منذ بدء انتشار فيروس “كورونا” عالمياً ووصوله الى لبنان، بدأت قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” اجراءات وقائية واحترازية مشددة، خلافاً لمن حاول استهداف هذه القوات عبر تسريبات وكتابات هدفت الى تصويرها مصدراً خطيراً، لامكانية أن تكون بؤرة لانتشار الوباء كونها تضم قواتاً من دول عدة ومنها الصين وايطاليا واسبانيا.
وأكد مصدر رسمي لبناني لـ”نداء الوطن” ان “قوات اليونيفيل ومنذ اعلان انتشار كورونا في الصين، وبسبب وجود الوحدة الصينية ضمن قواتها، اتخذت تدابير صحية وقائية لتفادي انتقال الفيروس من الصين الى لبنان اثناء تبديل العناصر، وتضع السلطات الرسمية اللبنانية تباعاً بحقيقة التطورات”.
وقال ان “اليونيفيل وفي خطة متدرجة بدأت خطوات عملية حاسمة في مواجهة امكانية انتقال كورونا، واول ما عمدت اليه، هو تجهيز غرفتين للعزل كحجر صحي للقادمين من جمهورية الصين، ولدى وصول ثلاثة ضباط صينيين في 21 شباط الماضي، تم عزلهم لمدة 14 يوماً لحين التأكد من عدم اصابتهم بالفيروس، وفي 26 شباط وبعد عودة 39 عنصراً من الوحدة الاندونيسية قادمين من السعودية بعدما ادوا فريضة العمرة، تم وضع ثلاثة عناصر في الحجر الصحي في مستشفى اليونيفيل في الناقورة لمدة 14 يوماً حيث تأكد عدم اصابتهم بالفيروس”.
11 ألف عنصر في لبنان
وأضاف المصدر انه “انطلاقاً من الشفافية التي اعتمدتها اليونيفيل، وفي ضوء حالة الطوارئ الصحية العالمية التي اعلنتها منظمة الصحة العالمية في اعقاب انتشار وباء كورونا، اتخذت اليونيفيل منذ البداية جميع التدابير الوقائية اللازمة بالتنسيق مع وحدتها الطبية، من اجل منع اي اصابة بالفيروس في البعثة التي يبلغ عدد افرادها اكثر من 11 الف عنصر حفظ سلام من عسكريين ومدنيين، وفي 7 آذار ظهرت بعض العوارض على احد الجنود المتمركزين في موقع في بلدة معركة بعد عودته من رحلة الى مصر، وفور اكتشاف العوارض من الوحدة الطبية، اتصلت بالسلطات اللبنانية، وتم تنسيق نقله الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي مع الصليب الاحمر اللبناني، وفقاً لسياسة الصحة الوطنية المعتمدة في لبنان، واتخذت اليونيفيل كل التدابير الاحترازية اللازمة، بما في ذلك وضع الاشخاص الذين كانوا على اتصال مع جندي حفظ السلام في الحجر الصحي، على الرغم من ان نتيجة فحص الجندي في مستشفى الحريري جاءت سلبية”. وتابع: “وضعت قيادة اليونيفيل قواعد واجراءات طبية صارمة للغاية لجميع الموظفين، وتم ارسال الارشادات الصحية الى الجميع لضمان التزامهم جميعاً بتعليمات منظمة الصحة العالمية والسياسات الوطنية، وواصلت اليونيفيل التعاون والعمل مع السلطات اللبنانية وكذلك البلدان المساهمة بقوات في عدادها، من اجل احتواء الانتشار المحتمل للفيروس في لبنان، ولم يؤثر ذلك على مواصلتها الاضطلاع بأنشطتها العملاتية على مدار الساعة وطوال ايام الاسبوع”.
وقال المصدر: “اعتباراً من 16 الحالي وقّع قائد اليونيفيل الجنرال ديل كول مذكرة خدمة داخلية قضت بتأسيس خلية ازمة متعلقة بفيروس كورونا، مهمتها متابعة موضوع تفشي الوباء في العالم من خلال الاتصال المباشر مع منظمة الصحة العالمية، حيث يظهر على شاشة تلقائياً متابعة الوضع على الساحة اللبنانية وفي الجنوب خصوصاً، والاتصال بكل القطاعات العاملة ضمن اليونيفيل لمتابعة حالات الحجر الصحي والاشخاص الذي تظهر عليهم عوارض الاصابة بالفيروس، والاتصال الدائم بمستشفى “اليونيفيل” في الناقورة لجهة تشخيص اي حالة لارسالها مباشرة الى مستشفى الحريري في بيروت، وفقاً للتعليمات المعمول بها في لبنان وتأمين المساعفة الضرورية، واتخاذ مختلف التدابير والاجراءات المتخذة والضرورية للحد من انتشار الوباء”.
الحالة الثانية في الحجر
وأوضح المصدر الرسمي انه “في 23 الحالي أظهرت الفحوصات ان جندي حفظ سلام تابع للامم المتحدة مصاب بفيروس كورونا، حيث أتت النتيجة ايجابية، وتم عزل الجندي بشكل كامل في مستشفى اليونيفيل في الناقورة، واتخذت جميع الاجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس، وكان الجندي المصاب قد عاد من اجازة في 15 الحالي، ووفقاً للاجراءات الطبية المعتمدة والجديدة الخاصة بالعائدين من الاجازات تم وضعه على الفور في الحجر الصحي، كذلك تم وضع اربعة جنود آخرين كانوا على اتصال مباشر مع هذه الحالة المؤكدة في الحجر منذ عودة الجندي من اجازته، وقد أتت نتائج الفحوصات سلبية الا انهم استمروا في الحجر وفقا للاجراءات المعتمدة في اليونيفيل، واتبع ذلك بنصح افراد اليونيفيل بعدم السفر الى المناطق او البلدان المتضررة، وفي حال كانوا متواجدين اصلاً في هذه الاماكن، فيتعين عليهم وقبل العودة الى مركز العمل، الحصول على شهادة طبية تثبت خلوهم من الامراض من مصدر طبي معتمد”.
وشدد على ان “التنسيق دائم ولحظوي بين قيادة اليونيفيل والسلطات الرسمية اللبنانية لا سيما قيادة الجيش والقوى الامنية، ويتم الابلاغ والتداول في كل تطور متصل بانتشار كورونا، خصوصاً ان اجراءات قوات اليونيفيل مشددة جداً لجهة التنقل والانتقال، اذ بعدما تم تصنيف عدد من الدول انها الاكثر انتشاراً للوباء، عممت على الموظفين بضرورة التقيد بالتعليمات لجهة تعبئة استمارة السفر قبل الذهاب بمأذونية، والحصول على موافقة من الرئيس المباشر وتجنب السفر الى البلدان الموبوءة، كما الزمت الجميع عند السفر والعودة التقيد بتدابير الحكومة اللبنانية في المطار للذين يحملون جوازاً من الامم المتحدة او غيرها من الجهات، لجهة الفحوصات المتعلقة بفيروس كورونا كونها تدابير ضرورية لمنع تفشي هذا المرض”.
وأكد المصدر ان “قوات اليونيفيل هي شديدة الالتزام بالتدابير الحكومية اللبنانية، واي محاولة تصويب عليها تحت ذريعة انتشار فيروس كورونا، هو تصويب بعيد من المنطق، ونتمنى لو ان بعض اللبنانيين يبدون الالتزام الصارم نفسه لمنع انتشار كورونا كما تفعل اليونيفيل”.