كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
في زمن “كورونا”، بات هناك خطوط تماس بين القرى، ويحتاج تجاوزها إلى براءة ذمة صحية تؤكد أنك غير مصاب أو أنك من أهل البيت. إجراءات بدأتها قرى عدة تفاديا لتسلل “كورونا” الى داخلها.
وفي ساحة المنشية في النبطية رفض صاحب بسطة لبيع الدخان اقفال بسطته، وسطّرت شرطة البلدية محضر ضبط بحقه وأقفلت البسطة بالقوة، ما دفع بصاحبها إلى التهديد بإلقاء قنبلة على الشرطة، ويقول: “أعمل لأحصل على قوتي اليومي”. ووفق المعلومات تم توقيف صاحب البسطة من قبل مخابرات الجيش.
وعند أحد مداخل كفرصير النبطية يقف شاب في مقتبل العمر، يوقف السيارات الوافدة الى البلدة، يسألها من أين أتت وهل زارت أو اختلطت بمريض كورونا؟ بدا المشهد كأنه خط تماس جديد فرض بين القرى. يحاول أحد الشبان أن يكون واقعياً ويقول: “حملة مراقبة المداخل ضرورية، وتجعلنا بأمان. ونعمل على حماية أهلنا، والإجراءات المتخذة تصب في خدمة صحة أولادنا وعوائلنا”.
رفعت كفرصير مستوى جهوزيتها لمواجهة الأسوأ، ويقول مسؤول خلية الازمة في البلدة احمد سبيتي: “نحاول ان نحصي عدد الوافدين، اذ قمنا بتوزيع الشبان على مداخل البلدة لإرشاد الناس الى سبل الوقاية من كورونا، اضافة الى تعقيم السيارات ومتابعة الحالات”.
ولم تجد بلدية النبطية غير تشديد الاجراءات، وفرضت قيوداً على الافران الصغيرة بتحديد ساعات العمل، ودفعت كل المحال التجارية إلى الإقفال تحت طائلة الإقفال بالشمع الإحمر. ويؤكد عضو البلدية محمد جابر أن “البلدية زادت حدة إجراءاتها التي أدت للالتزام بنسبة 90 بالمئة في المنازل”، ويأمل أن “يستجيب الناس للحجر كي لا نضطر لاستعمال القوة وتسطير محاضر بحق المخالفين”.
وحده بائع اللوز عند مدخل النبطية يواجه “كورونا” على طريقته. لم يقفل الحاج كوخه الصغير ولم يرعبه الفيروس، لانه يرى أن “الفيروس الإقتصادي أخطر”. لم يتخذ الحاج الستيني الوقاية الذاتية لم يضع الكمامة ولا القفازات، ويقول: “ما في ناس، وحركة البيع معدومة، فالناس محجورة في بيوتها، وأن افضّل العمل على البقاء في البيت، لاننا نريد أن نعيش”. يواجه معظم أبناء النبطية أزمة معيشية خطيرة، معظمهم يكابر على وضعه، وينتظر حصة غذائية قد تصله تسنده قليلاً، وتقول أم سلمى لرئيس الحكومة حسان دياب: “بدك نحجر نفسنا بالبيت قدم لنا الدعم، لا يمكن ان تطلب منّا أن نموت مرتين مرة من الجوع ومرة من كورونا”. ويسأل محمد نواب المنطقة عن تقديماتهم ومساعداتهم للشعب؟