كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:
مع ارتفاع عدّاد الإصابات بفيروس “كورونا” المؤكدة في لبنان ارتفع منسوب الخوف عند البقاعيين من “عدو لا أحد يعرفه”، ومع تكتم النظام السوري على عدد الاصابات بـ”كورونا” في سوريا، ازداد الهاجس البقاعي من تسرب الحالات عبر المعابر الحدودية الشرعية وغير الشرعية.
هذا ما دفع بمديرية الأمن العام اللبناني الى وقف دخول وخروج الحافلات والفانات اللبنانية والسورية منعاً لانتشار الوباء، وبدأ أمس عناصر الامن العام ومنذ ساعات الصباح الأولى تنفيذ القرار، ما أدى إلى ظهور حالة اعتراض واسعة، خصوصاً لدى سائقي الحافلات والفانات العاملة على خط بيروت – دمشق. واتصل رئيس اتحاد نقابات سائقي السيارات العمومية بسام طليس، بمديرية الامن العام وطالبها بإعفاء “المني فان” (الستة ركاب لكونه أقرب الى السيارة منه الى الفان)، من القرار لأنه يعتبر من المركبات الأكثر عملاً على على خط بيروت – دمشق.
وأعرب سائق “مني فان” أبو أحمد حسن أن “هذا القرار ظالم ولا يمكن أن يوازوا بين الحافلات التي تستوعب 40 و 50 راكباً، والفان الذي يستوعب 12 راكباً، مع “ميني فان” يحمل ستة ركاب، فهو اشبه بسيارة، هذا القرار يأتي في وقت جميعنا نعاني فيه من ضائقة مالية صعبة”.
كما أن هذا القرار أسفر عنه “نزول” العشرات من الوافدين السوريين عند نقطة الأمن اللبناني للقادمين، سيراً على الاقدام نحو 1200 متر بعد خضوعهم للفحص الروتيني “للحرارة”، الذي ما زال يعتمده موظفو الامن العام ووزارة الصحة عند نقطة المصنع.
ولفت مصدر أمني لـ”نداء الوطن” إلى أن “القرار اتخذ منذ أن قررت السلطات السورية منع دخول الحافلات والفانات اللبنانية منعاً لانتشار كورونا، وبالتالي نحن اليوم نمنع عبور الباصات والفانات والكرانك بالاتجاهين”.
وعن الاشكالية التي افرزها القرار قال المصدر إن “السلطات السورية أصدرت قراراً بمنع دخول اللبنانيين بالحافلات أو بالفانات”، ولفت إلى أن “على السلطات السورية منع عبور الحافلات والفانات من سوريا الى لبنان لأنه في حال استمر عبورها نضطر الى ارجاعها، واحياناً ينزل منها الركاب ليدخلوا أفراداً، وهكذا يصعب معرفة بقية الركاب في حال ثبتت أي حالة، كما يصعب احتواء الامر”.
وأعرب مصدر امني آخر عن ارتفاع منسوب التخوّف على الحدود اللبنانية – السورية “لأنه يتم التعاطي مع وباء كورونا في سوريا بتكتم وبطريقة غير منطقية وبعيدة من الواقع، لبلد يعاني من حرب ودمار ونزوح وتهجير”، وأكد أن “سياسة التكتم يستهتر فيها النظام السوري، إذ ما زالت سوريا تستقبل وافدين من ايران، من دون أن تعلن عن عدد الإصابات الوافدة”، وترددت معلومات طبية سورية عن أن انتشار الفيروس في سوريا وصل الى حدود الـ2500 اصابة وارتفاع عدد الوفيات الى نحو 400 وتعمد ادارات المستشفيات السورية الى تسجيل سبب الوفيات بالتهاب الرئوي والسلّ”.
وفي هذا الاطار أعرب أحد اللبنانيين العاملين في محيط المصنع، رفض الافصاح عن اسمه، أن السلطات السورية تتعاطى مع موضوع “فيروس كورونا” كأنه لا يوجد وباء بهذا الاسم، ليعرب عن تخوفه من دخول حالات عبر الطرق غير الشرعية، وغالبية الداخلين خلسة يقيمون في المخيمات”.