قال مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، رسالة لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج: “ندق اليوم ناقوس الخطر، لهول ما نحن فيه من وضع مأساوي، ولا يسعنا إلا أن نكون مع الدولة وإلى جانبها، للعمل معا من أجل لبنان واللبنانيين، الذين أصبحوا في حيرة من أمرهم في عيشهم وصحتهم ومستقبل أولادهم وبلدهم. ندعو إلى تحصين وحدتنا بالتعاون والتكافل والتضامن، لإنقاذ ما تبقى من لبنان. وهنا نسأل: أما آن الأوان لإطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين وغيرهم وإغلاق هذا الملف نهائيا؟ لا بد من رفع الظلم عن المظلومين وإطلاق سراح المسجونين، بإصدار العفو العام الشامل، وإلا سنواجه مأساة في ظل تفشي وباء فيروس كورونا، الذي لا يزال جوالا في سماء بلدنا، على الرغم من كل الإجراءات الاحترازية. والتعقيم الذي تقوم به وزارة الداخلية مشكورة، واتخاذ كل التدابير، لعدم دخول هذا المرض الخبيث إلى السجون.”
وأضاف: “أيها المسلمون، أيها اللبنانيون، نحن في حال بلاء وابتلاء واختبار. اختبار قدرتنا على الصمود، وعلى اجتراح الحلول والمخارج. اعتدنا القول إن الأزمات تحفل بالصعوبات، لكنها أيضا تعرض فرصا لمن يستطيع اقتناصها، وصنع شيء جديد من خلالها، سواء في الحالات الفردية أو العامة. لدينا الأزمة الاقتصادية والنقدية، ولدينا أزمة الوباء النازل، ولدينا الأزمة السياسية. وأهم مظاهر الأزمة السياسية، هي الثقة المتضائلة، أو المفتقدة بين السلطات والناس. إذ ان معظم اللبنانيين ليسوا متأكدين من سلامة الإجراءات التي تتخذها السلطات، سواء في الجانب الاقتصادي والنقدي، أو جانب مكافحة الداء والوباء. ويرجع ذلك في اعتقادهم إلى ثلاثة أسباب: أن السياسات الاقتصادية والمالية، ما كانت سليمة ولا متبصرة.”
وأضاف: “السبب الثاني أن ضرورات الإصلاح التي قال الجميع إنهم مقتنعون بها، لم تحقق. والسبب الثالث أن كل ما تم القيام به، كان متأخرا أو متأخرا جدا. لذلك، نرى أن أول الواجبات على السلطات، استعادة ثقة الناس، من طريق السير في تحقيق الإصلاح بالفعل، لاستعادة الثقة من جانب المواطنين بالداخل، ومن جانب المجتمع الدولي والعالم المعاصر. واستعادة الثقة من الحرص بالفعل، على مجابهة الوباء الذي نزل بوطننا”.