كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
نكسة خطيرة مني بها قطاع إيجارات الشقق في منطقة النبطية. إذ هبطت أسعار أيجار الشقة من 300 دولار الى الـ100 دولار ولا يوجد من يستأجر. مئات الشقق السكنية خلت من مستأجريها بعد عودة النازحين الذين بفضلهم شهد هذا القطاع عصراً ذهبياً.
كانت أم محمد تؤجر 4 شقق للنازحين، كل شقة بـ300 دولار شهرياً، أي أنها كانت تتقاضى شهرياً 1200دولار، غير أن عودة النازحين أدت إلى خسارتها مصدر رزقها. منذ 6 أشهر ومنازلها الأربعة خاوية، لم تجد مستأجراً، “فاللبناني وضعه صعب، لا يمكنه دفع 300 دولار في هذا الظرف الصعب” وفق ما تقول. تضيف: “لا ننكر أنّ عودة النازحين تركت إنعكاساتها السلبية على المنطقة، بعدما كان هؤلاء أشبه “بالبحصة التي تسند خابية”،الدورة الإقتصادية، ولأنّ الأزمة أثرت عليهم، غادروا الى وطنهم، وبيقنا نحن تحت رحمته تعالى”.
مئات الشقق فرغت، عشرات العائلات تعيش الأزمة. يقر أبو حسين أنّ “عودة النازحين ارتدت سلباً عليه، فهو يملك ثلاث شقق، يؤجر الواحدة بـ300 دولار، واليوم بات بلا مورد رزق، وتترتب عليه مستحقات للمصارف، يعجز عن دفعها.
كان أبو حسين سائق أجرة قبل أن يتحول نحو قطاع الإيجارات، أثناء الأزمة السورية باع النمرة واشترى بثمنها شقتين وأكمل الباقي “بالتقسيط”. لا ينكر أن هذه “التجارة” مربحة ودرّت عليه أموالاً طائلة سيما في أول سنتين من الأزمة، إذ يلفت الى أنه “كان يؤجّر كل غرفة بـ200 دولار، أي أن الشقة الواحدة وصل إيجارها الى الـ1200 دولار”، ويضيف أنّه “بعدها فرض علينا تخصيص الشقة لعائلتين فقط، اي لكل عائلة غرفتين”، لا يتردد بالقول ان “تجارة الإيجارات تحولت الى مهنة مربحة جداً لدى كثير من العائلات التي كانت تواجه ظروفاً صعبة، فساعدتها على تأمين حياة كريمة.
مع بدء عودة النازحين الى بلادهم، بدأ القطاع بالتراجع. في تول فرغت أكثر من 300شقة بعد عودة السوريين. وقد تأثر بالنتيجة كل من “الدكنجي”، واللحام، و”الخضرجي” كما سائر القطاعات. لا يختلف إثنان أنهم “كانوا العمود الإقتصادي للقرى، ينفقون الأموال في أسواقها، وبرحيلهم تكشف حجم التأثير الذي تركوه”، وهذا ما يؤكده أبو أحمد الذي لفت الى أن السوري كان يعمل وينفق ماله في السوق، وكانوا في خضم الأزمة يحركون الدورة الإقتصادية. معظمهم كان يحصل على مساعدات مالية من الأمم المتحدة وينفقونها لدى المحال التجارية اللبنانية.
يواجه أبو أحمد كما كل أصحاب الشقق المؤجرة أزمة خانقة. لقد خسروا مصدر عيشهم الوحيد وسط تفاقم الوضع المعيشي، وبات عليهم انتظار “الفرج”، خصوصاً وأن معظم اللبنانيين باتوا غير قادرين على استئجار منزل بـ100 الف فكيف بـ100 دولار؟