من الآن وصاعداً لم يعد أمام اللبنانيين سوى حبس أنفاسهم بينما تواصل بورصة وزارة الصحة تسجيل ارتفاع حصيلة المصابين بفيروس كورونا مثنى وثلاثاً ورباعاً يومياً. “وقع الفاس بالراس” وأخذت العدوى تتفشى بين الناس الذين احتكوا بالمصابين تحت مظلة ميوعة الإجراءات الرسمية والتخبط الحكومي في التعامل مع سبل تحصين الساحة الوطنية. وبالأمس لامس رئيس الحكومة حسان دياب أرض الواقع ونزل من علياء السلطة ليؤكد بالفم الملآن “وبكل صراحة أنّ هذه الدولة لم تعد قادرة على حماية اللبنانيين وتأمين الحياة الكريمة لهم”… ماذا بعد؟ هل حان وقت الهلع؟ أم أنّ حكومة “لا داعي للهلع” تدّخره للآتي الأعظم؟
ولأنّ كلمات رئيس الحكومة “الفجّة والواقعية” أمام السلك القنصلي أثارت بحد ذاتها الهلع في نفوس المواطنين، فضلاً عن كونها مسّت بكبرياء العهد العوني ووضعته من دون “فوتوشوب” المكابرة أمام مرآة الحقيقة حيث يظهر الوجه المزري للبلد تحت سلطة هذه الطبقة الفاشلة الحاكمة، سرعان ما عاد دياب إلى استدراك جسامة ما نطق به وفداحة انعكاساته على صورة حكومته لناحية تظهيرها عاجزة مستسلمة “ترفع العشرة”، فارتأى اعتماد سياسة النأي بحكومته عن مفهوم “الدولة”، في بدعة لم يسبقه إليها أي من رؤساء الحكومات لا في لبنان ولا في العالم، وآثر في بيان توضيحي أصدره ليلاً الهروب إلى الأمام نحو تكرار لعبة “الادعاء على مجهول” من خلال استعادته نغمة “أوركسترا التحريض” ليتهمها باجتزاء الحقائق وليجدد في المقابل عزمه على مواصلة “حمل كرة النار”.
اقرأ ايضاً:
عدّاد “كورونا” يواصل الارتفاع: الزيادة بمعدل ثلاث إصابات يومياً