كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
مع تصاعد فيروس «كورونا» واستمرار موسم نزلات البرد والإنفلونزا، فإنّ الحفاظ على جهاز مناعي قويّ ضروري أكثر من أي وقت. لكن يبدو أنّ بعض العادات اليومية قد يُعرّضكم لزيادة خطر الإصابة بالعدوى.
تحدّث خبراء موقع «Livestrong» أخيراً عن مجموعة أخطاء شائعة من المحتمل أنكم ترتكبونها بانتظام، من دون علمكم أنها تؤثر سلباً في قوّة مناعتكم، وتحديداً:
عدم تخصيص الوقت للعناية الذاتية
الضغط النفسي والعاطفي يملكان تأثيراً مباشراً على الأداء المناعي. في الواقع، كشفت دراسة نُشرت عام 2012 في «Proceedings of the National Academy of Sciences» أنّ الأشخاص الذين تعرّضوا للتوتر المُزمن خلال العام الماضي كانوا أكثر ميلاً للإصابة بنزلات البرد بعد التعرّض للفيروسات.
عند معاناة التوتر، يفرز الجسم هورمونَي الكورتيزول والأدرينالين اللذين يخفّضان مستويات خلايا الدم البيضاء، الأمر الذي يصعّب على الجسم محاربة الفيروسات والبكتيريا. بالإضافة إلى ذلك، هناك انعكاسات غير صحّية مرتبطة بالتوتر مثل احتساء الكحول، والتدخين، والأرق، والبحث عن الأطعمة الغنية بالدهون والسكّريات، وكل ذلك يسبّب ضعفاً إضافياً للجهاز المناعي.
الإفراط في الأطعمة المصنّعة
الحمية المليئة بالكربوهيدرات المكرّرة، والسكّر المضاف، وبدائل السكّر تصعّب على الجهاز المناعي القيام بوظيفته. فالأطعمة المصنّعة تُهاجم البكتيريا الجيّدة في الأمعاء، الأمر الذي يترك مساحة لدخول البكتيريا السيّئة وإضعاف المناعة. ولقد أظهرت سلسلة دراسات أجريت على البشر والفئران أنّ كثرة الإضافات الكيماوية في الأطعمة المصنّعة، كالمواد المسمّكة والمحلّية، تعوق ميكروبيوم الأمعاء. إنّ فنجاناً واحداً من القهوة مع الستيفيا صباحاً أو احتساء الصودا أحياناً لن يرفع خطر الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا، ولكنّ القيام بذلك يومياً هو الذي يُحدث فارقاً.
إهمال النوم
في حال عدم الحصول على 7 أو 8 ساعات من النوم الجيّد كل ليلة، فقد تجدون أنفسكم عرضة للأمراض. أثناء النوم، يفرز الجسم السيتوكينات، أي البروتينات التي تحمي من الالتهاب والعدوى. فمن دون الحصول على راحة كافية، لا يمكن إنتاج بروتينات كافية وسيصعب على الجسم محاربة الأمراض الفيروسية والبكتيرية.
كثرة الكحول
إنّ المبالغة في احتساء الكحول تضرّ الجهاز المناعي. هذه المشروبات تُعرقل التوازن بين البكتيريا الصحية وغير الصحية في الأمعاء. إنها تجرّد البكتيريا السليمة، ونتيجة ذلك فإنّ المزيد من البكتيريا السيّئة يمرّ في مجرى الدم، ما يؤدي إلى التهاب في الكبد. في مثل هذه الحال، يجد هذا العضو صعوبة في تنظيف الجسم من السموم، بما فيها المواد التي تسبب المرض. إنّ شرب الكحول يقمع إنتاج خلايا Tو B التي تساعد على صنع الأجسام المضادة التي تدمّر الفيروسات والبكتيريا، فضلاً عن أنّ ذلك يُضعف الـ”Immunoglobulins” التي تحمي الأداء المناعي في الأمعاء واللعاب.
التدخين
إنّ المركّبات الكيماوية في السجائر تؤثر في البطانة المخاطية للجهاز التنفسي. عند التدخين، يفرز الجسم الكثير من المخاط، الأمر الذي يضيّق مجرى الهواء ويصعّب قدرة الرئتين على التخلّص من السموم، وبالتالي يرفع احتمال التعرّض للعدوى. لا بل أكثر من ذلك، وبما أنّ الجسم يعمل بشكل مضاعف للتخلّص من الكيماويات التي تفرزها السجائر، فإنّ إمكانيته لمحاربة العدوى تضعف. ناهيك عن أنّ التدخين يخفّض مستويات مضادات الأكسدة الواقية في الدم، ما يرفع خطر الإصابة بكل شيء بدءاً من الالتهاب الرئوي وصولاً إلى التهاب الشعب الهوائية.
تجاهل لقاح الإنفلونزا
إستناداً إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنّ تلقّي هذا اللقاح يخفض احتمال الإصابة بالإنفلونزا إلى نحو النصف. إنه يبني الأجسام المضادة لفيروس الإنفلونزا بشكل إذا تمّ التعرض له، فإنه لن يتم التأثر فيه أو أنّ الأعراض ستكون خفيفة جداً.
التخلّي عن الرياضة
النشاط البدني يرفع كلّاً من الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء، الأمر الذي يسمح للجسم باستهداف العدوى في وقت أبكر ومحاربتها بفاعلية أكبر. كذلك فإنّ حرارة الجسم ترتفع خلال الرياضة، ما قد يمنع البكتيريا من النمو ويقتل العدوى. فضلاً عن أنّ الحركة تُبطئ إفراز الكورتيزول والأدرينالين في الجسم، ما يحمي من الأمراض البكتيرية والفيروسية.