بكامل صحته وعافيته وبعيدا من الـ”كورونا” التي اسقطها عليه الجيش الالكتروني لـ” الثلاثي المرح” كما تحلو له تسميته، بعدما اخفقت كل فبركات الامراض الاخرى التي الصقت به، يتحدث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن ملفات الساعة. من اغتيال انطوان الحايك وتداعياته الى اقفال سوريا حدودها مع لبنان ومنع مواطنيها من العودة، الى خطة الحكومة الانقاذية الغائبة بمخاطر استمرار غيابها، فالتعيينات و”تهريبها”، والطائرة القطرية وملابساتها وكيفية مواجهة فيروس كورونا حكومياً.
بعيدا من استهدافه بالـ”كورونا” في غياب اي ثغرة في الاداء السياسي يوظفونها للقنص على حزب القوات اللبنانية وتحديدا من جانب اطراف التيار الوطني الحر وحزب الله والفريق الموالي لسوريا، كما يؤكد جعجع، يعتبر ان مقارنة مع سائر الدول يمكن القول ان وضع لبنان في ما خص الفيروس مقبول وهذه نعمة، نأمل ان تستمر اذا ما حافظت الحكومة على الاجراءات الحالية وفعّلتها مع ضرورة الاسراع في تجهيز المستشفيات الحكومية لا سيما بأجهزة التنفس، حتى اذا ما انتشر الوباء لا سمح الله تتمكن من استيعاب الوضع. اما اعلان حال الطوارئ، فلا اعتقد انه قد يكون اكثر افادة خصوصا اذا ما تم تطبيق حال التعبئة العامة كما يلزم لمنع الاختلاط الاجتماعي وتاليا تفشي الفيروس. واذ يشير الى ان اداء الحكومة في ما يتصل بالملف جيد ومقبول ، يأخذ على وزير الصحة المشكورة جهوده، عدم حجر جميع من حضروا في اول طائرة تبين فيها وجود اصابة.
وعلى خطورة الـ”كورونا”، يؤكد جعجع ان عدم انجاز خطة الانقاذ الاقتصادي قد لا تقل اهمية، لا بل تصيب لبنان في مقتل. ويقول: حال الدولة اليوم كمريض يحتاج ليستمر حياً، جرعة اوكسيجين، تُحجب عنه ويصبح في حال الاحتضار. اخشى فيما لو استمر التأخير، بحجة الانهماك بمعالجة ازمة كورونا، وليست الدولة كلها منخرطة في هذه المهمة، ان يحجب المجتمع الدولي والدول الداعمة للبنان عنه، حتى المساعدات الطبية، ما دامت تفقد الثقة بالحكومة التي لم تقدم حتى الساعة على اي من الاصلاحات المطلوبة ولم تضع الخطة المالية الاقتصادية الانقاذية، وهي تستنفد فترة السماح لتغرق البلاد في فجوة سيصعب الخروج منها. ويسأل اين الحصيلة العملية للاجتماعات الكثيرة واللجان المتعددة ونحن لم نسمع بخطوة اجرائية واحدة حتى الساعة.
والاخطر، يضيف جعجع، ان العقلية التي تحكمت بكل الحكومات السابقة ثبت انها نفسها تدير الحكومة اليوم، وفق ما اثبت تصريح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حول محاولة “تهريب” التعيينات في مجلس الوزراء لا سيما بالنسبة الى نواب حاكم مصرف لبنان، والامر سيان في ما يتصل بالتشكيلات القضائية العالقة في “الجوارير” الحكومية. ويقول ان “الثلاثي المرح” نفسه يتحايل على اللبنانيين بحكومة ظاهرها تقني اختصاصي وباطنها سياسي بامتياز يتحكم بها بما يخدم مصالحه.
ويشدد جعجع على ضرورة اماطة اللثام عن جريمة اغتيال انطوان الحايك المدانة بكل المقاييس، داعيا الاجهزة الامنية والقضائية الى الاضطلاع بدورها كاملا لكشف الفاعلين على غرار ما فعلت بالنسبة للعمليات الارهابية التي استهدفت لبنان، من دون اعذار. فالجريمة وقعت في وضح النهار والتقطت كاميرات المراقبة الموجودة في المكان الاشخاص والتفاصيل وعلى الارجح ارقام السيارات المستخدمة، ما يعني ان اي ذريعة قد تستخدم للتعمية على الحقيقة ساقطة ولن تؤدي الا الى تدمير مفهوم الدولة في عقول اللبنانين، من قبل اجهزة الدولة نفسها. ويوضح في هذا المجال اننا سننتظر اسبوعا ليتسنى للمعنيين انهاء التحقيقات، وكشف الحقيقة واطلاع الرأي العام على ملابساتها.
اما الطائرة القطرية التي حطت في مطار بيروت في مرحلة اقفاله وتضاربت المعلومات حول ما نقلت حتى في بياني مديريتي الطيران المدني في لبنان وقطر، فيطالب جعجع الحكومة اللبنانية باصدار بيان توضيحي يدحض الاشاعات ويفسر الحقائق وينهي الملابسات.
وقبل ان يختم حديثه، يتناول جعجع مسألة اقفال سوريا حدودها مع لبنان من زاوية منع مواطنيها من العودة الى بلادهم ليؤكد ان القرار قطع الشك باليقين، ومفاده ان بشار الاسد لا يريد اعادة اللاجئين وان “نغمة الثلاثي المرح” بوجوب التواصل مع النظام السوري والرئيس الاسد لرفع عبء هؤلاء عن لبنان ليست سوى مطيّة للتطبيع مع هذا النظام. ان ما جرى اثبت ان الاسد هو اكبر عقبة في درب اعادتهم، وتاليا يتوجب البحث عن حل آخر، هو في رأيي، التفاهم بالعمق مع روسيا من اجل اقامة منطقة آمنة في الجانب السوري من الحدود ينقل اليها اللاجئون وتوكل مهمة حمايتهم الى روسيا.