كتبت مريم سيف الدين في صحيفة “نداء الوطن”:
فيما تأجلت انتخابات نقابة المهندسين في بيروت كإجراء وقائي خشية انتشار فيروس الكورونا، جرت أمس انتخابات أعضاء مجلس النقابة في فرعي هندسة الكهرباء والميكانيك في نقابة المهندسين في طرابلس والشمال. ما دفع بمهندسين لوصف قرار تأجيل معركة بيروت بـ”السياسي”. واللافت في انتخابات النقابة هذه المرة، انكفاء الأحزاب عنها بشكل علني، ومحاولة خوضها بشكل مقنع. فتبرّأ جميع المرشحين من تهمة الانتماء الحزبي وأعلنوا استقلاليتهم.
وتمكن تحالف مجموعات الانتفاضة المسمى “النقابة تنتفض” من تحقيق إنجاز نقابي جديد للإنتفاضة، ففاز بأربعة مقاعد في فرع الميكانيك من أصل خمسة، وبمقعد واحد من أصل 5 في فرع الكهرباء. بينما فاز تحالف “نقابيون مستقلون” بمقعد في فرع الميكانيك، وثلاثة مقاعد في فرع الكهرباء. وفاز مرشح “تيار المستقبل” محمد شيخ النجارين بالمقعد الخامس في فرع الكهرباء. وبعد انتهاء هذه المعركة يتحضر تحالف “النقابة تنتفض” لخوض معركة انتخاب النقيب ورئيسي فرعي الكهرباء والميكانيك ولانتخاب عضوين في الهيئة العامة، خلال الانتخابات المقرر إجراؤها في الرابع من نيسان المقبل.
وفي حديث لـ”نداء الوطن” يرى مهندسون وناشطون في “النقابة تنتفض” أن قرار تأجيل انتخابات النقابة في بيروت قرار “سياسي”. وأنّ الأحزاب قررت تأجيل انتخابات بيروت لتراقب ما سيحدث في انتخابات طرابلس وتحلل نتائجها. ويعتبر فرج قبرصي من “نقابيون مستقلون” أن قرار التأجيل أدى إلى انخفاض المشاركة في انتخابات طرابلس.
وإذ يعبّر عن عدم اقتناعه بحجة “كورونا” يستغرب قبرصي التمايز بالقرار بين نقابتي بيروت والشمال اللتين اعتادتا الالتزام بقرار واحد. ويشير ناشطون في “النقابة تنتفض” إلى أن الأحزاب خشيت هذه المرة من خوض الانتخابات بشكل علني خوفاً من الهزيمة ومن الجو السائد الرافض لها، فحاول بعض مرشحيها التبرؤ من انتماءاتهم الحزبية على الرغم من وضوحها، وخاضوا الانتخابات بصفة مستقلين، وتمكن بعضهم من الفوز. ووفق هؤلاء فقد فاز “المستقبل” بمقعد في فرع الميكانيك كون زكريا عقل معروفاً بانتمائه للتيار. ما يعني أن التيار الأزرق قد فاز بشكل مقنع بمقعدين من أصل عشرة.
وعلى الرغم من فرح “النقابة تنتفض” بالنصر الذي حققته في انتخابات طرابلس، تفرض انتخابات بيروت المؤجلة تحدّياً كبيراً على التحالف، لاختلاف حجم وأهمية المعركتين. فانتخابات العاصمة هي الأكبر وستخوضها الأحزاب بكل ما أوتيت من قوة نظراً إلى أهمية نقابة بيروت، حيث تقام أعظم مشاريع وصفقات المسؤولين. وفي العاصمة سينتخب 253 عضواً في هيئة المندوبين وعشرة أعضاء لمجلس النقابة عن الفرعين المدني والزراعي.