كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
بدلاً من اتباع حمية «Detox» أخرى بعد فترة من التخبيص في الطعام أو الإفراط في احتساء الكحول، إعلموا أنّ الجسم يستطيع بمفرده تجديد نفسه والتخلّص من المواد التي لا يحتاج إليها عن طريق الكبد. لكن كيف يمكنكم الحفاظ على وظائفه وحتى تعزيز فاعليتها؟
إستناداً إلى «Johns Hopkins Medicine»، فإنّ الكبد ينظّم المستويات الكيماوية في الدم. إذ يفرز سائلاً يُعرف بالصفراء ويهدف إلى طرد البقايا خارج الجسم وتفكيك الدهون خلال عملية الهضم. لذلك من المهمّ عدم إهمال هذا العضو الأساس جداً للجسم، إنما المطلوب الحفاظ على صحّته من خلال الغذاء الصحيح.
ولحسن الحظ، فإنّ بعض الأطعمة والمشروبات المُستهلك بانتظام قد يسهم في حثّ الكبد على القيام بأفضل أداء على الإطلاق. وفي ما يلي اللائحة التي تنصحكم بها إختصاصية التغذية، سارة بفلوغرايدت، من الولايات المتحدة الأميركية:
المياه
هي أساسية لدورة دموية جيّدة وأيضاً لإفراز البقايا من الجسم، وفق دراسة صدرت حزيران 2015 في «Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine». في الواقع، يمكن تنقية الكبد من خلال شرب المياه، بما أنّ غالبية وظائفه الفسيولوجية تعتمد على الترطيب الصحيح. ومن الصعب معرفة جرعة المياه التي يجب شربها خلال اليوم، غير أنّ «Harvard Health Publishing» تنصح البالغ الذي يتمتع بصحّة جيّدة بشرب ما لا يقلّ عن 4 إلى 6 أكواب يومياً. أمّا البالغون الأكبر سنّاً، فقد يحتاجون إلى مزيد من المياه إذا كانوا يتناولون أدوية معيّنة، وأيضاً لأنّه ومع التقدّم في العمر، فإنّ الإنسان قد لا يلاحظ متى يحتاج إلى شرب مزيد من المياه. فضلاً عن أنّه في حال ممارسة الرياضة أو العيش في مناطق عالية الرطوبة، فقد يستدعي الأمر شرب المزيد من المياه.
زيت الزيتون
مرض الكبد الدهني يعني تراكم الدهون في كبد الإنسان، والأشخاص الأكثر عرضة له هم مرضى السكّري من النوع الثاني أو أصحاب الوزن الزائد أو البدناء. للوقاية منه، قد يتطلّب الأمر إضافة بعض زيت الزيتون إلى الغذاء. فبحسب بحث نُشر في تموز 2019 في «Journal of Nutrition»، الأشخاص الذين يضيفون زيت الزيتون البكر الممتاز إلى حمية البحر الأبيض المتوسط انخفض لديهم احتمال الإصابة بمرض الكبد الدهني، مقارنةً بالذين تقيّدوا بغذاء منخفض الدهون أو الذين اكتفوا بإضافة المكسرات إلى غذائهم. ويعتقد العلماء أنّ هذا النوع من الزيوت قد يساعد في التحكّم في الغلوكوز، ما قد يسهم في الحماية من النوع الثاني من السكري.
الكركم
حظي أخيراً بشعبية كُبرى لأنّه مصدر ممتاز لمادة «Curcumin» المضادة للأكسدة، والتي تساعد في خفض الأكسدة من خلال تحييد مركّبات الإجهاد التأكسدي المضرّة، وفق بحث صدر في تموز 2018 في «Nutrients». هذا الأمر مهمّ تحديداً، بما أنّ بعض العادات اليومية قد يُلحق الأذى بالكبد، كالكحول والأدوية، بما فيها تلك التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، فتسبب إجهاداً تأكسدياً الذي، إذا تحوّل إلى مُزمن، أدّى إلى تدمير الكبد في حال عدم الإسراع في معالجته. من جهة أخرى، فإنّ الـ»Curcumin» قد تمنع تلف الكبد بفضل خصائصها المضادة للإلتهاب. يمكن الحصول عليها يومياً من خلال إضافة الكركم إلى أطباق الأرزّ، والشوربة، وحتى اللاتيه.
الـ«Grapefruit»
مادة «Naringenin» عبارة عن فلافونويد موجودة في الـ»Grapefruit» وقد رُبطت بآثار مضادة للسرطان، والإلتهاب، والأكسدة، إستناداً إلى مراجعة صدرت في نيسان 2018 في «World Journal of Gastroenterology». هي تعمل على خفض الإجهاد التأكسدي والالتهاب اللذين يرفعان خطر تلف الكبد. لكن تجدر الإشارة إلى أنّه في حال تناول عقاقير تحذّر من الـ«Grapefruit»، كأدوية الكولسترول، لا بدّ من الاستعانة بطعام آخر لدعم صحّة الكبد تفادياً لأي ردّات فعل سلبية لهذا الدواء.
الشوفان
يحتوي على ألياف كثيرة، حيث أنّ تناول نصف كوب فقط يؤمّن 4 غ من الألياف أو نحو 16 في المئة من الاحتياجات اليومية، وفق وزارة الزراعة الأميركية. والحصول على جرعة جيّدة من الألياف قد يعزّز صحّة الكبد بما أنها تساعد في خفض الالتهاب فيه، إستناداً إلى بحث صدر في تشرين الثاني 2016 في «Advances in Nutrition».
الخضار الكرنبية
مثل البروكلي والقرنبيط… تحتوي على نسبة عالية من مركّبات «Glucosinolates» و«Isothiocyanates» التي قد تقي من سرطان الكبد وتعالجه من خلال زيادة الإنزيمات المُزيلة للسموم الموجودة في الكبد، بحسب مراجعة نُشرت في أيار 2016 في «Nutrients». كذلك فإنّ الخضار تحتوي على البوليفينول المضادة للأكسدة التي ثبُت أنّها تحمي من مرض الكبد الدهني غير الكحولي عن طريق خفض الإجهاد التأكسدي والالتهاب، وفق كتاب «Dietary Interventions in Liver Disease» عام 2019.
القهوة
إستناداً إلى مراجعة صدرت في أيار 2017 في «World Journal of Hepatology»، فإنّ القهوة قد تخّفض خطر مرض الكبد المُزمن وتمنع تطوره. كذلك تملك تأثيرات واعدة في تحسين التليّف الكبدي ومرض الكبد الدهني غير الكحولي. واللافت أنّ آثار القهوة لا علاقة لها بالكافيين بما أنّ المشروبات الأخرى التي تحتوي على هذه المادة لم تحدث نتائج مماثلة. وقد أشارت غالبية الدراسات، أنّ الإنسان بحاجة إلى شرب فنجانين من القهوة لا أكثر لبلوغ أي فائدة على الكبد، شرط الانتباه إلى السكّر.
نصائح لكبدٍ صحّي
وفق الاختصاصية بفلوغرايدت، هناك أمران أساسيان يمكن القيام بهما لكبد صحّي: خفض جرعة السكّر المستهلكة، واحتساء كؤوس أقلّ من الكحول. الإفراط في السكّر و/أو الكحول قد يؤدي إلى الكبد الدهني، وحتى في حال إضافة المأكولات الصديقة للكبد إلى الغذاء، فإنّها لن تزيل الآثار السلبية لكثرة السكّر والكحول. في الحقيقة، إنّ المبالغة في استهلاك السكّر المُضاف بمختلف أنواعه قد ترفع احتمال الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي من خلال التسبّب بتراكم الدهون في الكبد، إستناداً إلى دراسة نُشرت في أيار 2018 في «Journal of Hepatology».