كتبت مريم سيف الدين في صحيفة “نداء الوطن”:
بدا الثلثاء وكأن التزام المواطنين منازلهم قد تراجع وكذلك حالة الهلع، إذ ازدادت حركة السير في مدينة بيروت عما كانت عليه في اليومين السابقين. وعادت السيارات لتركن في شارع الحمرا الذي كان شبه فارغ منها. وفيما يحاول بعض أصحاب المحال والمهن التسلل لاستكمال أعمالهم، تجول دوريات قوى الأمن الداخلي وشرطة البلدية سعياً قدر الإمكان لتطبيق قرارات مجلس الوزراء للحد من انتشار الوباء.
في هذا الوقت تراقب وزارة الصحة ومعها مجلس الوزراء حجم انتشار الفيروس في لبنان، ليقدّران حجم الخطر والإجراءات الواجب اتخاذها في المرحلة المقبلة، بعد انقضاء مهلة اقفال المؤسسات ليل 29 آذار، وفق ما يؤكده لـ”نداء الوطن” مستشار وزير الصحة خضر رسلان. ويظهر كلام رسلان ارتياح الوزارة، “فعدد الإصابات لا يزال مضبوطاً ولا انتشار محلّيا للفيروس حتى الآن، فالحالات التي انتقلت إليها العدوى هي لأشخاص مخالطين”. ويشرح المستشار أنه يعني بالإنتشار المحلّي “انتشار إصابات يكون مصدر العدوى لهم غير معروف، عندها نواجه خطر توسع انتشار المرض”.
وينبّه رسلان المواطنين إلى أهمية هذه الفترة، “فترة الـ 15 يوماً التي طلب من الناس التزام منازلهم خلالها هي فترة خطرة، فهي المهلة التي يمكن أن ينتشر خلالها الفيروس، كذلك يتبين خلالها عدد حاضنيه. بعدها سيتخذ مجلس الوزراء، على أساس المعطيات والتقارير التي ترفع إليه، الإجراءات اللازمة في المرحلة المقبلة. فإن استمر عدد الإصابات كما هو اليوم حيث سجلت 4 او 5 إصابات جديدة فإن الأمور مضبوطة”. ووفق رسلان فإن الحالات التي تعالج في مستشفى الحريري لا يتجاوز عددها الستين (بالخمسينات) من أصل نحو 120 حالة، أما البقية فيتوزعون في مستشفيات أخرى.
وبانتظار حجم الانتشار الفعلي للوباء الذي ستكشفه الأيام المقبلة، يبقى على المواطنين محاولة التزام منازلهم قدر المستطاع وتجنب الاختلاط، لتجاوز الأزمة وتجنب وقوع كارثة. ويبقى على الوزارات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستقبال الوافدين إلى المطار قبل إغلاقه والتأكد من خضوعهم للحجر.