أشار النائب أسامة سعد إلى أن “الشباب يريد الدولة العصرية، الدولة التي تشبه الشباب وتحترم آماله وتطلعاته ولا تهمشه، الحكام الطائفيون تقاسموا مقدرات الدولة وسرقوا الأموال، تسلطوا على مؤسسات الدولة وعاثوا فيها الفساد، صراعاتهم التافهة وتفاهماتهم السخيفة راكمت الأزمات فوق رؤوس اللبنانيين، حكام لبنان جعلوا حياة اللبنانيين جحيمًا، أزمة سياسية مستحكمة وانهيارات كبرى في المال والاقتصاد والاوضاع الاجتماعية وإدارات الدولة والمؤسسات. فقر وبطالة وكساد وإفلاسات وانهيار قيمة الليرة وغلاء أسعار واستيلاء على ودائع المواطنين وتردي الخدمات ولائحة جرائم الحكام تطول وتطول، هرب الحكام المرتكبون من حكوماتهم المتعاقبة والمدانة بشتى الجرائم. هربوا إلى حكومة سموها حكومة اختصاصيين، اختصاصيون بلا سياسات وبلا برامج وبلا رؤى، يتخبطون شرقًا وغربًا، ولا قواعد لحلول وطنية عندهم وكأنهم يأخذون البلد من جحيم إلى جحيم أشد وأدهى”.
وسأل، خلال إحياء التنظيم الشعبي الناصري ذكرى معروف سعد الخامسة والأربعين: “إلى أين تأخذنا أطراف السلطة بحكومة الاختصاصيين؟ إلى الانفجار الاجتماعي والمجاعة؟ إلى الفوضى والانهيار الأمني؟ أهي لعبة أطراف السلطة لتغسل أياديها من قذارة ما ارتكبت بحق اللبنانيين؟ لا هروب الهاربين ولا تخبط الاختصاصيين سينقذ لبنان، لبنان ينقذه أبناؤه الوطنيون والمتحدون الثائرون في الساحات والشوارع. في 17 تشرين انتفض اللبنانيون وثار الشباب، جميعًا يطلبون المحاسبة، محاسبة كل من سرقهم وأذلهم وأهان كرامتهم وهجرهم وأفقرهم وأماتهم على أبواب المستشفيات وقضى على أحلام أجيالهم، وكل ما تعرفون. انتفض اللبنانيون يطلبون الحقوق، حقوقهم في الصحة والتعليم وفرص العمل والمسكن والضمانات الاجتماعية والخدمات العامة والمستوى المعيشي اللائق وغيرها من الحقوق، الشباب الثائر يطلب التغيير. دولة المزارع والمحاصصة لا يريدها. يريد الدولة الحديثة دولة العدالة والحرية، دولة تستجيب لأفكاره وإبداعاته، أطراف السلطة ترفض ما يطالب به الناس وتنكر الواقع السياسي والاجتماعي الجديد. الانكار لا يفيد والهروب إلى الأمام بحكومة الاختصاصيين المقنعة أيضا لا يفيد. أطراف السلطة رفضت الحل السياسي الانتقالي”.
وأشار إلى أن “الحل يرسي قواعد وموازين سياسية جديدة تسمح بالخروج الآمن من أزمة سياسية مستحكمة، ومن انفجار اجتماعي وانهيارات كبرى إلى مجال سياسي سليم ورحب تتصارع فيه الأفكار والبرامج ويتيح التداول الديموقراطي للسلطة. التغيير يحتاج لموازين قوى تفرضه وتحدد مساراته وتضع قواعده. الحكمة الشعبية تقول “الرطل بدو رطل ووقية” لتتجمع الأوزان كلها السياسية والأهلية والنقابية والثقافية والقطاعية والشعبية وغيرها، لتشكل ائتلافًا وطنيًا تغييريًا يفتح آفاقًا جديدة لتغيير طال اشتياقنا له. سنبقى مع كل ثوار لبنان في الساحات والشوارع حتى تحقيق الغايات”.
وختم: “عهدنا لمعروف مواصلة الكفاح على دروب نضاله، مع شباب لبنان من أجل دولة العدالة والحرية، مع كل المقاومين دفاعًا عن لبنان، مع شعب فلسطين حتى تحقيق أهدافه الوطنية، مع كل المناضلين والمنتفضين على امتداد الأرض العربية، مع معروف رفضًا للتبعية والديكتاتورية والفساد والاستغلال، مع معروف نضال لا يلين من أجل الحرية والعدالة والكرامة”.