IMLebanon

الحسيني: مناعة المسن الجسدية من مناعته النفسية

رأت المحللة النفسية والأستاذة الجامعية الدكتورة ألين الحسيني عسّاف أن فيروس كورونا شكّل صدمة للعالم بسرعة إنتشاره ومدى خطورته وقالت في حديث إلى اذاعة “صوت كل لبنان” إن الأمور غير واضحة على الصعيد العلمي وما هو مستقبل هذا الفيروس ولا يمكن على الصعيد النفسي أن نعطيه معنىً لأننا غير قادرين على تحديد شكله ومكان وجوده ما يزيد من نسبة القلق والتعبير عنه بالهذيان أو بكثرة الشائعات ربما .

أما بالنسبة إلى المسنين، فقالت د. الحسيني-عسّاف إنّ العلم يضعهم في خانة الأكثر عرضة للإصابة وخطر الوفاة لأن نزوات الموت موجودة لديهم بقوة، فمن الضروري أن نتنبّه إلى التغيير الذي طرأ على المعايير النفسية-الإجتماعية التي تغيّرت بفعل الفيروس لدى هذه الفئة العمرية. فالمسنّ الذي عمل طوال حياته وبات متقاعداً يتسلّى مع الأصدقاء والشريكة ولقاء العائلة يوم الأحد، فجأة يُطلب إليه التوقّف عن هذه الممارسات والتزام البيت .

ولفتت د. الحسيني إلى ان معايير الأجيال تغيّرت لديه أيضاً، فانتقل من ذاك الشخص الذي يصدر الأوامر والنصائح إلى ذاك الذي يتلقّاها من ولده عندما يطلب إليه عدم الخروج من المنزل.

وشددت د. الحسيني على إستخدام الكلمات البعيدة عن نزوات الموت في التعاطي مع كبار السن، والتي تهدد نزوات الحياة لديهم، فكلما كان المسنّ محاطاً بعبارات وكلمات تحمل المناعة النفسية الإيجابية تكبر لديه المناعة الجسدية وترفض الإستسلام والخسارة، من هنا عندما نقدّم النصح للمسنين علينا الإبتعاد عن الكلمات العنيفة كعنف الفيروس ومحاولة التواصل الدائم مع أهلنا عبر الهاتف والفيديو للتعبير عن حبّنا لهم وعن الأفق الذي يجب أن يتمسّكوا به وطمأنتهم إلى أن هذه المرحلة ستنتهي وستعود الأمور إلى نصابها القديم ما يعزز نزوات الحياة ويقوّي المناعة النفسية والجسدية لديهم.