IMLebanon

ممثلة منظمة الصحة: بيروت من أكثر المدن التي ينتشر فيها كورونا

أشارت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان إيمان شنقيطي إلى أن “التزام السكان بإجراءات الوقاية الضرورية للتصدي لفاشية كورونا أمر مهم للغاية من أجل منع انتشار المرض في البلد، لافتة إلى أنه حتى الآن لا يزال الوضع تحت السيطرة لكن ارتفاع الحالات أمر غير مستبعد.

وتحدثت، في حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، عن أهم مواطن الضعف والقوة الموجودة في لبنان في سياق التصدي لفيروس كـوفيد-19، وتطرقت إلى مساعي وكالات الأمم المتحدة المختلفة في مساعدة لبنان واللاجئين الفلسطينيين والسوريين على تجاوز هذه الأزمة ومواجهة الداء بكافة الإمكانيات وبأوسع نطاق ممكن.

وقالت: “في البداية أنوّه أن من المهم جدا أن نقف وقفة تضامن بيننا وبين الجميع. وضعنا يتشابه مع وضع الكثير من البلدان المجاورة لنا مع تزايد عدد الحالات، فليس من المهم فقط إحصاء عدد الحالات ولكن المهم أيضا أن نستطيع تحديد مصدر هذه الحالات وتتبع المخالطة. حاليا، حتى يوم الأحد، توفي أربعة أشخاص وظهرت نتائج 248 حالة إيجابية من المختبر، وذلك يعني ظهور 18 حالة جديدة منذ اليوم السابق. ويتراوح معظم التوزيع العمري ما بين 49 و60 سنة”

ولفتت إلى أن “منظمة الصحة العالمية تتعاون مع وزارة الصحة على زيادة القدرة لتوفير الفحوصات المخبرية والمعالجات اللازمة وخاصة للأطفال الذين يحتاجون إلى هذه الخدمات الطبية. إجمالا 80% من الحالات تكون متوسطة أي أن المرضى ليسوا بحاجة لمعالجة طبية في المستشفى. وفي مستشفى رفيق الحريري تتم معاينة المرضى ولكن بلا شك ليس هناك أدوية أو لقاح حتى الآن في العالم. الآن الـ 20% من المرضى المتبقين منهم 5% يدخلون إلى العناية المركزة، وهؤلاء بحاجة إلى دعم إضافي. وقد حاولت منظمة الصحة العالمية، منذ اكتشاف أول حالة، أن يكون في مستشفى رفيق الحريري الاستعدادات اللازمة للكشف عن الحالات. ومنذ 20 من شباط/فبراير، تم فحص أول حالة في مستشفى رفيق الحريري، والآن تقريبا، توجد مجموعة من الاختبارات الكافية لفحص 250 شخصا يوميا. كما نحن بصدد توسيع الخدمات بالتعاون مع الوزارة بحيث يتم تجهيز مستشفيات أخرى قادرة على تقديم الخدمة تماما مثل مستشفى رفيق الحريري “.

وتابعت: “نحن مستمرون بدعم المستشفى بكافة المستلزمات، وحتى الآن لا يوجد قصور طبي ويعمل المستشفى بشكل جيد للغاية، وهو المشفى الرئيسي لاستقبال حالات فيروس كورونا. وقمنا أيضا، بتزويده بالملابس الوقائية لأن الأولوية هي توفير الحماية اللازمة للعاملين بالمشفى. دور منظمة الصحة العالمية لا يقف عند تزويد المشافي بل أيضا بتزود الوزارات باللوازم المطلوبة اللازمة وتوجيهها والعمل بشكل مشترك من خلال التعاون معها، بهدف الانتصار على هذه الجائحة. ومن الأمور التي عملنا عليها بخصوص تهيئة الكوادر، هي تدريب الممرضين العاملين في جميع المستشفيات سواء الخاصة أو العامة، في المناطق التي تشهد تفشيا وتدريبهم على سبل السيطرة على الانتشار وأيضا كيفية التعامل مع مريض مصاب بكوفيد-19 في حال قدومه إلى قسم الإسعاف. فنحن نعمل على هذا بالتعاون مع النقابات المختلفة بالبلد، مثل: نقابة الممرضين ونقابة الأطباء، بالتالي يمنحنا ذلك فرصة لمعرفة ما يحصل على أرض الواقع بصورة أوضح، ويساعدنا على التوسع بالتدريب والأنشطة.

وكشفت أن “معظم الحالات تتركز في المدن وأكثرها حاليا في مدينة بيروت. الغالبية الأخرى موزعة بين شمال وجنوب لبنان. في البداية أكثر الحالات اكتشفت في منطقة الجنوب بعد ذلك انتقلت إلى الشمال، وتتركز الخدمات في بيروت ولكن نحن بصدد توسيع الخدمات بالتعاون مع الوزارة بحيث يتم تجهيز مستشفيات أخرى قادرة على تقديم الخدمة تماما مثل مستشفى رفيق الحريري.

وعن  جهود التوعية إبلاغ الناس بأماكن تواجد الحالات لأخذ الحيطة والحذر، قالت: “بالطبع. بهذا الصدد نحن نعمل عن قرب مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، بحيث تكون الكلمات والرسائل كلها موحدة بيننا ويتم مشاركتها مع منظمة الصحة ووزارة التعليم ووزارات أخرى. ونعمل عن قرب مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، الأونروا من أجل إيصال الرسالة لجميع الفلسطينيين واللاجئين السوريين وتأكيد التعليمات عليهم، مثل: غسل اليدين وآداب السعال وأهمية الابتعاد عن الآخرين والتبليغ عن الحالات. ويتم دائما نشر التوعية بطرق مختلفة، ممكن عن طريق تصوير فيديو صغير أو إرسال رسائل هاتفية أو عن طريق حلقات تواصل داخل المراكز الصحية. التلفزيون أيضا يساهم في النشر ولمواقع التواصل الاجتماعية أيضا تأثير مهم في هذه الحملة”.

وقالت: “نستطيع القول إن الحكومة اللبنانية فرضت نوعا ما حظر التجوال ولكن لا نزال نرى بعضا من السكان لا يمتثلون للإجراءات. وسُمح للناس بالذهاب إلى الصيدليات والبقالات. وصدرت إجراءات صارمة بخصوص أي تجمعات غير مصرح فيها. تختلف هذه الإجراءات من بلد إلى آخر، حيث تناشد الدولة اللبنانية مواطنيها بالتعاون معها وأنا برأيي أن هذه طريقة فعالة للغاية”.

وعن ارتفاع عدد الحالات في لبنان بوتيرة متسارع، أجابت: “نحن نتوقع ذلك، فنحن مثلنا مثل البلدان الأخرى. نأمل، مع التزام المواطنين بمنازلهم، أن ينخفض عدد الحالات. فنحن نحاول الحد من تسارع ارتفاع عدد الحالات اليومية، ولكن لا نستطيع الجزم بالموضوع من الآن، فالموضوع يتطلب أسبوعا إلى 10 أيام أخرى للتأكد من نجاعة الإجراءات ومن المحتمل أن يقوموا بتمديد المدة لأيام إضافية لنرى ماذا يحصل بعد أن يبقى المواطنون في المنزل”.

وطلبت من “الجميع الالتزام بالوعي وبالإجراءات الوقائية من أجل نفسه أولا ومن ثم من أجل عائلته والمجتمع”.

وتطرقتِ إلى موضوع اللاجئين وذكرتي أنهم مشمولون بخطط التوعية، فقالت: “تعمل وكالة اللاجئين والأونروا على توفير أماكن للعزل في حال وجود حالات إصابة وتوفير الرعاية الأساسية الأساسية للاجئين. وتنظر الأونروا في إمكانية عقد اتفاقية مع مستشفى رفيق الحريري لتوفير جميع المستلزمات الصحية للمرضى. وتسعى وكالة اللاجئين أيضا إلى تأمين رعاية صحية لجميع اللاجئين خصوصا في ظل جائحة كهذه”.

وختمت: “أريد أن أطلب من الجميع الالتزام بالوعي وبالإجراءات الوقائية من أجل نفسه أولا ومن ثم من أجل عائلته والمجتمع. وفي نفس الوقت، أتمنى أن يتماسك السكان ويساعدوا بعضهم بعضا في هذا الظرف الصعب، والتماسك بين المجتمع الخاص والعام. هناك مشكلات نستطيع إيجاد حلول لها على الصعيد الشخصي عن طريق المساعدة، وهناك مشكلات أخرى يجب على الدولة والمجتمع الدولي إيجاد حلول لها. من المفترض أن نعمل سويا وأن نكون يدا واحدة لربما نستطيع التغلب على هذه الجائحة بأقل الخسائر”.