اكتمل في لبنان أمس، نِصابُ «الانعزالِ» الاضطراري عن الخارج مع وقْف العمل في مطار رفيق الحريري الدولي وقفْل المرافئ البرية والبحرية في إطار الدفعة الثانية من إجراءاتِ محاولةِ السيطرة على فيروس كورونا المستجد التي اتخذتْها الحكومة من ضمن إعلان «التعبئة العامة» حتى 29 مارس الجاري والتي انطلقت الأحد بخطةِ عزْلٍ داخلي تحت عنوان «الْزموا منازلكم».
واعتباراً من منتصف ليل الأربعاء – الخميس، التحقتْ «بلاد الأرز» بقافلةِ الدول التي وضعتْ نفسها في «حال حربٍ» مع الوباء الزاحف واتخذت بمواجهته تدابير الحدّ الأقصى أو لامستْها، وسط اطمئنانٍ مشوبٍ بحذر كبير حيال إمكان صمود النجاح النسبي الذي حققه لبنان حتى الساعة باحتواء الفيروس، أقلّه قياساً إلى بلدان أخرى.
وبدخوله مرحلةَ «الحجْرِ الصحي العام» الرامية إلى «تجفيف كورونا»، بات لبنان «على الموجة» نفسها مع دول المعمورة التي اختارتْ كلٌّ على حدة أو ضمن مجموعاتها أن تضغط على زرّ الـ SWITCH OFF الذي «ينطفئ» معه يومياً بلدٌ عن لوحةِ الـ BUSINESS AS USUAL في الكرة الأرضية التي بدت وكأنها تقترب من «التوقف عن الدوران» والتي صارتْ «قلْباً مذعوراً» واحداً أمام الفيروس المعوْلم.
واللبنانيون الذين بدأوا يتكيّفون مع «زمن كورونا» بطقوسٍ تعكس تجربتهم الطويلة مع شتى أنواع المصائب والمصاعب، كانوا أمس عيناً على ارتفاع عدد الإصابات من 120 إلى 133 مع تسجيل وفاة رابعة لرجل تسعيني إلى جانب حالة لسيدة خمسينية توفيت بعيد وصولها إلى طوارئ مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وهي تعاني التهاباً رئوياً حاداً لم يكن حُسم إذا كان سببه «كورونا» أم لا، وعيْناً أخرى على ما يجري حول العالم الذي يشهد تطوراتٍ أشبه بأفلام الخيال العلمي أو الكوارث من «قممٍ افتراضية» عن بُعد و«وهواتف حمر» مفتوحة بين العواصم وحدودٍ مغلقة بعدما أساءت بلدان عدة تقدير «شراسة» الفيروس، وليس انتهاءً بالسيناريوهات الجدَلية التي تغزو الكوكب مثل «مناعة القطيع» أو المُفاضَلة بين التكلفة الاقتصادية والبشرية لمكافحة «كورونا» عبر إجراءاتٍ زاجرة وبين ترْكه يأخذ مداه ويفتك بالشعوب و«منكمّل باللي بيبقوا».