غادرت السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد لبنان بعدما عملت فيه على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة، ولم تكن كأسلافها شديدة اللهجة في التعاطي مع المسؤولين اللبنانيين، حسب عارفيها، بل ظلت تعمل في الظل، مبديةً الدعم، خاصةً في المجال العسكري، للبنان، وهذا ما عكفت عليه في خلال فترة وجودها. هذا التوجه قد يكون قابلا للاستمرارية مع شخصية خليفتها السفيرة دوروثي شيا اللينة واللطيفة، والتي تقدم حسبما علمت “المركزية” اوراق اعتمادها الى رئيس الجمهورية منتصف الأسبوع المقبل بعدما قدمت اليوم نسخة عنها الى وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي في لقاء اليوم كان بعيدا من الضوء لدواع امنية.
وفي هذا الإطار، يصف مصدر ديبلوماسي معني بملف العلاقة مع الولايات المتحدة تعيين شيا بالروتين نظرا لانتهاء مهام ريتشارد في لبنان ما يعني ان لا جديد في السياسة الأميركية تجاه لبنان، الا ان مصدرا أميركيا ألمح الى ان شيا اكثر تشددا كونها تمثل رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب بممارسة المزيد من الضغط على حزب الله، لاسيما وانها أعلنت صراحة ان الإدارة الأميركية تعتبر ان الفرصة استراتيجية لزيادة تأثير الولايات المتحدة وإضعاف نفوذ إيران وحزب الله بعد تلاشي النفوذ السوري في لبنان في اعقاب انسحاب الجيش السوري منه في نيسان 2005.
وجدد المصدر تأكيده ان اجندة عمل شيا في لبنان هي تثبيت المصالح الأميركية في لبنان في ضوء خبرتها الديبلوماسية التي تناهز الثلاثين عاما، وقد تسلمت ملف الشرق الأوسط، وهي تعهدت ان تعمل وفقا لأولويات الإدارة الأميركية التي تعتبر استقرار وازدهار لبنان في سلم هذه الأولويات، ومن هنا يجب بذل الجهود بالتعاون مع المجتمع الدولي والشعب اللبناني لضمان تعزيز مصالح الأمن القومي الحيوية في لبنان والمنطقة. ولن توفر اي سعي من اجل معالجة الاستقرار المنشود في ظل تخبط لبنان في ازماته الراهنة، في اطار ترجمة المصالح الأميركية في الشرق الأوسط مع المجتمع الدولي والشعب اللبناني.
ولفت المصدر الى ان شيا متحمسة لمباشرة عملها رسميا في بيروت بدءا من الاسبوع المقبل وحماستها هذه تعود الى معرفتها بأحواله منذ عملت على الملف اللبناني مع السيناتور الراحل ريتشارد لوغار في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، فضلا عما يروج عن اصولها اللبنانية التي تعود الى الجيل الرابع، فهي ولدت في عائلة مؤلفة من ستة أطفال كانت أصغرهم وترعرعت في ولاية فرجينيا. والدها براندن عمل في السلك العسكري وقاتل في الجيش في الحرب العالمية الثانية وفي باريس كجزء من خطة مارشال، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في وزارة الدفاع كموظف مدني لسنوات عدة.