كتب أكرم حمدان في “نداء الوطن”:
بعد إعلان منظمة الصحة العالمية إطلاق برنامج لمساعدة الدول التي انتشر فيها فيروس “كورونا” والذي يحتاج إلى 675 مليون دولار، كان أول المبادرين للتجاوب الملياردير الأميركي بيل غيتس، الذي أعلن عن التبرع بمبلغ 100 مليون دولار لمكافحة هذا الفيروس، كذلك أعلن لاعب كرة القدم كريستيانو رونالدو وضع كل فنادقه بتصرف مرضى “كورونا” في البرتغال، كما تكفّل بدفع معاشات الأطباء، والعاملين في هذا القطاع.
وفي لبنان، وبعيداً من مقاييس حجم الدعم، بادر النواب: رولا الطبش، ومحمد القرعاوي، وفادي علامة، شامل روكز وأسعد درغام وياسين جابر ليكونوا السباقين في هذا المجال، حيث تبرّعت الأولى بجزء من مخصصاتها لتأمين مستلزمات طبية أساسية لمستشفى رفيق الحريري الجامعي، والثاني بكامل مخصصاته، والثالث بكل مخصصاته لموظفي المستشفى والرابع لمستشفى البوار الحكومي والخامس لمستشفى حلبا الحكومي والسادس لمستشفى النبطية. كما أعلن وزير الزراعة والثقافة عباس مرتضى، في تغريدة في حسابه على “تويتر”، وضع مخصصاته “بتصرف موظفي مستشفى رفيق الحريري طيلة فترة الأزمة تقديراً لتفانيهم في خدمة الانسان”.
ومساءً، انضمّ وزراء ونواب آخرون إلى الحملة متبرعين بمخصّصاتهم لمواجهة “كورونا”.
علامة: الموظفون يقومون بعمل جبّار
وقال علامة وهو أول المبادرين لـ”نداء الوطن”: “ربما تكون خطوة محرجة للزملاء النواب ولكنها معنوية قبل كل شيء ومن ثم مالية تجاه الموظفين الذين يقومون بعمل جبار ويقدمون التضحيات في هذه الفترة العصيبة، وأنا بحكم مهنتي كطبيب أعرف معنى هذا الضغط، خصوصاً أن المتطوعين يخافون من العمل في قسم “كورونا” في مستشفى الحريري”.
وأوضح علامة أن “هناك حساباً خاصاً للمستشفى لدعم العاملين فيه وأنا لم أدخل في التفاصيل، كما أن هناك أناساً كثيرين قدموا أيضاً تبرعات لهذه الغاية ولم يعلنوا عن هذه الخطوة وأنا أردت الإعلان عنها لتشجيع الناس وخصوصاً المقتدرين على القيام بواجبهم الوطني والإنساني في هذه المرحلة”.
روكز: نؤهّل بعض الأماكن في كسروان
بدوره، اعتبر روكز أن “الأزمة كبيرة جداً، وخطوتي رمزية ونوع من التضامن الوطني، وما رح تشيل الزير من البير بس كل واحد ع قدّو”.
ونفى روكز الشائعات التي تتحدث عن اصابات بفيروس “كورونا” بأعداد كبيرة في منطقة كسروان جبيل، مؤكدا انها “مجرد اخبار وان الوضع تحت السيطرة والحمد الله”.
وكشف عن اتصالات اجراها مع جهات خارجية طلباً للمساعدة، مشيراً إلى أنه اطلع رئيس الحكومة حسان دياب على نتائجها. وتوقّع وصول مساعدات صينية قريباً، بعدما وصل جزء منها اخيراً”. ورأى أن “المهم هو أن نستفيد من خبرات الدول التي تمر بتجربة كورونا”.
ولفت إلى أن “مستشفى البوار الحكومي سيصبح مؤهلاً في اليومين المقبلين لمساعدة المصابين”. وتحدث عن دعم له من الجامعة اللبنانية ـ الاميركية في جبيل، واتحاد بلديات كسروان الفتوح الذي يعمل رئيسه جوان حبيش على تأمين وصول أجهزة تنفس أميركية.
وشدّد على “وجوب تجاوب اللبنانيين مع الارشادات والتعامل مع الوضع بجدية”. واعتبر أن “اجتماعه الاخير مع نواب كسروان جبيل: فريد هيكل الخازن، سيمون أبي رميا، زياد الحواط، روجيه عازار، نعمة إفرام وشوقي الدكاش، أمر طبيعي ويجب ان يجتمع كل المسؤولين ونواب الأمة لمواجهة مخاطر هذه الأزمة”.
وأكد روكز أن الحجر المنزلي الذي يخضع له لا يمنعه من ان يكون حيث يجب ان يكون، مشيراً إلى اتصالات يجريها لاستكشاف أماكن في كسروان تكون مؤهلة لاحتواء من تتطلب حالتهم حجراً صحياً، كفنادق وأماكن ترفيهية.
الطبش: تكافل اجتماعي
وأطلقت الطبش مبادرة تكافل اجتماعي في بيروت لمواجهة الظروف الصعبة نتيجة انتشار “كورونا”، وذلك عبر نداء جددت فيه دعوتها “لكل اللبنانيات واللبنانيين وخصوصاً البيارتة لنساعد بعضنا البعض، موقف عائلة وحدة”، مذكرة بالخط الساخن الموضوع بتصرف اهل بيروت منذ اليوم الاول، “ما زال حاضراً لاي طلب مساعدة (وهو 70/642030)، ونحن اليوم نقدم المساعدات والخدمات، إنما الاولوية تبقى للحصص الغذائية والمستلزمات الطبية، والتي نوزّعها وفق جدول الحالات الأكثر حاجة”. واضافت الطبش “أدعو كل الأفراد والشركات والجمعيات الذين يرغبون بالمشاركة، الى ان يتواصلوا معنا عبر الخط الساخن ليكونوا معنا في حملة التكافل الاجتماعي البيروتي هذه، لتقديم مساهماتهم، مهما كان نوعها”.
درغام: خطوة بسيطة
وأعلن النائب درغام أنه يتقدم بمخصصاته الشهرية كنائب في البرلمان إلى مستشفى حلبا الحكومي “في مساهمة بسيطة لتجهيزه ووضعه في خدمة أبناء عكار تحسباً لأي طارئ”. وأضاف، عبر “تويتر”: “هذه الخطوة بسيطة جداً أمام التضحيات التي يقدمها الطاقم الطبي ومتطوعو الصليب الأحمر، الذين يبذلون كل جهد في مواجهة فيروس كورونا”.
القرعاوي: كامل مخصصاتي للمستشفى
وكتب القرعاوي عبر “تويتر”: “تقديراً وإمتناناً للدور الوطني الكبير الذي يقوم به مستشفى رفيق الحريري وإدارته وكوادره الطبية والتمريضية وعلى رأسهم المدير العام الدكتور فراس الأبيض من خدمات جليلة في التصدي لانتشار فايروس كورونا في لبنان، إننا إذ نتوجه بالشكر للدكتور الأبيض على انشاء صندوق لدعم الكوادر التمريضية والمتطوعين في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة والذين يشكلون خط التصدي الأول عن المواطنين وكل المستشفيات وهم ملائكة الرحمة في هذا الظرف الخطير”. وختم: “من هنا ومن موقعي كنائب عن الأمة أضع كامل مخصصاتي الشهرية كنائب في البرلمان اللبناني بتصرف إدارة المستشفى ولحسابه حتى تجاوز هذا الأزمة إيماناً مني بحجم تضحيات العاملين فيه في أدق المراحل من تاريخ وطن”.جابر: لمستشفى النبطية
وغرّد النائب جابر: “تواصلت مع مدير مستشفى النبطية الحكومي د حسن وزني وأبلغته تبرعي براتبي النيابي للمستشفى دعماً لتحضيرات المستشفى في بدء اجراء الفحوصات المخبرية لفيروس كورونا في مختبره، كما المباشرة بتخصيص قسم خاص للمصابين بهذا الفيروس في المستشفى”.
عراجي يأمل بصحوة ضمير
بينما لم نتمكن من التواصل مع غالبية النواب أعضاء لجنة الصحة البرلمانية، كان أول المتجاوبين رئيس اللجنة النائب الدكتورعاصم عراجي الذي نوه بخطوة زميليه علامة وروكز، لا سيما أن موظفي مستشفى الحريري يقومون بعمل جبار. ودعا عبر “نداء الوطن” كل من هو مقتدر من الزملاء النواب إلى القيام بهكذا خطوة، “خصوصاً أصحاب المليارات كما فعل بيل غيتس وغيره في العالم”.
وأمل عراجي أن “تكون هذه الأزمة مناسبة للذين نهبوا وسرقوا أموال البلد كي يستفيق ضميرهم ويردوا بعض هذه الأموال بهذه الطريقة”.
عبدالله والمقداد يُنوهان
ووصف عضو “اللقاء الديموقراطي” وعضو لجنة الصحة النائب بلال عبدالله خطوة علامة بالممتازة وبالقرار الشخصي، مشيراً في حديث لـ”نداء الوطن” إلى أن “المطلوب أكثر من ذلك بكثير فمن الممكن التبرع براتب شهر أو شهرين ولكن ماذا بعد؟ فالمطلوب خطوات كبيرة على مختلف المستويات”.
كذلك نوه عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” وعضو لجنة الصحة علي المقداد بخطوة علامة، متمنياً في حديث لـ”نداء الوطن” أن “تكون دافعا لأصحاب الثروات الكبيرة في البلد للمشاركة في تحمل المسؤولية سيما وأننا لم نر مبادرات من أصحاب رؤوس الأموال حتى الآن”.