كتب أنطوان عامرية في صحيفة “الجمهورية”:
تثبت مدينة طرابلس في كل الظروف انّها مدينة الحياة رغم كل ما اتهموها به من تطرّف. فبعدما اكّدت انّها «عروس الثورة»، يبادر ابناؤها، شباناً وشابات، الى مواجهة تفشّي فيروس «كورونا»، متطوعين للعمل على تعقيم الشوارع والساحات والأماكن الداخلية في الاسواق، والتبرّع، كلٌ على قدر إمكاناته، بالمواد المعقّمة والكمامات والقفازات، في ظل مواكبة مجانية من الممرضين والممرضات لهذا الحراك الانساني، واضعين انفسهم بتصرّف اي مسّن او مريض لتلبية المساعدة الضرورية.
الناشط الاجتماعي عمر السيد قال لـ«الجمهورية»: «المبادرة التي نقوم بها هي مبادرة فردية قوامها 4 شبان. قرّرنا عدم الوقوف متفرجين على ما يحصل، فاشترينا أدوات للتعقيم وباشرنا العمل في الأحياء والشوارع، وقد لاقت مبادرتنا استحساناً واسعاً لدى شريحة من الشباب والشابات الناشطين، الذين قرّروا المساهمة معنا، فقدّموا بعض الملابس الواقية وأدوية للتعقيم وغيرها من المستلزمات الوقائية، كما بدأت تردنا الاتصالات من عدد من الشابات والشباب في التبانة وجبل محسن والقلمون والقبة عارضين المساعدة. واليوم بات الفريق المتطوع يضمّ اكثر من 150 شاباً وشابة. كما تلقينا اتصالات من المنية والضنية لسؤالنا عن إمكانية التواصل واستعدادهم للعمل ضمن المجموعة في طرابلس وفي المنية».
أضاف: «بدأ الناس يعون خطورة فيروس «كورونا» وضرورة التصدّي له ومواجهته، ولكن المواجهة تتطلّب امكانيات كبيرة، نأمل من المتطوعين وأصحاب الايادي البيضاء المساعدة. ونحن نرسل ايضاً سيارات تحمل مكبرات الصوت وتجول في الأحياء وتدعو الناس للتنبّه والتزام البيوت وتعقيم اليدين وعدم الخروج منها الّا للحالات الضرورية».
الناشط نظام مغيط، الذي يعمل على تنظيم عمل فريق القلمون قال لـ»الجمهورية»: «ما نقوم به واجب وطني على كل انسان، لانّه لا يجب ان نستسلم امام هذا الوباء. وعلينا واجب تجاه اهلنا وناسنا، من تقديم ارشادات وتوعية وتعقيم. وعلينا ان نكون anti virus ونكافح ونعمل على حماية اهلنا». وأشار، أنّ «حملات التوعية والتعقيم ايجابية، ونحث الناس على التعقيم وغسل الايدي وعدم الاستسلام والمواجهة».
الممرض عمر حداد قال لـ«الجمهورية»: «نحن مجموعة من الممرضين المتخرّجين مؤلفة من 20 شاباً وشابة من طرابلس، رأينا بداية وجوب قيامنا بمبادرة انسانية ومساعدة الناس وخصوصاً كبار السن مجاناً، ونشرنا عبر وسائل التواصل ارقام هواتفنا من اجل خدمة المحتاج، كي لا يتوجّه الى المستشفى الّا عند الضرورة القصوى، ونحميه بذلك من الإصابة والعدوى، ونحمي مراكز الطوارئ من الضغط. وبذلك نكون قد ساهمنا بتقديم العون للناس بالإسلوب نفسه الذي نقوم به في المستشفيات. وانشأنا فريقاً اطلقنا عليه اسم «الممرض الخيري»، وانطلقنا وبدأنا الاتصالات مع زملاء لنا في الضنية والقلمون لتشكيل فرق في مناطقهم، وتطوعنا في العمل مع الشباب المتطوعين هنا، وبدأنا مواكبتهم لإجراء فحص الحرارة وتقديم الإرشادات والاسعافات الضرورية».