كتب عبد الكافي الصمد في “الاخبار”:
بعد موجة شائعات ونفي لها، في الأيام الأخيرة، أثارت هلعاً بين أهالي طرابلس، تأكّد أمس «وصول» فيروس «كورونا» إلى عاصمة الشمال، بعدما جاءت نتائج الفحص المخبري لشاب من محلة جبل محسن إيجابية. وفي المعلومات أن الشاب الذي نُقل إلى مستشفى رفيق الحريري في بيروت يعمل مع شاب آخر من بلدة بيت أيوب (عكار) تأكدت إصابته بالفيروس قبل أيام في شركة لبيع الدواجن في بيروت. وهما ينتقلان يومياً من طرابلس إلى مقر عملهما في بيروت، بواسطة حافلتين تقلان نحو 60 عاملاً في الشركة نفسها، معظمهم من طرابلس وعكار، ما أثار مخاوف واسعة في المدينة، خشية أن يكون ذلك مقدمة لظهور إصابات أخرى.
وفيما لا تزال طرابلس وبقية أقضية الشمال تفتقر إلى مستشفى لمعالجة الحالات التي تثبت إصابتها، قالت مصادر طبية لـ«الأخبار» إن «كل الترتيبات لبدء إجراء الفحوصات المخبرية في المستشفى الحكومي في طرابلس أُنجزت، وخلال 10 أيّام سيبدأ المستشفى استقبال المشتبه في إصابتهم بعد التزود بأجهزة الفحص». وأكدت «انتهاء المرحلة الأولى من التحضيرات التي تتضمن تجهيز 16 سريراً للمصابين، بالتعاون مع وزارة الصحّة والهيئة العليا للإغاثة. فيما تقضي المرحلة الثانية، في حال تفاقم انتشار الفيروس، تخصيص طابق بأكمله للمصابين يضمّ 50 سريراً. وفي المرحلة الثالثة سيُخصص المستشفى بأكمله للمصابين في حال تفشي الفيروس على نطاق واسع».
أجواء القلق المسيطرة على طرابلس لم تحل دون ارتفاع أصوات تطالب بمساعدة العائلات التي التزمت حال التعبئة وعزلت نفسها في منازلها من دون تأمين بدائل لها.
وفي هذا السياق، قطع سائقو الباصات الصغيرة والمتوسطة الطريق التي تربط المدينة ببيروت عند محلة البالما مرتين أمس، احتجاجاً على قرار الحكومة منعهم من العمل خلال فترة الحجر. وللغاية نفسها، ورغم قرار منع التجمعات، نفّذ سائقو السيارات العمومية اعتصاماً في محلة التل وسط المدينة، حذّر فيه نائب رئيس اتحاد النقل البري ونقيب السائقين في الشمال شادي السيد من أن «التحرّك المقبل قد يكون بقطع طريق البالما وغيرها نهائياً، تعبيراً عن وجع السائقين العموميين في مواجهة خطري الكورونا وظلم أهل الحكم»، موضحاً أن «مطلبنا هو التعويض على السائقين فوراً عبر وزارة الشؤون الاجتماعية والهيئة العليا للإغاثة».