كتبت فاتن الحاج في “الاخبار”:
تؤكد وزارة التربية في كل مناسبة أنّ الامتحانات الرسمية قائمة لهذا العام، وهي لم تبحث بعد أياً من السيناريوات لما سيكون عليه مصير العام الدراسي والشهادة الرسمية. وليس في حوزة الإدارة التربوية، بعد، أجوبة عن أسئلة كثيرة: ماذا لو طالت الأزمة؟ ماذا لو كان التعليم الالكتروني عن بعد غير مجدٍ ولا يطاول جميع الطلاب في لبنان ولا سيما طلاب الشهادات؟ وهل يمكن تمديد العام الدراسي وتقليص المناهج وإجراء الامتحانات؟ أو هل يتم إنهاء العام الدراسي وبأيّ شروط؟ وهل يمكن إعطاء إفادات رسمية ولمن؟
قبل يومين، حسمت المديرة العامة لمنظمة البكالوريا الدولية، سيفا كوماري، أنّ الامتحانات التي كانت مقرّرة بين 30 نيسان و22 أيار المقبلين ستلغى، على أن تعلن تفاصيل تقييم الطلاب في هذه الشهادة في 27 الجاري. يذكر أن البكالوريا الدولية معتمدة في أكثر من 120 بلداً، وهي معادلة في لبنان ويتابعها مئات الطلاب اللبنانيين. كما ألغت الحكومة البريطانية امتحانات الشهادة البريطانية (GCSE) التي يتابعها أيضاً طلاب لبنانيون. أما البكالوريا الفرنسية التي يتابعها نحو 2800 طالب لبناني، فلم يتخذ أي قرار بشأنها حتى الآن.
الفارق أنّ التقييم في هذه الشهادات الأجنبية لا يعتمد على الامتحان النهائي فحسب، كما في الشهادة الرسمية اللبنانية (البريفيه والثانوية العامة)، إذ أن هناك مشاريع تربوية تُقدم خلال العام الدراسي وتُحسب ضمن العلامة النهائية. علماً أنه في الشهادات الأجنبية يعطى الطالب إفادة مع العلامات.
إلى ذلك، يختبر المرشحون للشهادة اللبنانية هذا العام ظرفاً استثنائياً مختلفاً عن ظروف الحرب الأهلية حين حالت الأحداث الأمنية حينها دون إجراء الامتحانات الرسمية وفرضت إعطاء إفادات ترشيح. إذ لم يحدث في سنوات الحرب ألا يكون في حوزة طلاب الشهادات إفادات إنهاء العام الدراسي، كما هي الحال اليوم، ولا سيما في منطقة الشمال حيث لم تتجاوز أيام التدريس في بعض المدارس أكثر من شهرين (بسبب التعطيل خلال انتفاضة 17 تشرين).
وقد منحت وزارة التربية، بحسب رئيسة دائرة الامتحانات الرسمية آمال شعبان، إفادات لست مرات سُميت إفادات ترشيح في الأعوام 1978 و1985 و1987 و1988 و1989، وإفادة إثبات قيد عام 2014. وفي عام 1975، جرت الامتحانات الرسمية بدورة واحدة فقط. أما في عام 1976، فلم تجر الامتحانات ولم يعط الطلاب إفادات، وقد نُظمت لهم دورة بديلة عام 1977 التي شهدت ثلاث دورات في أيار وتموز وأيلول. وبين عامي 1979 و1983 جرت الامتحانات الرسمية بدورتين وصدرت نتائج رسمية. ونظراً إلى ظروف الحرب وعدم إمكانية إجراء الامتحانات في بعض المناطق في الموعد المحدد، جرت عام 1984 امتحانات رسمية لأربع دورات وصدرت نتائج رسمية. وفي عام 1986، وبين عامي 1990 و2019، نُظمت الامتحانات لدورتين، ما عدا 2014 حيث أجريت الامتحانات الرسمية ولم تُصحح، وأعطيت إفادات إثبات قيد واجهت بعض الإشكاليات، إذ اشترطت بعض الجامعات إنجاز سنة فرشمان قبل الدخول في الاختصاص. وفي عام 2019، أجريت امتحانات دورة ثالثة للبريفيه للمدارس التي لم ترفع لوائحها في الوقت المحدد لاستقبال طلبات الترشيح.
وبالنسبة إلى الشهادة المتوسطة، ألغيت الامتحانات لدورة 1984 ، وسمح بموجب مرسوم للذين يحملون إفادة مصدّقة حسب الأصول بإنهاء الصف الرابع المتوسط بنجاح للعام الدراسي 1983 -1984 بالاشتراك في المباريات أو الامتحانات المؤهلة للانتساب إلى المرحلة الثانوية في مدارس التعليم العام أو في مدارس التعليم المهني والتقني. وكذلك حصل بالنسبة إلى الذين أنهوا بنجاح العامين الدراسيين 1987 – 1988 و1988 – 1989.
وبموجب إفادة الترشيح، يعطى الطالب الحق بالانتساب الى جميع المعاهد والجامعات العاملة في لبنان والخارج والتقدم الى مختلف الوظائف العاملة في الدولة والمؤسسات العامة وسواها من مؤسسات القطاع الخاص والاشتراك في مختلف المباريات والامتحانات التي يوجبها هذا التعيين، ولا تُطبق عليه شروط حيازة الشهادة للحصول على إذن ممارسة المهن التي تفرض أنظمتها ذلك. لكن إفادة عام 2014 لم تسمح للطلاب بالتقدم إلى الوظائف.
اللافت أنّه في الفترة الأخيرة شهدت المناطق التربوية إقبالاً من الراغبين بالتقدم بطلبات حرة، علماً بأن موعد تقديم الطلبات هو في أول نيسان. ويتوقع أن يناهز عدد المرشحين في الشهادتين الـ100 ألف طالب.
إذا طُرح خيار الإفادات، فإن التربويين يتطلعون إلى أن يُدرّس الأمر من كل جوانبه، إذ لن يكون مقبولاً منح إفادات لطلاب المدارس – الدكاكين التي لم تتقدم بلوائحها إلى وزارة التربية حتى الآن، أو مرشحي المدارس التي يمكن أن تعطى موافقات استثنائية في ربع الساعة الأخير.
لا بد بحسب، الأستاذ في التعليم الثانوي النقابي يوسف كلوت، من فتح النقاش ودرس الاحتمالات من الآن، حتى لا يكون إعطاء الإفادات عشوائياً وعلى حساب مستوى الشهادة الرسمية، ويجب أن توضع المعايير التي يفترض أن تراعى إذا وصلنا إلى هذه المرحلة. كلوت دعا إلى التمييز بين مرشحي الطلبات الحرة، فمنهم من يكون معيداً، ومنهم من يستفيد من شرط السنّ، إذ يسمح لمن تجاوز الـ 18 سنة أن يتقدم للبريفيه ولمن تجاوز الـ 22 عاماً التقدم لامتحانات الثانوية العامة حتى لو لم يكونوا درسوا نهائياً، وهؤلاء لا يجب أن يعطوا إفادات برأيه. ومن الأفكار التي طرحها كلوت للنقاش اعتماد معدّلات الفصل الأول شرط التأكد من عدم تلاعب المدارس بالعلامات، أو يمكن أن تكون الإفادة مشروطة بتحصيل موادّ أو معلومات معينة.