Site icon IMLebanon

عودة النازحين السوريين.. بين “الدلع” و”شو عدا ما بدا”!

كتبت ماجدة عازار في صحيفة “نداء الوطن”:

في موازاة الجهود المنصبة على إعادة اللبنانيين المنتشرين في بلاد الاغتراب، رغم اقرار البعض بصعوبة اعادتهم سريعاً لأسباب تقنية، سيبقى السؤال: ماذا عن اعادة النازحين السوريين؟ خصوصاً بعد قرار وزارة الداخلية السورية الاخير بإغلاق المعابر كافة أمام حركة القادمين من لبنان بمن فيهم المواطنون السوريون، وذلك في اطار تدابير الحد من انتشار فيروس “كورونا”.

مطالبة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بحوار جريء مع الحكومة السورية لإعادة النازحين الى بلادهم، حرّكت ملف تطبيع العلاقات مع النظام السوري مجدداً، علماً انه ملف خلافي لبناني ـ لبناني، يُطرح في هذه اللحظة، في ظل ازمة صحية غير مسبوقة، تلت ازمة مالية ونقدية حادة، لم تنفع المحاولات الجارية حتى اليوم في الحدّ من تداعياتها. واثارة هذا الملف في هذا الوقت سيثير حتماً خلافات جديدة، لتُضاف إلى المشاكل التي تُواجهها الحكومة، مع استمرار الانقسام العمودي بين فريق يؤيد التطبيع لحل مسألة النازحين السوريّين، وفريق يعارضه، وآخر يطالب بفتح الحدود لعودتهم وليس الحوار مع النظام الذي يرفضهم.

حمادة: “شو عدا ما بدا”؟

يؤكد النائب مروان حمادة لـ”نداء الوطن” ان “كل انواع المزايدات باسم كورونا وتحت غطاء الوباء لتجاوز كل الاعتبارات الانسانية والمواثيق الدولية غير مقبول”. ويضيف: “على كل حال، عندما كانت الحدود مفتوحة لم يقبل النظام بعودة اهله من لبنان، ولم يقبل النازحون بالعودة الى جحيم هذا النظام، فـ”شو عدا ما بدا؟”.

درباس: للاستجابة لخطة لبنانية

ولا يعتقد وزير الشؤون الاجتماعية السابق رشيد درباس ان “احداً استفاد او اتّعظ من كل التطورات” ويأسف بشدة “كون قضية اللاجئين لا تزال موضع تجاذب سياسي محلي فيما يجب ان تكون قضية وطنية لبنانية تتّحد عليها جميع الآراء”، ويذكّر عبر “نداء الوطن” بأن “للحكومة اللبنانية سياسة واضحة اسمها سياسة النزوح السوري أُقرّت في حزيران 2014، وبروتوكولاً تنفيذياً أقرّته الحكومة في الشهر الاول من العام 2015، وبالتالي كان من المفترض ان تقوم الحكومة، باجماع ارادة اللبنانيين، بمناشدة الحكومة السورية بان تفتح حدودها لمواطنيها من دون استعمال لغة المصافي والتدقيق الامني، علماً ان اكثر من 55 في المئة من اللاجئين هم من النساء والاطفال وهؤلاء لا ملفات امنية عليهم”. وبسبب كورونا، يرى درباس ان “الاوان الآن لكي تناشد الحكومة اللبنانية، الامين العام للامم المتحدة، وهو مفوض سابق لشؤون اللاجئين، والاتحاد الاوروبي والدول ذات النفوذ في سوريا والجامعة العربية ان يستجيبوا لخطة لبنانية عملية واقعية من خارج اطر التجاذب والتشاطر والسجال السياسي”.

“حزب الله”: لماذا الدلع؟

مسؤول ملف النازحين السوريين في “حزب الله” نوار الساحلي يؤكد لـ”نداء الوطن” ان “موضوع مواجهة “كورونا” ملحّ ويستوجب سرعة في التعامل”، لكنه يستدرك بالقول في الوقت نفسه “ان هناك دولة سورية تسيطر على اكثر من 90 في المئة من اراضيها ومن حلم يوماً بتغيير ما، حلمه لم يتحقق. فهناك امر واقع فرضته الدولة السورية وانتصرت فيه على الارهاب وعلى احلام البعض. وحتى اكثر من ذلك، سمعنا عن اتصال اجراه ولي عهد الامارات بالرئيس السوري بشار الاسد، فلماذا هذا الدلع والترف من قبل اللبنانيين ونحن بأمسّ الحاجة الى التخفيف من عبء النزوح السوري الذي اصبح يكلّفنا الغالي ويشكّل في ظل الـ”كورونا” اليوم خطراً، خصوصاً ان مخيمات الاخوة السوريين ينقصها الحد الادنى من الامور الواجبة في مواجهته. لذلك، نرى وجوب الاتصال بالحكومة السورية وبسرعة قصوى، ولو عن طريق تكليف احد الوزراء بشكل رسمي من مجلس الوزراء لتنسيق عودة محترمة للاخوة السوريين”.

“القوات”: فتح الحدود لا الحوار

“القوات اللبنانية” توضح لـ”نداء الوطن” انها لا تطرح الانفتاح على النظام او التطبيع او فتح حوار معه، “فالمطلوب هو فتح الحدود وليس الحوار مع النظام، وبالتالي على حلفائه في لبنان ان يضغطوا عليه ليفتح الحدود امام عودة النازحين، فموقفه من اقفالها اكبر دليل بانه لا يريد عودتهم ويجب ان يُدان على تصرّفه، فلبنان اقفل حدوده ويريد اعادة ابنائه المنتشرين في العالم لان مسؤولية الدولة ان تحافظ على جميع اللبنانيين في الانتشار بينما هذا النظام يقفل حدوده امام شعبه ومن الواضح انه لا يريد عودتهم لاسباب سياسية”.

وفي هذا السياق، قال الوزير السابق ريشار قيومجيان: “مسؤولية الحكومة أخذ الإجراءات الصحية واللوجستية لعودة كل لبناني الى بلده. توازيا، مسؤولية حلفاء النظام السوري في لبنان الضغط عليه لفتح الحدود أمام عودة السوريين الى بلادهم. إغلاق الحدود ومنع عودة النازحين من قبل النظام جريمة قانونية وأخلاقية وضرب لحقوق الإنسان”.

“المستقبل”: موقفنا ثابت

نائب “المستقبل” محمد الحجار يذكّر بموقف “تيار المستقبل” الثابت من مسألة الحوار والتطبيع مع النظام، ويشدد على ان “واجب النظام استقبال المواطنين السوريين الذين نزحوا الى الخارج”. ويؤكد لـ”نداء الوطن” ان “هناك محاولات وجهوداً مضنية للنظام وحلفائه في لبنان لفتح حوار وتطبيع العلاقات قبل ايجاد حل للازمة السورية يرضى به السوريون اولاً والمجتمع الدولي ثانياً، ومن دون هكذا حل لا يمكن لنا ان نقبل بحوار مع هذا النظام الذي تدور الكثير من الشكوك حول شرعيته الشعبية في سوريا، علماً انه فاقد الشرعية بالنسبة لنا”.

ويلفت الحجارالى ان “هناك زيارات دائمة لفريق العهد، وكذلك لـ”حزب الله” وحلفائه الى سوريا، فاذا تمكّنوا عبرها من اقناع الحكومة السورية باستقبال النازحين ضمن شروط المجتمع الدولي بعودة آمنة وكريمة، فنحن لن نمنع عودة من يرغب، لكن استغلال الوباء مثلما يفعلون اليوم لتطبيع العلاقات مع النظام، فنحن لن نوافق”.

“الكتائب”: عودة ملحّة

“الحوار مع النظام السوري موضوع خلافي، وعلى الحكومة تقرير ما يجب فعله في ظل الانقسام العربي، علماً انه لا يجب على لبنان الخروج من الاجماع العربي، مهما كان”. هذا ما يؤكده النائب الكتائبي الياس حنكش لـ”نداء الوطن” ويشدد في الوقت نفسه على ضرورة عودة النازحين الى المناطق الآمنة في سوريا لعدم قدرة البنى التحتية في لبنان على استيعابهم، “فعودتهم اساسية ليس بسبب “كورونا” بل عودتهم ملحّة نتيجة كل الازمات التي يرزح تحتها لبنان، فالاولوية تبقى للبنانيين، كما تعطي كل البلدان الاولوية لابنائها، وهذا ما لمسه اللبنانيون، وانطلاقاً من ذلك، الدولة اللبنانية ملزمة بأن تهتمّ بمُصابيها، وعلى النازحين السوريين ان يعودوا الى المناطق الآمنة ليتعالج من يُحتمل اصابته في بلده، وفي الوقت نفسه ليفسح المجال امام معالجة اللبنانيين”.

في الموازاة يشدد حنكش على “دور الدولة في الاهتمام برعاياها في الخارج وحمايتهم لا ان تستفيق عليهم فقط عندما تحتاج الى دعمهم، فعليها العمل لاجلاء اللبنانيين من البلدان الموبوءة على ان تتم عودتهم عبر اجراءات صحية لازمة”.