عقد الجسم الطبي في المركز الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت اجتماعا الاثنين، على ضوء الحكم الصادر في قضية الطفلة إيلا طنوس ضد المركز والجامعة والدكتورة رنا شرارة.
وأبدى المجتمعون “تحسسهم وتعاطفهم مع الطفلة ايلا طنوس وعائلتها”، وبعد الاطلاع على حيثيات الحكم والملابسات الطبية التي رافقت هذه القضية قررالمجتمعون دعمهم القاطع والمطلق للدكتورة شرارة، لتفانيها في عملها مع مرضاها عموما، والأهم من ذلك لإنقاذ حياة الطفلة إيلا من مرض يتضمن معدل وفيات يفوق الـ 70%”.
وأكدوا أنه “خلال انقاذ حياة إيلا اعتمدت الدكتورة شرارة والفريق الطبي على أعلى القيم والمبادىء الاخلاقية التي تحكم ممارسة الطب. لكن إيلا كانت قد تعرضت لبكتيريا في دمها تطلق عليها اسم (Strep Pyogenes) والمعروف عنها انها تسبب الغرغرينا المحيطة المتماثلة (Symmetrical Peripheral Gangrene) والتي تؤدي بدورها الى البتر. على الرغم من أن هذه النتيجة المدمرة للبكتيريا ليست شائعة، انما سجلت حالات عدة منها عالميا”.
واعتبروا أن “قرار المحكمة في هذه القضية جائر وضار بالممارسة المستقبلية للطب في لبنان، إذ فشل في التمييز بين الخطأ الطبي والمضاعفات المتعلقة بالمسار الطبيعي للمرض المدمر والخطير. وعليه فإن هذا الحكم الصادر يجعل الطبيب مقيدا في تقديم الرعاية للمريض وأكثر تحفظا بعلاج الامراض الشديدة الخطورة تفاديا لما حصل مع الدكتورة شرارة”
ورأوا أن “هذا الحكم هو من أكثر الاحكام الجائرة وغير العادلة وسيكون له تداعيات شديدة على ممارسة الرعاية للحالات الحرجة في لبنان وسيؤدي أيضا الى ابعاد الاطباء المؤهلين بالمعايير والقدرات العالية عن معالجة الحالات الاكثر خطورة، مما يهدد بترك تلك الحالات تحت رحمة القائمين على المستشفيات بقدرات أقل”.
واعتبروا أن “هذا الحكم استند على قانون قديم قائم، لا يتماشى مع قوانين سوء الممارسة الطبية المعتادة في كل أنحاء العالم. إذ من خلاله تم التعامل مع الأطباء كمجرمين بواسطة نظام قانوني”.
وأكدوا أنهم يقفون “مع إدارة المركز الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت والى جانب الدكتورة شرارة في إحالة الحكم الصادر إلى محكمة الاستئناف لاستعادة العدالة الفورية في هذه القضية”.
ودعوا “جميع القيمين على ممارسة الطب في لبنان والسلطات التنفيذية والتشريعية إلى البدء بحملة إصلاح شاملة للقوانين والأنظمة ذات الصلة بممارسة الطب وتقديم الرعاية الصحية، بما في ذلك قانون الممارسات الطبية الخاطئة، وحقوق المرضى وممارسي الرعاية الصحية”.
وختم البيان: “لأكثر من مئة وخمسين عاما، كان المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت ولا يزال يواصل مكانته الطبية الأكاديمية الرائدة في لبنان والمنطقة وسيستمر في تقديم الرعاية المتفوقة التي تركز على المريض والتعليم المتميز والأبحاث المبتكرة”.