IMLebanon

نصر الله: قبولنا بالمساعدة الخارجية مرتبط بالشروط المطلوبة

نبّه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى أن “في موضوع “كورونا”، يجب أن نعتبر أنفسنا في خضم معركة عالمية تخوضها دول العالم، والمشكلة أن العدو “كورونا” لا يزال مجهولًا فيما أن مخاطره أصبحت واضحة وتهديده واسع لأنه يطال حياة الناس”.

وشدد، في كلمة، على “وجوب مقاومة هذا العدو الذي تحول إلى وباء عالمي، فالحل ليس الاستسلام والشعور بالعجز”، مؤكدًا أن “الشعب اللبناني بكامله واللاجئين والمقيمين شركاء في مواجهة “كورونا” وتحمّل المسؤولية”. واعتبر أن “عمال القطاع الصحي هم ضباط المواجهة الأولى ضد كورونا”.

وأضاف: “إلى حين إيجاد علاج لـ”كورونا”، يجب الحد من انتشار الفيروس وخفض الخسائر البشرية لأن التعليم والاقتصاد والتجارة وغيرها تعوّض مقابل الحياة الإنسانية”، مطمئنًا إلى أن “المختصين يقولون إن الشفاء من “كورونا” ممكن والتقارير تقول إن الآلاف يمتثلون للشفاء في كل دول العالم”.

ورأى أن “في المعركة ضد “كورونا” نحن نحتاج إلى التعاون والتكاتف والعمل معًا بروح إنسانية وأخلاقية وإيجابية، فهذه المعركة ليست الظرف المناسب لتصفية الحسابات والاستثمار السياسي والانتقام وتسجيل النقاط”.

وتابع: “المطلوب الإيجابية، وهذا لا يعني أن الانتقاد والنصح ممنوع، لكن مقاربة هذا النوع من القضايا يحتاج إلى روح أخلاقية وإنسانية، وهنا الشماتة ليس لها مكان وتعبّر عن انحطاط أخلاقي”.

وأكد نصرالله أنه لا يريد “الدخول في السجال السياسي لأنه مضيعة للوقت”، داعيًا إلى “الابتعاد عن أي لغة تثير التباعد والخلافات والحقد”.

وقال: “يعلم المسلمون والمسيحيون أن الله أمر بالحفاظ على النفس البشرية واعتبرها الأعلى قيمةً، لذا إذا كنا نؤمن في يوم الحساب يجب أن نخاف الله ونحن نخوض هذه المعركة، ما يعني أن الواجب الحفاظ على نفسك وعلى عائلتك وعلى الناس من حولك، فهذا واجبك الديني والإلهي، وهذا أمر ستُسأل عنه في يوم القيامة لأنه من أكبر المعاصي أي الكبائر”.

وشدد على “أننا نحتاج إلى الشفافية والصدق في هذه المواجهة، فأي شخص في لبنان يشعر أنه أصيب بهذا الفيروس أو ظهرت عليه العوارض يجب أن يكون شفافًا وصادقًا وأن يكشف عن حقيقة الأمر للجهات المعنية ويلتزم العزل المنزلي”.

وجزم بأن “وزارة الصحة كانت شفافة منذ اليوم الأول”، وقال: “غير صحيح أن “حزب الله” تستّر على أي إصابة بـ”كورونا”، ويجب على الوزارة أن تواصل العمل بهذه الطريقة أيًا تكن الحقيقة صعبة”.

ودعا نصرالله المواطنين إلى “الالتزام الكامل بالإجراءات الحكومية، ووقف التجمعات واللقاءات والانعزال في المنازل”، لافتًا إلى أن “فيروس “كورونا” خطير لكن مواجهته سهلة”.

وتوجّه إلى المواطنين قائلًا: “تصرّفوا وكأننا في حالة حرب”، داعيًا إلى “عدم التنقل إلا في حالات الضرورة وتعليق المشاركة بالصلوات في الكنائس والمساجد”.

وشكر نصرالله “الطواقم الطبية على العمل الكبير الذي تقوم فيه”، متمنيًا أن “نبادر إلى اعتبار من يتوفى منها بفيروس “كورونا” شهيدًا”.

كما دعا نصرالله إلى “الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، حتى أميركا، لتوفير الجهد والوقت”، كاشفًا أن “حزب الله يضع كل طاقاته البشرية والمادية في تصرف الحكومة ووزارة الصحة في هذه المعركة”.

وفي موضوع إعلان حالة الطوارئ، قال نصرالله: “متى تجد الحكومة اللبنانية أن الوقت حان لاتخاذ خطوة إعلان الطوارئ فلتتخذها من دون الالتفات إلى أحد”، داعيًا إلى “إيجاد بديل للمواطنين الذين سيبقون بلا رواتب بسبب التعطيل”.

أما في شأن الموضوع المالي والاقتصادي، فأشار نصرالله إلى “ما يقال عن أن الحكومة تطبّق خطة “حزب الله” الاقتصادية”، قائلًا: “نحن لدينا خطة اقتصادية لكننا لن نقدّمها لأن ذلك من واجب الحكومة، ونحن لدينا رأي وأفكار مثل سائر الكتل النيابية”.

وأوضح أن “لا مشكلة لدينا من أن تلجأ الحكومة إلى استشارة أي جهة خارجية، كما لا مانع لدينا من أي مساعدة خارجية غير مشروطة”.

وأضاف: “وإن كان ثمة مساعدة خارجية مشروطة فيجب أن نحدد ما الشروط، فمثلًا إذا كان الشرط توطين الفلسطينيين، من سيقبل؟ يجب أن تكون الشروط لا يخالف الدستور ولا يتنافى مع المصلحة الوطنية، حتى لو كان من صندوق النقد الدولي”.

وأدرف موضحًا: “موقفنا من المساعدة الخارجية يرتبط بطبيعة الشروط المطلوبة، فنحن ضد رفع القيمة المضافة إلى 15% أو 20%. أما الشروط المرتبطة بالإصلاح ومكافحة الفساد واستقلالية القضاء والشفافية فهي شروط ممتازة طالبنا بها”.

وشدد ختامًا على أن “الاستحقاق الحقيقي أمام لبنان الآن هو الوضعان المالي والاقتصادي”.