كتبت راجانا حمية في صحيفة “الأخبار”:
قطّعت الـ«كورونا» أوصال المدينة. لم يعد الخروج من البيوت سهلاً في ظلّ حال التعبئة العامة التي تعيشها البلاد. فالفيروس الذي يكمل صعوده يوماً بعد آخر، يغلق اليوم الباب على كثيرين ممن باتوا عاجزين عن ممارسة حياتهم الطبيعية خارج جدران بيوتهم. ولئن كان الحجر اليوم لا يعدو كونه إجراءً مؤقتاً، إلا أن ثمة من يؤرقهم هذا القرار الذي كلما تمدّد ازداد خوفهم. ومن بين هؤلاء كبار السن والمرضى وذوو الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون في كل حين إلى زيارة عيادة أو صيدلية أو مستشفى.
ولأنه لم يعد بإمكان هؤلاء الخروج، أطلقت بلدية الغبيري مبادرة تقضي بتقديم الخدمة الطبية لهم حيث هم، في منازلهم. تأتي المبادرة في إطار عمل خلية الطوارئ التي أنشئت في البلدية «لمساعدة المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة المحتاجين إلى المعاينة الطبية وغير القادرين على الانتقال إلى العيادات والمراكز الصحية لتلقّي العلاج»، على ما يقول رئيس البلدية، معن الخليل. ابتداءً من اليوم، أصبح بإمكان من يحتاج إلى استشارة طبية أن يتواصل مع مركز الرعاية الصحية الأولية في البلدية، أو أن يتصل على الخط الساخن الذي وضع لهذه الغاية لطلب الخدمة الطبية، والتواصل مع أطباء متطوعين من جميع الاختصاصات. بحسب الخليل «بلغ عدد الأطباء المتطوعين حتى مساء أمس حوالى 34، ولا تزال الطلبات تأتي». أما آلية العمل، فتقضي بأن يشرح المرضى عبر الهاتف حالتهم الصحية والعوارض التي يعانون منها، إذ من شأن ذلك «تسهيل الأمور وإرسال الطبيب المختص للحالة المذكورة». أما في حال لم يكن التشخيص واضحاً «فنعمل على إرسال طبيب صحة عامة، وعلى أساس تشخيصه يرسل الطبيب المختص إذا كانت الحالة تقتضي ذلك». كما «قد يتواصل الاختصاصي المتطوع مع الطبيب الأساسي للمريض للتنسيق معه في ما يخص العلاجات».
وعدا عن أنها تخفف عن المحتاجين عناء التنقل في هذه الظروف الصعبة، تكمن أهمية هذه الزيارات الميدانية في أنها تحمي المسنين من إمكان التقاط عدوى الفيروس في أماكن الاستشفاء، «خصوصاً أنه تبيّن مؤخراً أن أكثر الأماكن التي يمكن أن تنتشر فيها العدوى هي الأماكن المكتظة من مستشفيات وعيادات ومراكز الرعاية».
34 طبيباً متطوعاً بين الثامنة صباحاً والثامنة مساءً ستة أيام في الأسبوع
واتخذت البلدية إجراءات لحماية الطاقم الطبي المتطوع، وتجهيز وسائل الوقاية من بدلات واقية وكمامات وقفازات. ولئن كان الهدف هو حماية المرضى، إلا أنه أيضاً قد يحدث أن تكون عوارض بعض المرضى «هي عوارض فيروس كورونا، من هنا عملنا على تجهيز الأطباء، مع إعطاء التدريبات اللازمة على كيفية التعامل مع الحالات المشتبه فيها».
دوام عمل الأطباء المتطوعين في مركز الرعاية الصحية الأولية للبلدية يبدأ عند الثامنة صباحاً وينتهي في الثامنة مساءً، ولستّة أيامٍ في الأسبوع، وتسعى البلدية في المرحلة المقبلة إلى «ضمّ» نهار الأحد أيضاً في حال اقتضت الحاجة.