نظمت إدارة “مستشفى رفيق الحريري الجامعي” جولة للاعلاميين في الأقسام الجديدة المستحدثة المخصصة لحالات فيروس “كورونا” في قسم الطوارئ وأقسام العزل الخالية من المرضى قبل البدء باستخدامها. ورافق فريق طبي متخصص من المستشفى الإعلاميين في جولتهم على الغرف المستحدثة والمنفصلة عن القسم الذي يستقبل المرضى العاديين.
واستهلت الجولة في قسم الطوارئ حيث شرح رئيس قسم الأمراض الجرثومية في المستشفى الدكتور بيار أبي حنا وظيفة الأقسام الجديدة ومهماتها، مشيرًا إلى أنه “تم فصل المستشفى كليًا عن بعضه البعض وأصبح يوجد مشفيان: واحد يهتم بمرضى “الكورونا” ولديه الطاقم الطبي والتمريضي الخاص به ومفصول كليًا عن باقي المستشفى”.
ولفت إلى أن “الفيروس ينتقل بالاحتكاك المباشر لا بالهواء”، مشيرًا إلى “استعمال غير مبرر أحيانا لمستلزمات وأدوات طبية تعاني نقصًا على الصعيدين المحلي والعالمي”.
بدورها، تحدثت رئيسة دائرة مكافحة العدوى في المستشفى غادة شعيب عن “تدريب الموظفين على طريقة ارتداء الألبسة الوقائية والمناسبات التي يجب ارتداؤها فيها، بالتنسيق مع بقية الأقسام وخصوصًا أقسام التنظيفات وسبل التعامل مع النفايات الطبية الخاصة بمرضى “كورونا”.
ولفتت إلى “وضع بروتوكولات خاصة يتم اعتمادها، وأن الموظفين والممرضين تدربوا على كيفية التعامل مع مرضى الحجر الصحي”.
بدورها، شرحت رئيسة مصلحة التمريض في المستشفى وحيدة غلاييني عن “الأقسام الجديدة الذي تحول إلى مستشفى مصغر بحيث يدخل المريض الذي يوصله الصليب الأحمر من مكان خاص إلى هذا القسم بحيث يجري تقويم سريع للمريض قبل إدخاله، وفي الداخل استحدثت غرفة عمليات وغرفة لغسيل الكلى ومختبر، كذلك يوجد قسم خاص للأطفال”.
ولفتت إلى أن “المسعف حين يدخل إلى القسم يخرج من مكان آخر، مع الإشارة إلى تعقيم سيارة الإسعاف بعد نقلها أي مريض”، مشيرة إلى أن “قسم الطوارئ الجديد يستوعب 20 مريضًا حاليًا وكل مريض له غرفته وسريره بطريقة منفصلة”.
وأوضحت أن “التقويم يجري في قسم الطوارئ وعلى أساسه يتخذ الطبيب القرار بالعزل أو أي إجراء آخر”، معلنة “وضع ممرض عند مدخل المستشفى الرئيسي لتقويم الزائرين أو المرضى حتى يتم توجيههم بطريقة صحيحة”.
واشارت الى “وجود 4 اجنحة وكل جناح يستوعب 16 مريضًا، اضافة الى 8 غرف للعناية الفائقة في الطابق الثالث، اضافة الى قسم العزل النهائي الذي يستوعب 4 مرضى”.
ولفتت الى “وجود بابين منفصلين لتلقي البضائع والادوات الطبية، ومن يدخل من باب يخرج من مكان آخر خصص لتلك الامور، مع العلم أن احدا لا يستطيع الدخول الى المكان الا بإذن”.
وشرح رئيس قسم العناية الفائقة في المستشفى واختصاصي امراض الرئة الدكتور محمود حسون عن “القسم المجهز بـ8 غرف وكل غرفة مجهزة بالادوات المطلوبة للاهتمام بأي مريض “كورونا” او مشاكل تنفسية او صحية حادة، وانه خلال 3 ايام سيكون هذا القسم مجهزا ايضا بغرف خاصة للاشخاص الذين يعانون ضغطا منخفضا حتى نحمي انفسنا الاشخاص من حولنا”.
بدوره، شرح رئيس دائرة الهندسة والصيانة جهاد شحيمي عن الاقسام الجديدة، مشيرا الى “ان قسم الطوارئ الجديد هو عبارة عن مستشفى مصغر تم تأهيله بهبة من اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي ومؤسسة “افينا” وتم تجهيزه مع بدء انتشار فيروس “كورونا” خلال 24 ساعة بتوجيهات من رئيس مجلس ادارة المستشفى الدكتور فراس الابيض وجرى عزله عن باقي الأقسام”.
وفي ختام الجولة، عقد الدكتور فراس الأبيض مؤتمرًا صحافيًا في المكتبة، في حضور الفريق الطبي والتمريضي والاداري، وقال: “اردنا من خلال هذه الجولة للاعلاميين التعريف عن مستشفى كامل جهزناه بعد زيادة عدد مرضى “الكورونا” خلال الايام الماضية بكامل اقسامه، وهو معزول عن باقي الاقسام ويخدم مرضى “كورونا” بحيث لا يحتاج هؤلاء الى أن ينتقلوا الى اقسام اخرى، وهذا يخفف كثيرا من انتقال العدوى، ويثبت دور المستشفى في جهوز القطاع الصحي عموما، ونحن نشارك في اجتماعات الوزارة وادارة الكوارث في السرايا، بالتعاون مع بقية المؤسسات الصحية والجامعية”.
ونوه بـ”السرعة في استحداث هذا القسم وفصله عن باقي المستشفى إفساحا في المجال امام باقي المرضى العاديين”، وقال: ” ابتداء من غد، ستعاود اقسام عدة في المستشفى عملها بشكل طبيعي منها الطوارئ وعمليات القلب وما الى هنالك حتى نستمر في دورنا تجاه المواطنين غير القادرين على تحمل الاعباء المادية”.
وتحدث عن “العاملين في المستشفى وأهمية سلامتهم”، لافتا الى “اتخاذ اجراءات عدة هدفها سلامة العاملين في المستشفى لان سلامتهم تضمن ديمومة العمل الصحي والطبي”، موجها “التحية والتقدير الى كل العاملين في المستشفى، في وقت حاولت العديد من المؤسسات إبعاد نفسها عن تقديم الخدمات الطبية الى مرضى “الكورونا”.
واكد “دعمه الكامل لمطالب العاملين وحقوقهم وخصوصا ان بعض المطالب تحققت في مستشفيات اخرى”، متمنيا من الدولة وخصوصا وزارة الصحة “المساعدة في هذا الموضوع”.
وتطرق الى تعامل الاعلام مع موضوع “كورونا”، فشكر الاعلام على “التفهم والتعاون اللذين ابداهما مع “مستشفى رفيق الحريري الجامعي” خلال الايام الماضية”، لافتا الى ان “الهدف الاساسي لادارة المستشفى كان الحفاظ على سلامة الاعلاميين وليس الحد من عملهم”.
واشار الى “انه في بعض الاوقات يكون التركيز على السلبيات او النواقص وليس على الايجابيات، ونحن نتفهم كل ذلك، ولكن التركيز على السلبيات يؤدي الى امور لا نريدها، فهو يثبط من قدرة العاملين في مكافحة العدوى واظهار كأن كل الجهود التي يقومون بها غير نافعة، وللاسف هذا ليس صحيحا”.
واشار الى “ان كل الاجراءات التي يقوم بها القطاع الصحي ممتازة وأتت بعد جهود من التدريب”، معتبرًا أن “تخويف بعض المؤسسات الصحية سيؤخر الاستعدادات”.
واكد “اهمية استعداد كل المؤسسات لجبه هذا المرض ومكافحته في حال ازدياده وانتشاره”، لافتًا الى “الهلع يؤدي الى استهلاك غير المبرر للوازم، ولذلك علينا التعامل بكثير من المسؤولية مع الموضوع”.
وقال:” نحن في “مستشفى رفيق الحريري” نعتبر ان مكافحة وباء “كورونا” تحد لنظام صحي نحن جزء منه، ونؤمن بأن النظام الصحي في لبنان بجناحيه العام والخاص قادر على مكافحة هذا الوباء ضمن عملية منسقة بادارة وزارة الصحة. ونحن نعتبر أن العناية بمرضى “الكورونا” هي واجب وشرف نحن نقدمه في المستشفى”.
واكد “ان التقرير اليومي الذي يصدره المستشفى يوميا شفاف وصادق، وحتى اليوم لدينا تسع حالات في طابق العزل وهم في حال مستقرة ويحتاجون الى امور بسيطة، وهناك حالة عاشرة وضعها غير مستقر لأن صاحبها يعاني امراضا عضالا، اضافة الى انه متقدم في السن”.
واشار الى “أنه عبر النظرة الى العالم، من الواضح أن هذا الوباء ينتشر في كل العالم وليس فقط في مكان واحد، ولذلك نتوقع زيادة في عدد المصابين، ولكن الاهم هو طريقة استعدادنا لهذه الزيادة”.
ولفت الى “وجود استعداد كبير لدى القطاع الجامعي والخاص للوقوف الى جانب القطاع العام في هذا الموضوع”، معتبرًا أن “القطاع الصحي في لبنان متقدم ومن افضل القطاعات الصحية في المنطقة”.
وحيا “مستشفى الجامعة الاميركية” والمركز الطبي فيها لأنهما مع بداية انتشار العدوى جاءا الى المستشفى وعرضا تقديم كل مساعدة ممكنة”.