واكب رئيس الجمهورية ميشال عون عمل الاطباء والمسعفين ومتطوعي الصليب الاحمر اللبناني، واطلع على احوالهم وجهوزيتهم لمكافحة وباء “كورونا” العالمي، واستمع الى هواجسهم وطلباتهم.
وأشاد الرئيس عون بـ”العمل الذي يقوم به الجسم الطبي في لبنان والمتطوعون في الصليب الاحمر من اجل الانتصار على الوباء وتأمين سلامة اللبنانيين وصحتهم”، وقال: “أنتم اليوم مصدر الطمأنينة للبنانيين. ان جهودكم مقدسة لانكم تعطون من قلبكم وتخاطرون بحياتكم، وهناك اليوم قلة فقط ممن يعرضون انفسهم للخطر مثلكم”.
وخلال اتصالين بالفيديو اجراهما عبر تطبيق “سكايب” بمستشفى رفيق الحريري الجامعي وغرفة العمليات في الصليب الاحمر اللبناني، ابدى الرئيس عون تقديره وجميع اللبنانيين “للعمل الذي يقوم به الاطباء والممرضون والمتطوعون في المجال الصحي”، وقال: “لبنان كله يتطلع اليكم وهو بحاجة لكم، فأنتم القادرون على ازاحة بعض القلق عن صدر اللبنانيين. هناك اشخاص اعزاء قد نفقدهم بسبب هذا الوباء الذي ضرب العالم، والحمد لله على وجودكم الذي سمح بعدم خسارتنا لاعداد كبيرة من المرضى”.
وكان عون اجرى عند العاشرة والنصف قبل الظهر، اتصالا بالفيديو عبر تطبيق “سكايب” بمستشفى رفيق الحريري الجامعي، وتحدث الى المدير العام الدكتور فراس الابيض والاطباء العاملين والمتطوعين فيه.
وخلال الاتصال حيا عون الجميع، متمنيا لهم الصحة والعافية، وقال: “ايها الاحباء، تحملون اليوم دعاء كل اللبنانيين لانكم في الخط الاول للدفاع عن الحرب التي تخوضها الانسانية. حماكم الله، فأنتم اليوم مصدر الطمأنينة للبنانيين، تخففون في المستشفيات الاسى الذي اصابهم، كما يعلم الذين يلازمون منازلهم انكم الامل الموجود في حال اصيبوا بالوباء، لا سمح الله. ان جهودكم مقدسة لانكم تعطون من قلبكم، وتخاطرون بحياتكم، وهناك اليوم قلة فقط ممن يعرضون انفسهم للخطر مثلكم. اننا نشكركم، اطباء وممرضين وكل الموظفين في الادارة، لانكم تستحقون الشكر والثناء على ما تقومون به”.
وأضاف: “لبنان كله يتطلع اليكم وهو بحاجة لكم، فأنتم القادرون على ازاحة بعض القلق عن صدر اللبنانيين، هناك اشخاص اعزاء قد نفقدهم بسبب هذا الوباء الذي ضرب العالم، والحمد لله على وجودكم الذي سمح بعدم خسارتنا لاعداد كبيرة من المرضى. اتمنى لكم النجاح ولكم منا كل التكريم والتقدير”.
ورد الدكتور الابيض شاكرا الرئيس عون على مبادرته ولفتته المعنوية، وقال: “ان الاطباء لبوا نداء الواجب ولم يترددوا منذ اليوم الاول لمكافحة هذا الوباء. ان حضوركم معنا اليوم، يظهر لجميع الاطباء مدى تقدير الدولة بشخصكم، عمل الاطباء الذين يشكرون ايضا الشعب اللبناني الذي اظهر تقديره ودعمه للجسم الطبي”.
ثم تحدثت رئيسة مصلحة التمريض في المستشفى الدكتورة وحيدة غلاييني، فشكرت باسم الممرضين والممرضات في المستشفى رئيس الجمهورية على اهتمامه. واكدت “مدى الحماس والاندفاع الذي غمر الممرضين والممرضات منذ اليوم الاول للاعلان عن وصول الوباء الى لبنان، دون تردد”.
وقالت: “على مدى سنوات، كنا نتحضر لمثل هذه اللحظة في حال تفشي اي وباء منذ وباء “الايبولا” الذي ضرب العالم. وضعنا سياسات واجراءات مع تدريبات مستمرة لكافة الطقم التمريضي للتعاطي مع مثل هذه الاحداث، بالتطابق مع تعليمات منظمة الصحة العالمية، وكنا جميعا على اتم الاستعداد، ونتمنى ان نكون قد ادينا واجبنا تجاه لبنان وتجاه المستشفى الحكومي”.
ثم تحدث الدكتور بيار ابي حنا، فشكر الرئيس عون على اتصاله، وشدد على “وجوب وحدة المجتمع لمواجهة الوباء”، وقال: “نحن كأطباء وممرضين، نعتبر انفسنا جنودا في الدولة لمكافحة الوباء وننجح في التغلب عليه ونطلب دعمكم الدائم”.
كما شكر رئيس قسم الطوارئ في المستشفى حسين قطايا رئيس الجمهورية على “شحنة الدعم المعنوية التي تجلت في اتصاله ومتابعته لاحوال الاطباء والعاملين في المستشفى”، مؤكدا “انها ليست المرة الاولى التي يتعاطى فيها قسم الطوارىء مع حالات مماثلة، فكان السباق في محاربة وباء “H1N1” عام 2009، كما كان القسم مستعدا تماما لمواجهة وباء “ايبولا” عام 2014″، وقال: “لم نتردد لحظة في تلبية نداء الواجب عندما تم استدعاؤنا”.
ثم دار حوار بين عون والاطباء، حيث استمع الى همومهم والمصاعب التي يتعرضون لها وهواجسهم، ومنها ما يتعلق بضمان الشيخوخة ودعم القطاع الصحي، فأكد رئيس الجمهورية انه لا يزال يعمل “على متابعة قانون ضمان الشيخوخة الذي كان تقدم به كنائب في العام 2006، وهو لا يزال في مجلس النواب، على امل ان يتم اقراره خلال فترة قصيرة”.
ونقل الطبيب قطايا للرئيس عون “المعاناة شبه الشهرية للموظفين في المستشفى والتي يكون حلها عبر ضم المسشتفى الى ملاك وزارة الصحة”.
وابدى رئيس الجمهورية “بذل كل جهد ممكن للمساعدة في تحقيق مطالب العاملين في المستشفى”.
ودعت طبيبة من المتطوعات من الجامعة اللبنانية لمساعدة اطباء المستشفى، الى “دعم الجامعة ومساعدتها”. وطلبت “التشدد حيال بقاء المواطنين في المنازل، لانه قرار اساسي للانتصار على وباء “كورونا”.
ورد الرئيس عون مؤكدا “قيام لبنان بكل الاتصالات الممكنة من اجل تأمين المساعدات المادية واللوجستية لكل القطاعات، ومنها الجامعة اللبنانية”، شاكرا “الاطباء المتطوعين الذين يبذلون جهودهم بشكل مجاني”.
كما اجرى الرئيس عون اتصالا بالفيديو ايضا عبر التطبيق نفسه، بغرفة العمليات في الصليب الاحمر اللبناني، وتحدث الى رئيس الصليب الاحمر الدكتور انطوان الزغبي والمتطوعين في المركز، متوجها اليهم بالقول: “حماكم الله، انتم رفاق الجهاد، نلتقي بكم دائما في الايام الصعبة وقد عشنا معا منذ زمن بعيد فترات صعبة وخطرة. انكم تلبون بشكل دائم ومجاني، طلبات المواطنين الذين يواجهون صعوبات ويتصلون بكم في اي وقت ومن اي مكان، وهذا سبب محبة الناس لكم، لانهم يجدونكم الى جانبهم عند الاتصال بكم”.
اضاف: “لا شك انكم تواجهون الخطر، على الرغم من كل الترتيبات التي يتخذها المرء في مثل هذه الاحوال، لكننا نقدر شجاعتكم وسرعتكم في تلبية حاجة اي انسان يعاني من ضيق، وانتم تجسدون الانسانية بمعانيها الكاملة وهي التي لا تفرق بين شخص وآخر، وتلبي حاجات الانسان من القلب، وقد انتشرت منظمتكم في كل العالم لان قلبكم ينبض بالمحبة والعطاء المجاني للجميع”.
وتابع الرئيس عون: “لا تفي الكلمات حقكم، واهنئكم على التضامن الكبير مع الشعب. واردد في هذه المناسبة شعاركم: ابقوا في المنزل لاجلنا، كي نستطيع ان نخدمكم لاجلكم. وفقكم الله”.
وتحدث الدكتور الزغبي، فشكر رئيس الجمهورية على لفتته “التي تدل على مدى الحب المتبادل للانسان في لبنان”، موضحا ان “هناك 12 الف متطوع في الصليب الاحمر اللبناني نذروا انفسهم للخدمة على كل الاراضي اللبنانية”، مؤكدا ان “دورنا في هذه الازمة الوبائية اساسي من خلال غرفة العمليات هذه، لجهة نقل المصابين والاستجابة للاتصالات التي ترد، اضافة الى التوعية. نشكركم فخامة الرئيس من قلبنا، من قلب الصليب الاحمر اللبناني”.
وتحدث الامين العام جورج كتانة، فشكر الرئيس عون على اهتمامه، وأعلن ان “الحالات الايجابية للوباء بشكل مؤكد، تخطت ال- 267 حالة، وتم اليوم نقل 16 حالة غير مؤكدة بعد بانتظار نتيجة الفحوصات، اضافة الى 330 آخرين كانوا نقلوا سابقا ولا يزالون ينتظرون نتيجة الفحوصات المخبرية ايضا”.
اضاف: “هذه الاعداد التي تخطت الخمسمئة حالة على كل الاراضي اللبنانية، قام بنقلها الصليب الاحمر، اضافة الى مهام الاستجابة لحوادث السير التي خفت نسبتها والحوادث المنزلية وحوادث العمل ومراكز نقل الدم، والعيادات النقالة، والخدمات وادارة الكوارث، والاستجابة لنداء الاغاثة والقيام بالتوعية. نحن حاضرون وعلى جهوزية تامة 24 ساعة في اليوم، للتعاون معا ولنقف وقفة واحدة ولندعم بعضنا لتخطي هذه المحنة”.