ذكر محلل سياسي إسرائيلي لموقع “المونيتو” أن “الفوز غير المسبوق الذي حققه بنيامين نتنياهو في الإنتخابات الأخيرة لن ينقذه من المحاكمة التي تنتظره”.
وأوضح الخبير بن كاسبيت أن “نتنياهو ورغم هزيمته حزب أزرق-أبيض، لكنه لم يحصل على أغلبية تجعله قادرا على الإفلات من المحاكمة الجنائية”.
وتابع: “أمامنا في إسرائيل صورة متخيلة لم نر مثلها في تاريخ الدولة، لكننا قد نراها قريبا، وهي أن رئيس حكومة شعبي وقوي يجلس على مقاعد المتهمين في المحكمة، ويقاتل لتحقيق براءته”.
وأشار إلى أن “نتنياهو فعلها من جديد، وفاز في الانتخابات، وبقوة، ما جعله يتفوق على كل التقديرات والتوقعات، رغم أنه يسحب معه ثلاث لوائح اتهام جنائية صعبة، في حين لم يتمكن حزب الجنرالات رؤساء الأركان السابقين من الإطاحة به بالضربة القاضية”.
وأوضح أن “نتنياهو الذي فقد في انتخابات أيلول 2019 خمسة مقاعد من معسكر اليمين، كان قد حصل عليها في دورة نيسان من العام ذاته، جعل الكثيرين ينعون عهده السياسي، ويتوقعون نهايته الوشيكة، لكنه في الأسابيع الأخيرة تحول نجما لمعركة انتخابية عز نظيرها، فبعد فرز أكثر من 90 بالمئة من الأصوات، تبين أن الليكود يتفوق على أزرق- أبيض بأربعة مقاعد، دون اتضاح إن كان سيمكنه من تشكيل حكومته القادمة”.
وأكد أن “معسكر اليمين الذي يقوده نتنياهو حصل على 59 مقعدا من أصل 120 هم أعضاء الكنيست، ما سيجعله بحاجة إلى مقعدين اثنين على الأقل للقيام بهذه المهمة الصعبة، رغم أنه يبدي قناعته بأنه سينجح في ذلك، من خلال قدرته على جذب أعضاء كنيست من أحزاب أخرى للانضمام إليه، لكن الطرف الأخر واثق من عدم نجاح هذه المحاولات، ويبدي وحدة في صفوفه الداخلية”.
وأردف: “السيناريو الأكثر منطقية وواقعية يتمثل بأن يعلن أزرق- أبيض عن موافقته على تشكيل حكومة وحدة مع الليكود، لكنه في هذه الحالة بحاجة لإعلان رسمي واضح عن تراجعه عن كل تعهداته السابقة لناخبيه بعدم إبرام الصفقات مع الليكود، وعدم الجلوس مع نتنياهو المتهم بقضايا فساد”.
ولفت إلى أنه “رغم الإنجاز الشخصي الكبير الذي حققه نتنياهو في صناديق الاقتراع، والشرعية السياسية التي حصل عليها من الجمهور الإسرائيلي، محظور علينا أن ننسى أننا أمام إنسان متهم بقضايا جنائية ليست سهلة، وسيتم فتح ملفاتها بعد أسبوعين فقط، وبالتالي فإن مصير نتنياهو سيكون مرهونا بين أيدي قضاة المحكمة”.
وختم بالقول: “إن نتنياهو الذي نجح في هزيمة حزب أزرق- أبيض، لم ينجح في الوقت ذاته من توفير أغلبية تمنحه الحصانة البرلمانية التي يسعى إليها، من أجل سن القانون الفرنسي الذي يمنع محاكمته؛ لأن قطار هذه المحاكمة بدأ خط سيره على السكة، صحيح أن نتنياهو سيحاول إعاقته، لكنه لا يملك السيطرة الكاملة على ذلك”.