تسعى اوساط قريبة من العهد منذ فترة تعود الى تاريخ بدء الحراك الشعبي في السابع عشر من تشرين الاول الماضي الى عقد لقاءات سياسية ودينية ووطنية في الصرح البطريركي في بكركي لكن جهود العاملين على هذا الخط لم تتكلل بالنجاح، وهي لطالما قوبلت بالرفض من قبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيما بعد اتساع مساحة التباعد بينه وبين سيد العهد العماد ميشال عون نتيجة المطالبات والمناشدات التي توجه بها الراعي الى المسؤولين ودعوته لهم بضرورة سماع اصوات الناس المطالبين بلقمة العيش الكريم.
حقيقة الامر تقول مراجع مسيحية مواكبة لتحركات بكركي وسيدها لـ”المركزية” ان هناك عتبا لدى البطريرك الراعي على رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل والسياسة التي يتبعها، وان هذا العتب اتسع وتحول الى شرخ مع المسعى الذي قاده البطريرك الراعي خلال وجوده في المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان من اجل تقريب وجهات النظر بين رئيس تيار المردة الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية وبين باسيل الذي كان تمنى على بكركي القيام في هذا المسعى وجمع الطرفين في الديمان او بكركي، لكن باسيل هو من عاد عن تعهدات قدمها في هذا الصدد من شأنها تسهيل مهمة بكركي كما تقول المراجع.
وتضيف المراجع: ان فرنجية الذي كان ابدى تجاوبا مع الحراك الذي قامت به بكركي اشترط يومها ان يسفر اللقاء مع باسيل عن زيارة للقصر الجمهوري يقوم بها فرنجية للقاء رئيس الجمهورية وعودة الوئام بين الجانبين، وهو لم يحصل على رغم تصريح رئيس “المردة” اكثر من مرة انه يضع نفسه وتياره في خدمة العهد وسيده. وان فرنجية قد اتهم في حينه باسيل بعدم تسهيل زيارته الى بعبدا، وهذا ما دعاه الى رفض استقبال باسيل لاحقا حتى في بنشعي اذا اراد ذلك.
من هنا، تتابع المصادر ان البطريرك الراعي لم يعد يبدي الرغبة نفسها مع ما يطلبه باسيل الذي زار بكركي منذ اسابيع وتمنى على البطريرك عقد لقاء سواء مصغر او موسع للقيادات المسيحية، يصار فيه التفاهم على عدد من العناوين الجامعة للصف المسيحي من غير ان تكون حاملة على العهد او داعمة له ولكن الراعي تريث في الاستجابة لهذا الطلب، مبررا ذلك بضرورة الانصراف الى معالجة الاولويات الوطنية والمالية والمعيشية.