ما هو مصير العام الدراسي؟! إنه السؤال الاكبر الذي يواجهه الطلاب والمدارس معا منذ بداية العام 2019-2020. فمع انطلاقة العام الدراسي في تشرين الاول الفائت، بدأت الثورة او الانتفاضة الشعبية… الامر الذي ادى الى اقفال المؤسسات التربوية لفترة تراوحت ما بين 15 و20 يوما… وما ان انطلق الفصل الثاني، حتى جاء فيروس كورونا ليعطّل الدروس منذ بداية شهر آذار… الطلاب في المنازل، والمدارس تحاول التواصل معهم عبر “التعليم عن بعد” عبر الانترنت او محاولة بثّ حلقات تشرح الدروس لصفوف الشهادات الرسمية عبر تلفزيون لبنان قد تنطلق خلال الايام المقبلة…
هذه الاجراءات، التي لم يسبق للبنان ان شهدها سابقا، قد تكون ناجحة او لا، ولكن لا شيء يغني عن التواصل المباشر بين الاستاذ وطلابه. ويتحدث في هذا الاطار امين عام المدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، قائلا: “لا بد اولا من ان نرفع الصلاة الى الله لينجينا من ازمة فيروس كورونا، فمع زوال هذا الوباء وما تركه او قد يتركه من تداعيات فان امورا عدة ستتغير”.
وشدد عازار، في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” على انه “لم يصدر بعد اي اعلان عن ان العام الدراسي سينتهي او انتهى، مع العلم ان مثل هذا “التفكير” غير مطروح اساسا، لا لدى وزارة التربية ولا المؤسسات التربوية”، مشيرا الى ان “المبادرات التي نقوم بها مع المركز التربوي للبحوث او وزارة التربية او المدارس بهدف تأمين “تعليم عن بعد” يصل الى منازل الطلاب”.
وقال: لكن هذا الاجراء لا يعني ان العام الدراسي قد انتهى، لا بل يصب في خانة دعم العام الدراسي، بحيث حين يعود الطلاب الى المدارس – ونأمل ان يكون ذلك في وقت قريب جدا – بشيء من الجو الدراسي”، مضيفًا: “لا نتوقع ان يكون الطلاب في جو دراسي تام، نظرا لما يعيشونه من قلق، وما يسمعونه من أخبار وبرامج تلفزيونية التي وعلى الرغم مما تحمله من توعية مهمة وضرورية الا انها لا تخلو من بعض الخوف”.
الخطر يدهم المنازل
وقال عازار: “من خلال “التعليم عن بعد” اننا نضيء شمعة في قلب الظلام، ولا يجوز ان نلعن الظلام ونبقى مكتوفي الايادي، وهنا نعود الى المثل الشعبي القائل الكحل احلى من العمى، ولكننا في المقابل نشدد على اننا نتمسك بانهاء المناهج التربوية وان كان ذلك خلال فصل الصيف”، مذكرا ان “الحالات الاستثنائية ليست جديدة على لبنان، اذ خلال الحرب الاهلية اضطرت المدارس الى دمج عامين، وفي تلك الفترة تم تخريج 3 دفعات في سنة واحدة، حيث كنا نضطر دائما الى وقف الصفوف”. واضاف: “لكن اليوم الوضع مختلف تماما، اذا كنا في السابق “نستطيع ان “نلطي رأسنا” في مكان ما، فاننا في ظل هذا الوباء الخطر يدهم المنازل”.
وهنا، اكد عازار على ان “انقاذ العام الدراسي 2019 – 2020 هو مسؤولية كبيرة جدا على المجتمع ككل… وهذا الانقاذ لا مفر منه، حتى وان كان لا بد من الاستعانة بالعام 2020- 2021 فنحن مستعدون لذلك، او حتى للتعليم خلال فصل الصيف، واعلن اننا سنقوم بالمستحيل كي لا يدفع الطلاب وتحديدا طلاب الشهدات الرسمية الثمن فـ “تضيع سنة من عمرهم”، مستغربا كيف ان البعض يقول “ان تضيع سنة افضل من ان يضيع العمر كله”، فنحن على العكس لا نريد ان يضيع شيء”.
الضغط على الطلاب
وفي هذا المجال، قال عازار: “اول ما يخطر الى اذهاننا هو اطالة العام والطلب من وزارة التربية اللجوء الى هذا الحل، الى جانب تنظيم العام الدراسي المقبل، كي لا يشعر الطلاب بضغط نفسي وتعليمي وتربوي، وبالتالي يجب الأخذ بالاعتبار اهمية تأمين الراحة للطلاب”، مشيرا الى ان “مثل هذا القرار لا تتخذه المدارس الكاثوليكية وحدها ، بل بالتعاون مع الوزارة والمركز التربوي وكافة المؤسسات التربوية”.
الازمة الاقتصادية وتداعياتها
وليس منفصلا عما سيتركه كورونا من ازمات اقتصادية ومعيشية، اشار عازار الى الصعوبات التي يعاني منها القطاع التربوي ككل منذ فترة طويلة، الى جانب تدخلات غير مدروسة وتجهل الواقع التربوي، وصولا الى خلق نوع من التشكيك في عمل المؤسسات التربوية ورسالتها. وقال: لا بد من لفت النظر الى المأزق المالي، وتحديدا بالنسبة الى المدارس الخاصة المجانية، حيث لدى الدولة المال المخصص لهذه المدارس لكنها لا تفرج عنه!
لفت الى المستحقات المالية المتوجبة على المؤسسات التربوية للمعلمين، قائلا: هذا حقهم في الاساس لعيشوا حياة كريمة مع عائلاتهم، وهم اليوم ايضا يقدّمون الجهد والتعاون من جل انقاذ العام الدراسي.
وفي هذا السياق، سأل عازار: أما آن الأوان لإقرار البطاقة التربوية من اجل اراحة المعلمين وتأمين حقوقهم، وفي الوقت عينه دعم الاهل من اجل ان يعلموا اولادهم في المدرسة التي يريدونها، رافضا اتهام المدارس بـ”تخزين الاموال” والتحجج لعدم دفع الرواتب.
وختم: اننا امام ازمة علينا ان نتضامن جميعنا لحلها.