انهت السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد مهمتها الدبلوماسية في لبنان بجولة زيارات وداعية على كبار المسؤولين فيما تصل خليفتها دوروثي شيا، خلال ساعات لتسلم مهمتها الجديدة على رأس الدبلوماسية الاميركية في بيروت بعد تقديم اوراق اعتمادها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
مهمة شيا في هذا الظرف اللبناني الاخطر على الاطلاق في الجمهورية الثانية ستكون على الارجح بالغة الصعوبة نسبة لحجم الازمات المصيرية التي يواجهها على الصعد كافة سياسيا واقتصاديا وماليا وصحياً والثورة الشعبية ضد النظام المطالبة باطاحته، بفعل الفساد المستشري داخل المنظومة السياسية الحاكمة التي قادت البلاد الى الانهيار. فالسفيرة الجديدة على ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” هي من فريق الرئيس دونالد ترامب المتشدد، ما يعني عمليا انها لن تكون متساهلة مع القضايا الحساسة لا سيما ما يتصل بحزب الله. وهي تؤيد مسار التغيير اللبناني الذي اسست له سلفها ريتشارد حينما اعلنت من قصر بعبدا بما تعني رمزية المكان، على اثر زيارة الرئيس ميشال عون ” ان لبنان يقف أمام نقطة تحول. في شهر تشرين الأول، خرج المواطنون من جميع الطوائف والمناطق الجغرافية إلى الشوارع للمطالبة بالأفضل من حكومتهم، وهم على حق. لا يوجد هناك سبب لهذا البلد المبارك بالعديد من النًّعم، بما في ذلك الموارد البشرية المذهلة، بأن لا يكون لديه في العام 2020 نظام حديث لإدارة النفايات، وكهرباء للجميع لأربع وعشرين ساعة سبعة أيام في الأسبوع، وكذلك قوة مسلحة واحدة تحت سيطرة الدولة واقتصاد متنام”.وتابعت: “لقد كانت الولايات المتحدة دائماً إلى جانب الشعب اللبناني، لكننا، لكوننا غرباء، لا يمكننا وحدنا إصلاح ما لا يعمل. هذا هو الوقت المناسب لجميع المواطنين اللبنانيين لمعالجة قضايا الحكم والاقتصاد بشكل مباشر. يجب اتخاذ قرارات صعبة، وسوف يتحمل الجميع بعض العبء. إنني أعتقد أن الجميع يدرك أن النظام، في العقود القليلة الماضية، لم يعد يعمل وبالتالي هذه فرصة تاريخية للشعب اللبناني لقلب الصفحة. إنها فرصة لرسم مسار جديد يجعل هذا البلد يدرك كامل إمكاناته كعضو حديث ومزدهر في المجتمع الدولي. إن النجاح الذي حققه الكثير من المهاجرين اللبنانيين في بلدان مثل الولايات المتحدة لدليل على حقيقة أن هذا النجاح ممكن هنا أيضًا”.
موقف ريتشارد شكل، بحسب المصادر بوصلة للمسار الذي ستنتهجه شيا، التي وصفت في شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي في 17 كانون الاول الماضي الاحتجاجات في لبنان بأنها “لم يسبق لها مثيل في طبيعتها الوطنية الحقيقية مع مشاركة المواطنين اللبنانيين من جميع أنحاء البلاد ومن مختلف الطوائف والطبقات الاجتماعية والاقتصادية فيها”. وأضافت أن “الولايات المتحدة تؤيد حق المواطنين اللبنانيين بالاحتجاج السلمي وطالبت بمواصلة حمايتهم”.
وفي لمحة سريعة على مسارها الدبلوماسي، يتبين ان شيا عملت في السلك الخارجي منذ 28 عاما، وكانت تشغل قبل تسميتها من قبل الرئيس ترامب كسفيرة في لبنان، منصب نائبة رئيس بعثة سفارة الولايات المتحدة في القاهرة. وعملت سابقا نائبة المسؤول الرئيسي في القنصلية الأميركية العامة في القدس ومديرة مكتب المساعدة لآسيا والشرق الأدنى في مكتب السكان واللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية، وفي برنامج بيرسون في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي.
شغلت شيا التي زارت لبنان مرتين، منصب مستشارة سياسية-اقتصادية في سفارة الولايات المتحدة في تونس، ومسؤولة سياسية في سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب، ومديرة للديمقراطية وحقوق الإنسان في مجلس الأمن القومي، ومديرة خاصة للمبعوث الخاص لقضايا جرائم الحرب في وزارة الخارجية.
تتقن السفيرة الاميركية الجديدة اللغتين العربية والفرنسية إلى جانب الإنكليزية، وهي حائزة على شهادة إدارة الأعمال من جامعة فرجينيا وشهادتي ماجستير من جامعة جورج تاون وكلية الحرب الوطنية.