لا نفهم في ظل الوضع الاقتصادي والغزو الجرثومي، أن يطلع البعض علينا ويقول، ليريحنا البعض من خيار المقاومة، وتنتهي المشاكل، وكأنه يدرك أن خلفية ما يجري في لبنان، من ضغوط اقتصادية ومن إقفال لكل الثغرات، التي يمكن أن تعالج بعضا من أوضاعنا الاقتصادية الصعبة، مرتبطة بتخلينا عن خيار المقاومة، وكشف سيادتنا أمام من يعتبرونهم أصدقاء للبنان، وليصالحونا مع العدو الإسرائيلي، وليأخذوا مياهنا الإقليمية، وليس في البلوك 9 فحسب، بل ربما يصلون إلى البلوك 4 وما بعده”.
ورأى أن “طالما أننا ندرك هذه المسائل بوضوح، ليس علينا إلا أن نتمسك بهذا الخيار، وإن كنا ندافع عن هذا الخيار في لبنان، وفي غير لبنان، فإنما لنحمي سيادتنا، ومن يدعونا إلى التخلي عن هذا الخيار، فإنما يتخلى عن السيادة، ويتبرع ببقية أرضنا المحتلة للعدو الإسرائيلي، ويفتح ثغرة لكي يحقق للعدو أطماعه في مياهنا المتنازع عليها”.
وقال: “لا أصدقاء دوليين يشكلون رعاة لبلدنا، بل هناك أصحاب مغانم وصيادو فرص، ومع الأسف ما زلنا نسمع من يراهن على هؤلاء، ليس لإنعاش وضعنا الاقتصادي الصعب فحسب، بل لجعلهم يتحكمون بقرارنا الوطني والسيادي، فهم يريدون تنفيذ برنامجهم وخططهم ومشاريعهم في لبنان والمنطقة، حتى يشعروا بالطمأنينية”.
وختم: “نحن تعلمنا من تجاربنا وتجارب الشعوب، أنه ما حك جلدك مثل ظفرك، فعندما تتكل على غيرك في حماية وجودك، فأنت تهدد وجودك، وكل من لا يزال تراوده فكرة التخلي عن خيار المقاومة، يشكل تهديدا للسيادة اللبنانية، وإن رفع شعار السيادة والاستقلال، لأن المقاومة هي الحامية لهذه السيادة، والتخلي عنها يهدد حماية سيادتنا الوطنية”.