أقام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ظهرًا، صلاة الأبانا تزامنًا مع صلاة البابا فرنسيس التي دعا إليها لمواجهة “أيام المحنة التي ترعب البشرية بتهديد وباء كورونا”.
ومساء واصل الراعي تلاوة صلاة المسبحة الوردية على نية لبنان وللقضاء على وباء كورونا، وذلك في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي وعبر وسائل التواصل الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي.
وفي مستهل صلاة هذه الليلة، ألقى تأملا روحيا، جاء فيه: “نرفع صلاتنا مساء هذا اليوم بصوت واحد الى الله، وكما صلينا مع قداسة البابا في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا في كل أنحاء العالم صلاة الأبانا ملتمسين رحمة الرب وحنانه بشفاعة أمنا مريم العذارء سيدة البشارة في يوم عيدها، نلتمس مجددا رحمة الله التي هي أكبر من كل الصعوبات. لذا نحن جميعا مدعوون الى تغيير نمط حياتنا، تماما كما غير فيروس كورونا عاداتنا ويومياتنا، فنحن بالتالي مدعوون الى العودة الى الله. فمع عجز الطب عن إيجاد علاج ودواء لهذا الوباء الذي يستمر في الانتشار في لبنان والعالم، يبقى أملنا الوحيد هو الله، طبيب البشرية، وعلى هذه النية نصلي”.
وأضاف: “نحن مدعوون الى تغيير نمط الحياة. فكل شيء تغير، وعلينا ان نتعلم من كل ما يحصل، وألا نعتبره شيئا عابرا. فلنعتبر ان ما يحصل هو هزة كبرى ومناسبة لدعوة كل إنسان لكي يعود الى نفسه والى الله الطبيب الأزلي بروح التوبة وبطي صفحة الماضي في عائلاتنا ومجتمعاتنا ووطننا، فلا يمكننا بعد انتهاء هذه الأزمة أن نعود الى نمط حياتنا القديم، بل يجب أن نغير حياتنا الروحية نحو الأفضل تجاوبا مع رحمة الله علينا”.
وختم الراعي: “اليوم رفع المسيحيون والمسلمون، الصلاة من أجل أمنا مريم العذراء التي يكرمها المسلمون أيضا، فهي الأم السماوية التي نوجه اليها صلاتنا وتضرعاتنا، ونكرس ذواتنا لله بشفاعتها، ونتأمل اليوم أسرار الفرح المرتبطة بالتبشير الملائكي الذي كان بشرى وخلاصا للبشرية والعالم، وكما كرست مريم نفسها لله وللمخلص الفادي المولود منها، نجدد نحن أيضا تكريسنا الذي تجلى في سر المعمودية، وفي سر الكهنوت والأسقفية لدى البعض أيضا، ونكرس لبنان والعالم لقلب مريم المحب، هي التي ظهرت في فاطيما بملء قلبها المشع بالحب والحنان للبشرية جمعاء. ونصلي من أجل شفاء من أصيب بفيروس كورونا، ومن أجل الحد من انتشار الوباء والإسراع في إيجاد الدواء الناجع، ومعهم نذكر كل المتألمين والمرضى وكل الإرادات الطيبة التي تساهم في تخفيف الأعباء عن كاهل المعوزين والفقراء والمحتاجين”.