Site icon IMLebanon

تفاصيل جريمة مقتل حسام شحادة البشراوي

فترة زمنية تحسب بالساعات بين جريمة مقتل حسام شحادة البشراوي وتحديد هوية المجرمين، بعدما بذلت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني جهوداً استثنائية لمنع انزلاق الأمور الى اتجاهات بعيدة من حقيقة الجريمة وأخذها طابعاً طائفياً ومذهبياً، فاشتغلت على خطين، الأول أمني استثنائي، والثاني أهلي من خلال توفير الموقف الشعبي الشاجب والمدين للجريمة ورفض تحويلها إلى جريمة بلباس طائفي.

وخلال 48 ساعة كانت نتائج التحقيقات قد بدأت بالظهور من خلال خيوط رفيعة رصدتها اجهزة مديرية المخابرات وفروعها نتيجة عمل دقيق ودؤوب. وتنفرد “نداء الوطن” في نشر ما حصل منذ وقوع الجريمة الى حين توقيف المجرمين. وفي التفاصيل انه ومنذ فترة كلف المدعو (علي.ص) الملقب “علي بدرية” المدعو (علي ح.ح.ح) الملقب “علي أمون” تنفيذ عمليات سرقة سيارات من الداخل اللبناني وإدخالها إلى الأراضي السورية. وفي 13 آذار الحالي، وخلال جلسة في منزل المدعو (علي ح.ح.ح) وبحضور زوجته (خ.ق) وإبن عمه علي أمون وفي سياق الحديث عن سرقة السيارات، عرضت المدعوة (خ.ق) على إبن عم زوجها المذكور سرقة سيارة Toyota Fj Cruiser يملكها المغدور حسام شحادة البشرواي، واتفقت معه على تنفيذ العملية، وفي اليوم نفسه زودها المدعو (علي.أمون) بمبلغ 50 الف ليرة لبنانية وانتقلت إلى محلة الهرمل – مقابل السراي الحكومي واشترت شريحتين لاستخدامهما في هذه العملية، وخلال فترة بعد الظهر وبإشراف المدعو (علي.أمون) وحضور زوجها، بدأت المدعوة (خ.ق) بتبادل أحاديث عبر الواتساب مع المغدور البشراوي في محاولة لاستدارجه، بحيث تمكنت بعد فترة من إقناعه بالحضور إلى الهرمل واتفقت معه على مكان اللقاء.

وقبيل التوقيت المحدد توجهت (خ.ق) مع (علي.أمون) وشقيقه حسين بسيارة الأول من نوع جيب غراند شيروكي إلى مقربة من المكان المتفق عليه، وبالفعل حضر البشرواي وصعدت معه في السيارة حيث خافت بعدما وجدت مسدساً حربياً بحوزة الأخير، فعمدت الى إرسال رسالة عبر الواتساب إلى علي أمون أخبرته فيها عن وجود سلاح بحوزة البشرواي، ثم تركته يذهب بناء لأوامر أمون وعادت إلى حيث كانت متفقة معه وشقيقه.

وأقلها المدعوان علي وحسين إلى منزلها وتواصل الأول مع المدعو (علي.ص) الملقب بـ”علي بدرية” وأخبره بما حصل، فأصر الأخير على أن يتم إستدراج البشرواي وسرقة سيارته باليوم نفسه، وأرسل (بدرية) شابين مسلحين إلى بلدة حوش السيد علي للمشاركة في العملية، وبتكليف من المدعو (علي أمون) إنتقل المدعو (علي ح.ح.ح) زوج المدعوة (خ.ق) إلى المحلة المذكورة برفقة (حسين ح.ح.ح) وأحضر المسلحين. وفي هذه الأثناء، ودائماً بإشراف المدعو (علي.أمون)، تمكنت المدعوة (خ.ق) من إعادة إستدراج المدعو البشراوي إلى المنطقة بعدما أغوته، من خلال محادثتها معه عبر الواتساب، فاقتنع المذكور بالعودة واتفقا مجدداً على اللقاء، وتوجه المدعوان (علي وحسين ح.ح) والمدعوة (خ.ق) والمسلحان بسيارة الأول يقودها الثاني إلى مقربة من المكان المتفق عليه وأنزل المدعوة (خ.ق) وانتشر (علي.أ) والمسلحين في أحد بساتين الزيتون بانتظار وصول الضحية فيما غادر المدعو حسين المحلة.

 

وبعدما وصل البشراوي بسيارته وصعدت معه المدعوة (خ.ق) تقدم علي أمون والمسلحين من السيارة بسرعة (كان المدعو علي من جهة السائق) وشاهد الأخير المغدور البشراوي يشهر مسدسه فبادر إلى إطلاق النار من بندقيه نوع كلاشنيكوف من الخارج إلى الداخل عبر زجاج السيارة وأصابه من جهة ذراعه الأيسر، وعلى أثرها سحب أحد المسلحين الملثمين المصاب عبر المقعد الخلفي، ووضعه بين مقاعد السيارة، وصعد أحد المسلحين الملثمين وعلي أمون في الخلف فيما تولى المسلح الثاني القيادة وغادر الجميع.

وخلال الطريق بدأ المسلحان بالتواصل مع أحد المطلوبين وأخبراه بما حصل معهما، ولما حاول المدعو علي.أمون التواصل مع المذكور تهرب ولم يعد يرد على اتصالاته، تواصل حينها المدعو أمون مع “علي بدرية” وأخبره بما حصل معه فطلب ترك السيارة والبشراوي والتوجه إلى الحدود اللبنانية – السورية حيث سيكون بانتظارهم. وتواصل أمون مع شقيقه حسين الذي حضر وأوصلهم إلى الحدود حيث عبروا الساقية والتقوا بـ “علي بدرية” وبرفقته المدعو (غازي ن.د) ودخلوا إلى الأراضي السورية، وتم إنزال المسلحين عند مفرق بلدة المصرية وأكمل بدرية مع أمون والمدعوة (خ.ق) إلى منزله، وباتت الأخيرة ليلتها في غرفة مجاورة لمنزل “بدرية” وتم احراق الشرائح المستخدمة في العملية داخل الصوبيا.

وبعد ساعات تواصل القاتل مع صهره السوري (إبراهيم.ص) الذي حضر فسلمه البندقية الحربية التي استخدمها في عملية القتل وجعبة ورمانة يدوية (حضر لاحقاً المدعو حسين وشقيق القاتل وأخذها)، وأخبره أنه بصدد التوجه إلى منزل أخوال زوجته في حمص، وطلب منه التوجه إلى محلة المنصورة ومحاولة مسح البصمات عن سيارة المغدور (رفض السوري إبراهيم القيام بذلك) كما أودع لديه مسدساً حربياً وطلب منه إخفاءه لديه.

وفي صباح اليوم التالي قام المدعوان (علي.أ) و(علي.ص) بإيصال المدعوة (خ.ق) إلى الحدود وعبرت الحدود اللبنانية خلسة، وفور دخولها إلى لبنان توجهت بواسطة سيارة أجرة إلى منزلها (لم يكن زوجها والأولاد في المنزل) ثم حزمت أمتعتها وأوصلها إبن عمها إلى معربون حيث مكثت في منزل إبنة عمتها بعدما أخبرتها أنها على خلاف مع زوجها (لم تخبرها بحقيقة ما حصل معها)، وفي اليوم التالي عادت إلى منزلها وبناء لطلب المدعو (علي.أ) عادت إلى معربون.

وبقيت (خ.ق) على تواصل مع القاتل الذي انتقل من منزل (علي.ص) إلى منزل أخوال زوجته في حمص وأخبرهم بما حصل معه فطلبوا منه المغادرة، وتواصل حينها المدعو (علي.أ) مع المدعو (علي.ص) وانتقل، بتوجيه من الأخير، إلى منزل شخص في سوق العباسية في حمص حيث أمضى عدة أيام.

أما عملية كشف الجريمة فكان الاساس فيها توقيف المدعوة (خ.ق)، إذ عبر عملية الرصد التقني والبشري تمت مداهمة مكان تواجدها وتوقيفها، وعبرها تم استدراج باقي المجرمين وتوقيفهم.