كتب مايز عبيد في صحيفة “نداء الوطن”:
يوم أمس الخميس كانت مدينة طرابلس بحالة إقفال تام، وفي الكورة التي لم تسجّل فيها بعد أي حالة إصابة بـ”كورونا”، استمرت إجراءات البلديات للمواجهة وبعزل المناطق والتدقيق بأوضاع الداخلين إلى البلدات والخارجين منها حتى لو كانوا من أبنائها. وفي بلدة ببنين (إحدى بلدات عكار الكبرى) وبعدما قيل أن نتيجة الفحص للشاب نادر المصري إبن البلدة جاءت إيجابية، عُقد اجتماع في مبنى البلدية ضم إلى رئيس البلدية كفاح الكسار والمختار زاهر الكسار وشخصاً من عائلة الشاب وممثلين عن الأجهزة الأمنية، واتّخذوا القرار بإعلان حال طوارئ صحية في ببنين ودعوة المواطنين إلى التزام الحجر المنزلي، خصوصاً الذين اختلط بهم الشاب المذكور. وحضرت قوّة من الجيش إلى ببنين وعملت على فرض إقفال المحلات والمقاهي بالتعاون مع شرطة البلدية. وفي حالة الشاب المصري فقد أُعلن أول من أمس أن نتيجة فحصه جاءت سلبية فعمّ الفرح العائلة والأقرباء وأطلق الرصاص ابتهاجاً وتقبّلت العائلة التهاني بنجاة ابنها من فيروس “كورونا”.
هذا التفاؤل سرعان ما تبدد بعد رسالة مسجّلة لرئيس البلدية أشار فيها “إلى أن نتيجة الفحص إيجابية بحسب ما ورده من معلومات من مستشفى الحريري في بيروت”، ودعا أهالي ببنين “إلى التزام الحيطة والحذر والعزل المنزلي”.
وتداولت وسائل التواصل الإجتماعي في هذا الخصوص مقطعاً صوتياً للمحامي مأمون المصري من ببنين يقول فيه إنه “تواصل مع الدكتور محمد حسون في مستشفى رفيق الحريري وأكد له أن لا نتيجة لا سلبية ولا إيجابية عن نادر المصري وأن عوارض كورونا غير ظاهرة عليه”، وأضاف: “كان الدكتور حسون يريد إبلاغي النتيجة اليوم (أمس الخميس) الساعة 11 صباحاً لكنه لم يعد يرد على هاتفه”، معرباً عن قلقه من أن يكون “نادر المصري بحالة حجز وليس بحالة حجر”.
ومساء أمس صدرت نتيجة المصري وجاءت إيجابية لتدحض بذلك كل التأويلات وتؤكد أن ببنين قد ظهرت فيها إصابة “كورونا” وهي بحاجة إلى الإجراءات التي اتّخذت. من جهته دعا رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار مختار ببنين زاهر الكسّار عبر “نداء الوطن” أهالي ببنين “إلى التزام المنازل والتقيّد بالإجراءات وتمنّى الشفاء لنادر المصري” وقال: “إن شاء الله لا تكون هناك حالات أكثر في ببنين لكي لا نضطر للوقوف على أبواب المستشفيات فنحن في الوضع العادي لا نجد أماكن فيها فكيف بهكذا أوضاع استثنائية؟”.