كتب علي عواد في صحيفة “الأخبار”:
في ورقة بحثية جديدة أعدّها باحثون صينيون مِن كلية علوم الحياة في جامعة بكين ومعهد باستور في شنغهاي، ونشرت على موقع مجلة «ناشونال ساينس ريفيو»، الثلاثاء، وجد العلماء أن فيروس «سارس-كوف-2» (كورونا الجديد)، تطوّر إلى نوعين رئيسَين، أحدهما أشدّ عدوانية من الآخر، مع اختلاف معدّلات انتقال المرض وتوزعه جغرافياً. تطوّرٌ تعزوه الورقة إلى سببين: أولهما التدخل البشري، إذ سعى الأطباء منذ بدء تفشّي الفيروس في مدينة ووهان الصينية إلى محاربته بأدوية مختلفة، ما دفع آلية التطور الطبيعي لدى الوباء – بهدف حماية نفسه – ترتقي إلى شكلٍ جديد أكثر عدوانية مِن حيث مهاجمة ضحاياه وسرعة انتشاره؛ وثانيهما عبر آلية الانتقاء الطبيعي، وهي إحدى الطرق الرئيسة المساهِمة في تحقيق التطوّر لدى الأنواع، إلى جانب الطفرات الوراثية وغيرها.
وجاءت النتائج، بعدما حلّلت مجموعة مِن العلماء الصينيين 103 مِن جينات الفيروس أخذت عيناتها مِن مصابين بالفيروس التاجي، ليتبين أن 70% من هؤلاء مصابون بالسلالة الأكثر عدوانية. وتبيّن أن السلالة الجديدة ربّما تكون تطوّرت مِن نظيرتها الأقلّ عدوانية، اعتباراً من بداية كانون الثاني/ يناير في مدينة ووهان، مركز تفشّي الوباء. ونتيجةً لذلك، لفت الباحثون إلى أن هناك حاجة لإجراء مزيد من دراسات المتابعة التي تجمع بين البيانات الجينية وتلك الوبائية وسجلّات الرسم البياني للأعراض السريرية للمرضى الذين أصابهم الفيروس، بهدف تكوين فهم أفضل لتطوّر «كورونا» وانتشاره.
وتثير هذه الورقة شكوكاً إزاء التقرير الذي صدر الأسبوع الماضي عن البعثة المشتركة بين منظمة الصحة العالمية والصين بالتعاون مع 25 خبيراً دولياً، إذ «ثبت للخبراء أن شكل فيروس كورونا الجديد لم يتغيّر بعد انتشاره بين الأفراد»، وأن «كل المصابين يحملون تسلسل الحمض النووي ذاته الخاص بالفيروس».
إلى ذلك، كانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت، في وقتٍ سابق، أن نسبة الوفيات جرّاء فيروس «سارس-كوف-2» تبلغ 2.3% حول العالم، و4.9% في ووهان، لتعود قبل يومين وترفع هذه النسبة إلى 3.4% حول العالم. وبناءً عليه، يجوز التساؤل في شأن ما إذا كانت المنظمة قد أخفت علمها بوجود نوعين من الفيروس. وفي تلك الحالة، أما كان لمعلومة مِن هذا القبيل أن تؤثّر في تعامل الدول مع الفيروس وتتحضّر لمواجهته بشكل مختلف. ولكن مِن شأن هذه الاكتشافات الجديدة أن تفسِّر نسبة القتل المختلفة بين دولةٍ وأخرى، وهو ما يجب أن ينعكس زيادة في حجم المساعدات الطبية للدول التي تشهد انتشار السلالة المتطورة مِن الفيروس.
ماساة سفينة اليابان تتكرر
فيما لا تزال مأساة سفينة «أميرة الألماس» ماثلة، بعدما أصيب أكثر من 700 مِن المسافرين على متنها، يبدو أن مصيبة جديدة بدأت تلوح؛ إذ رُصد على متن سفينة «غراند برنسيس» (تابعة للشركة ذاتها) الراسية قبالة شاطئ مدينة كاليفورنيا، حوالى 20 حالة إصابة مشبوهة بفيروس «كورونا»، علماً أن عدد الركاب والطاقم يبلغ 2500.