Site icon IMLebanon

طبيب سوري يكشف الحقيقة: النظام يكذب وممنوع علينا إجراء فحص كورونا

كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:

يشخص البقاعيون بأنظارهم إلى الحدود اللبنانية – السورية، إذ باتت تشكل هاجساً من أن “يتسلل” فيروس “كورونا” إليهم عبر الحدود الشرعية وحتى غير الشرعية، كممرات تهريب الأشخاص، خصوصاً بعدما بات أكيداً أن سلطات النظام السوري توهم الناس بأن “كورونا” لم يصل إليها بعد، سيما أن سوريا الوحيدة التي دمرت فيها الحرب كل شيء وما زالت مسرحاً لمعارك أهلية تعبث بما تبقى من حياة.

سياسة النظام تزيد من حال القلق لدى المواطن السوري الذي لا يكفيه الموت بقذيفة أو رصاصة، ليلحظ أن عدّاد الموت المجاني يرتفع جراء “وباء” اختارت السلطة ألا تعترف به، خشية من كشف عجزها عن مواجهته، ظناً منها أنها بذلك ستسجل انتصاراً على الوباء على حساب أرواح الشعب.

ووفق المعلومات ان قوافل الوافدين من ايران إلى سوريا مستمرة بالدخول، تزامناً مع عناد في تسجيل اي اصابة، ما ينذر بكارثة انسانية تهدد السوريين.

وما ينقله العائدون من سوريا أن النظام “يكذب” بخصوص فيروس “كورونا” ويدّعي انه لم يعلن بعد عن حالة واحدة حتى اللحظة.

وهذا ما أكده طبيب مناوب في مستشفى المجتهد في دمشق لـ”نداء الوطن”، رفض الافصاح عن اسمه خوفاً من إعتقاله، (كما حصل مع مدير مستشفى المجتهد الطبيب سامر الخضر، والذي ما إن صرّح عن وجود حالات كورونا تم اعتقاله وإجباره على التصريح بالنفي”، وقال الطبيب إن “الأمن يقوم بدوريات تفقدية على المستشفيات، حيث يجبرون الأطباء والطاقم التمريضي على عدم ارتداء “الكمامة” بهدف عدم لفت انتباه المواطنين لذلك وزرع الهلع في قلوبهم كما يدّعي رجال الأمن”. وتابع: “وصلتنا حالات ظاهرها يؤكد الاصابة بـ”كورونا”، ولكن يتم منعنا من إجراء الفحوصات المخبرية الخاصة بالفيروس”.

وكشف الطبيب عن أن “الاصابات طالت أطباء في الطاقم الطبي وممرضات في مستشفى المجتهد، وهناك حالات وفاة”، مضيفاً: “عمدنا الى عزل المصابين تحت مسمى مرض السل والإلتهاب الرئوي”. وكشف أيضاً أن “تفاقم الوباء رفع نسبة الوفيات”، ونقل الطبيب عن أطباء يناوبون في مستشفيات محافظات حمص ودير الزور واللاذقية وطرطوس “مدى تفاقم الوضع ووصوله الى حد يصعب وصفه”.

أما عن أسباب اعتماد سياسة الكتمان والافادة منها، فقال: “كورونا سيكون حصّادة أرواح السوريين، كل شيء في سوريا مفقود، المشافي تحتاج الى ترميم بعد الحرب التي لم تترك شيئاً الا وهشمته، وتحتاج إلى مستلزمات طبية وتجهيز، وتحتاج الى أدوية ومعدات، وبغيابها تنعدم الرعاية الصحية، كما أن السلطات لم ترفع حالة التأهب القصوى وبالتالي نحن مقبلون على وضع سيئ جداً”، وناشد “منظمة الصحة العالمية والامم المتحدة التدخل السريع لإنقاذ الشعب السوري من هذا الوباء”.

وقدّر الطبيب أن “عدد السوريين المصابين بـ”كورونا” يتجاوز الـ 3 آلاف اصابة، وربط هذا الرقم بعدد الاصابات التي تم اكتشافها منذ أكثر من أسبوعين، بنحو 200 إصابة غالبيتهم من ايران و30 وفاة، وبناءً على تشخيص منظمة الصحة العالمية، ومتابعة الصين له تبين أن الفيروس يتضاعف عشر مرات في الاسبوعين، أي أن كل اصابة بعد اسبوعين تتحول الى عشر اصابات أقله في حال الانتشار وعدم الحجر والعزل”، ليتابع: “لا يوجد رصد فعلي لكورونا في سوريا من أي جهة، إنما تقديرات الأطباء تقول إن عدد الوفيات يتجاوز الـ 350 وفاة تسجل كموت جراء التهابات رئوية وسكتات قلبية وسل”.

هذا المشهد ليس مبالغاً فيه بحسب يوسف عطا القادم من دمشق، الذي قال: “الوضع في سوريا مخيف جداً، مستذكراً طريقة النظام السوري في “معالجته” الأمراض المعدية “الايدز، وانفلونزا الخنازير والطيور، وحتى وباء الصفيرة”، بكثير من الكذب والكتمان، وبإخفاء الأرقام ودائماً يسجل الوفيات بغير سببها الأساسي.

إقفال الحدود ضرورة

لا يخفي موظفو الأمن العام اللبناني رغبتهم في إقفال الحدود الى حين الانتهاء من تفشي “كورونا”، وقال أحدهم: “من غير المنطقي أن الحدود السورية ما زالت مفتوحة مع العراق وايران ولم يسجل فيها اي اصابة حتى الآن، كل المعلومات لدينا تقول إن عدد الاصابات بالمئات يعني أصبحنا أمام خطر كبير، نتمنى اقفال الحدود كتدبير احترازي”، ويضيف: “تم عند نقطة القاع الحدودية الاسبوع الماضي إرغام حافلة وركابها على العودة بعد الاشتباه بشخص مصاب بكورونا نتيجة فحص الحرارة له، أكثر من مرة وكانت حرارته فوق الـ39”.

 

ويتخوّف من أن “يدخل بعض ركاب الحافلة خلسة الى الاراضي اللبنانية، وبعدها الى المخيمات المكتظة ما ينذر بكارثة بشرية”. ومن جهة اخرى وجهت قيادة القوات الروسية في سوريا تعميماً يمنع الضباط والجنود الروس من الاجتماع مع ضباط وجنود الحكومة السورية، والإيرانيين حتى إشعار آخر.

وفي هذا الاطار صعّد رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين مهدداً، ما لم يتم اقفال معبر المصنع بقرار رسمي من الحكومة اللبنانية سيتم اقفاله من قبل اهالي البقاع بالقوة، حسب ما قال لـ”نداء الوطن”، وأعلن أنه اجرى سلسلة اتصالات وبالمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، والذي وعد بالعمل علي اتخاذ قرار رسمي باقفال معبر المصنع إلى حين الانتهاء من فيروس “كورونا”.