كتبت ماجدة عازار في صحيفة “نداء الوطن”:
“كورونا” انتشر، والسلطة تقاعست، والاحزاب استنفرت. كل حزب شغّل محرّكاته، وانطلق على طريقته وبحسب امكاناته، في مواجهة الوباء القاتل.
بالنسبة الى “القوات اللبنانية”، اجراءات الدولة للمواجهة هي الاساس والجوهر والمضمون، مهما فعلت الاحزاب والكتل النيابية، فكل هذه القوى السياسية هي تحت سقف الدولة. وعليه اعتبر رئيس”القوات” سمير جعجع من اللحظة الاولى ان معالجة “كورونا” من طبيعة وطنية، ويجب اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف تمدد هذا الوباء ووضع حدّ له ووقف حركة الطيران من كل الدول الموبوءة، وليس من ايران فقط ووقف الحركة في الداخل، واقفال الحدود البرية والبحرية والجوية، والحجرالصحي التلقائي.
ولم تقف “القوات”عند هذا الحدّ، بل صال نوابها وجالوا مناطقياً، للوقوف على احتياجات الاهالي وعاينوا عن كثب، احتياجات المستشفيات الحكومية والخاصة وبحثوا سبل تفعليها و”تفحّصوا” تدابير البلديات لدفعها في اتجاه اتخاذ اقصى الاجراءات المطلوبة، واطلعوا على حال المؤسسات السياحية.زوساهمت”القوات” في حملات التوعية على وجوب الالتزام بالاجراءات الوقائية، وفي تعقيم المناطق والاحياء والكنائس، ولم تنس الطلاب بحيث أمّنت دائرة مدارس مصلحة طلّاب في الحزب بالتّعاون مع مصلحة المعلّمين، دروساً مجّانيّة عبر الإنترنت لصفوف الشّهادة الثّانويّة كافّة، عبر تطبيقات الكترونية.زوعلّقت “القوات”اجتماعاتها الداخلية وسائر انشطتها، وبلغت اجراءات الوقاية في معراب حدّها الاقصى.
“المستقبل”
وبعد الأخبار عن تفشي”كورونا” في لبنان، سارع تيار “المستقبل” الى تعليق العمل في مكاتبه، منذ 10 أيام، حفاظاً على سلامة موظفيه، وتجنباً لأي احتكاك فيها، بالتوازي مع إطلاق حملة توعية صحية وإرشادات للوقاية، عبر”مستقبل ويب” ومنصات “التيار” على التواصل الاجتماعي، تدعو الناس الى التزام الإرشادات الصحية وملازمة منازلهم والتحلي بالمسؤولية الاجتماعية. دوأعطى “التيار” توجيهاته لكل المنسقيات والفعاليات والجمعيات الصديقة في المناطق لتقديم المساعدة حيث أمكن، والوقوف الى جانب الناس، وتعميم ثقافة التضامن الاهلي والمجتمعي في مواجهة الوباء وتداعياته، في موازاة قيام النواب في المناطق بمتابعة الإجراءات المتعلقة بمكافحة “كورونا” وما يتم على صعيد تجهيز مستشفيات للحجر الصحي في البقاع والشمال والجنوب والجبل، ناهيك عن قيام عدد منهم بالتبرع بمخصصاتهم النيابية دعماً لمستشفى رفيق الحريري والمستشفيات الحكومية في المناطق.
كما باشر “التيار”، بتوجيه من الرئيس سعد الحريري، وبالتنسيق مع “جمعية بيروت للتنمية” والجمعيات الصديقة، بتنظيم حملة لتوزيع حصص غذائية وتعقيمية للعائلات المحتاجة في بيروت والمناطق.
ويواكب “التيار” اليوم، لحظة بلحظة كل التطورات الصحية، عبر آلياته للتواصل عن بعد، للقيام بما يلزم للوقوف الى جانب الناس في هذه الظروف الصعبة.
“حزب الله”
نائب المدير العام للهيئة الصحية الاسلامية التابعة لـ”حزب الله” المهندس مالك حمزة عدّد اجراءات الهيئة منذ بداية الازمة، من ارسال فريق طبي فني لاستقبال اللبنانيين العائدين من البلدان الموبوءة، سواء في مطار رفيق الحريري او على الحدود اللبنانية ـ السورية، لتشخيص حالتهم، ونقلهم في باصات مجهزة الى الحجر مباشرة، والعمل للحفاظ على الطاقم الطبي والعاملين في المراكز التابعة للهيئة الصحية الاسلامية ومستشفياتها، وهي بحدود 60 مركزاً في لبنان و4 مستشفيات للاستمرار في استقبال المرضى كذلك العمل مع البلديات لتعقيم المساجد والكنائس والحسينيات والنوادي عبر فرق الدفاع المدني مرتين في اليوم بالحد الادنى. إضافة الى بث فيديوات توعوية وارشادية حول الاسس الصحيحة والسليمة للتعقيم، واعداد كتيب حول تعريف الفيروس وسبل الوقاية منه والآليات المعمول بها في الوزارات المعنية، وكل اجراءاتنا هي بالتنسيق مع وزارة الصحة وبناء على توصيات منظمة الصحة.
وكشف حمزة اننا “نُعدّ الان خططاً لما هو اسوأ، ونتمنى ألا يحصل الاسوأ، لكن في حال انتشر الفيروس بنحو كبير فقد اعددنا خططاً لانشاء مراكز ميدانية اولية تستقبل المرضى، ويتم تشخيص حالة كل مريض فيه قبل ارساله الى المستشفى او الى المركز الطبي للعلاج اذا كان مصاباً او مشتبه باصابته، اما اذا كان المريض لا يعاني عوارض كورونا فيرسل الى المراكز الطبية والمستشفيات العامة، خصوصاً التابعة لنا والتي ستظل مفتوحة وتستقبل عموم الناس لمعالجتهم”.
وأكد ان فرقاً فنية واخصائيين يجولون على المؤسسات الغذائية، للتوعية والتعقيم مع وزارة الصحة. وتحدث عن انشاء خلية صغيرة في كل قرية تضم طبيباً وصيدلياً ومسعفاً وممرضاً وتدريبها على متابعة احوال المحجر عليهم في المنازل، وعن استحداث مركز اتصال رئيسي في الادارة العامة للهيئة الصحية الاسلامية.
“الاشتراكي”
الحزب التقدمي الاشتراكي بدأ حملة استباقية في 22 شباط بعد تحذير رئيسه وليد جنبلاط من ان “كورونا” استهداف لجميع اللبنانيين من دون تمييز واعتبارات، والتضامن الكامل واجب لمواجهته. وبناء عليه، بدأت ماكينة الحزب والمؤسسات التابعة له بحملة وقائية تتضمن التوعية وارشادات وتعميم وبيانات، عبر منشورات وجريدة “الانباء” وعبر منظمة “الشباب التقدمي” و”الكشاف التقدمي” و”الاتحاد النسائي”، والتنسيق مع الجمعيات في المناطق والمستوصفات والمراكز الصحية للبقاء على استعداد تام في حال تفشى الوباء اكثر، اضافة الى التعاون مع البلديات وبث بيانات توجيهية عبر مكبرات الصوت في كل قرية تدعو الى وقف الاجراءات التقليدية في التعازي والافراح، بناء على كل ما يرد من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، والقيام بعمليات تعقيم وتوزيع اجهزة التعقيم وادويتها في المناطق وشملت الدوائر الرسمية والمخافر والنظارات والسجون والادارات العامة، ودور العبادة والقاعات ومراكز البلديات والشؤون الاجتماعية، والمستوصفات وغيرها. وبادرت جمعية “نضال لاجل الانسان” الى تقديم اجهزة تعقيم للسجون وبعض المؤسسات العامة ومراكز الامن العام. وتُستكمل الحملة على هذا النحو. كذلك علّق الحزب كل اجتماعاته المباشرة واستمر التنسيق الكترونياً وعبرالهاتف. وأُنشئت خلايا ازمة مناطقية لمساعدة الناس. إلا ان الحزب يشدد على ان الدور الاول والاساسي في المرحلة المقبلة يبقى على عاتق الدولة، فلا يمكن لاحد الحلول مكانها والمطلوب ان تقوم بالخطوة التي لم تُنفّذ حتى اللحظة، وهي تجهيز مراكز في المناطق، امام احتمال تفشي اكبر للوباء، لاستيعاب الاصابات المحتملة وحجرها صحياً. فلا يمكن لأي حزب، حتى لو استطاع، الدخول في هذا المجال لان المطلوب ان يكون هناك تنفيذ متكامل لخطة مركزية تضعها الدولة، تشمل الالتزام بالمعايير التي تضعها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة. وبالتالي على عاتق الدولة القيام بهذه المهمة اضافة الى تأمين اجهزة تنفس، وهناك مبادرات اهلية ومن الحزب للمساعدة في تأمينها بقدر ما تتيح الظروف. والحزب سيتابع كل هذه التفاصيل بالتعاون مع المجتمع الاهلي والمحلي والبلديات والدولة لضمان عدم تفشي اوسع للوباء، علما ان الالتزام التام بالحظر في المنازل يبقى السبيل الافضل لمكافحته، حتى هذه اللحظة.
“التيار الوطني الحر”
“التيار الوطني الحر” الذي اطلق رئيسه جبران باسيل حملة لمواجهة الفيروس، أعلن استنفاراً كاملاً وشكّل لجنة طوارئ وبدأ العمل فوراً، فتعاون مع البلديات وبعض الاصدقاء في مختلف المناطق، واجرى عمليات تعقيم موسعة للشوارع ودور العبادة والاماكن العامة في مختلف المحافظات، واطلق برنامجه التعليمي الشامل من بعد، عبر أكثر وسائل تكنولوجيا التعليم المتاحة فاعلية، لصفوف الشهادتين المتوسطة والثانوية، بغية استكمال العام الدراسي، وقد بدأ عدد كبير من الطلاب بالتسجيل من مختلف الطوائف والمناطق، واطلق حملة تبرعات في قطاع الانتشار وداخل لبنان لمواجهة “كورونا” وقد بدأ بجمع بعض الاموال. ويعمل على تأمين وصول اجهزة الـ kit الخاص بفحص الفيروس من الخارج قريباً، لفحص المواطنين في منازلهم. وتأمين وصول معقمات واقنعة وقفازات لتوزيعها على كافة المناطق. ومن خلال “مونته” على الاصدقاء والمحبين يعمل “التيار” على تأمين فنادق لوضعها في تصرف وزارة الصحة ان احتاجت ولم تعد تستوعب المستشفيات اعداد المصابين. وتلبية لنداءات “التيار” وضع عدد كبير من المتطوعين انفسهم في تصرّفه للمساعدة على تأمين الاحتياجات للمواطنين في منازلهم.
الكتائب
حزب الكتائب قسّم عمله الى قسمين: الأول يتعلق بحملات التوعية، والثاني يتعلق بالمبادرات المحلية والمركزية. فقام الحزب بحملات توعية عدة للوقاية من انتشار فيروس “كورونا” وتضمنت بث فيديوات تحض المواطنين على البقاء في منازلهم، وتظهر ارقاماً حول عدد الاصابات في بعض الدول المصابة ليكونوا على بينة مما يجري في الخارج. كذلك شكّل الحزب خلايا ازمة من الاطباء الحزبيين والعناصر الحزبية، مهمتها التواصل مع المواطنين لمساعدتهم على صعيد الإجراءات المتعلقة بمكافحة الفيروس والخطوات اللازمة للوقاية منه والحد من انتشاره. وآزرت اقسام كتائبية الفاعليات المحلية لمساعدة الاهالي على تخطي الازمة. ووضع كتائبيون انفسهم بتصرف الاهالي لتوصيل اي مستلزمات طبية او غذائية لمن هم في الحجر المنزلي. وساهم الحزب في اجراء حملات تعقيم وتطهير في القرى والبلدات واعلن عن مبادرات مجانية للتعليم بالتعاون مع ندوة المعلمين ومركز “ليبرو” للدراسة لمساعدة التلاميذ عبر الانترنت.
حركة “امل”
حركة “امل” دقّت النفير العام واطلقت حملات توعية وحضّت اللبنانيين على الوقاية والتقيد بالارشادات الصحية والطبية، وشكّلت لجنة طوارئ مركزية وأخرى في الأقاليم والمناطق والبلدات، واعلنت التأهب على مستوى الخدمات الصحية ووضعت نفسها بتصرف وزارة الصحة، كما وضعت جهاز الدفاع المدني التابع لكشافة الرسالة الإسلامية بحالة الجهوزية التامة للتطوع لنقل اي حالة تطلبها منه الوزارة المعنية. وطلبت من الكادر الطبي الاستعداد لتلبية أي نداء تطلبه وزارة الصحة للتطوع. وشَكّلت لجاناً في القرى والمناطق لوضع مبدأ التكافل الاجتماعي موضع التنفيذ من خلال التعاون مع الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية، لمساعدة العائلات المتعثرة وتأمين الاحتياجات الضرورية. كذلك اتخذت الحركة خطوات خدماتية وتربوية وصحية عدة. وأعلنت جهوزية طلاب الجامعات الحركيين للتطوع في قراهم لمعاونة الكادر الطبي في المستشفيات الحكومية القريبة عندما تقتضي الحاجة.