أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة خريطة انتشار فيروس “كورونا” ليتضح أن مدينة إسطنبول هي بؤرة الفيروس بفارق شاسع عن بقية المدن التركية.
وقال قوجة، في مؤتمر صحافي، إن إجمالي عدد الإصابات في تركيا بلغ 15679، أما عدد الوفيات فوصل إلى 277.
وكان نصيب مدينة إسطنبول 8852 إصابة و177 وفاة، بنسبة تزيد عن 50% عن العدد الإجمالي.
وحلت في المرتبة الثانية مدينة إزمير بواقع 853 إصابة، وأنقرة 712 إصابة، وقونيا 584 إصابة، وقوجة إيلي 410.
وفي 10 آذار الماضي، أعلنت تركيا أول إصابة بفيروس “كورونا” لشخص قالت إنه حمل الإصابة معه من أوروبا.
وبعد تفشي المرض السريع في تركيا، رفض قوجة في مناسبتين على الأقل تحديد مواقع انتشار الفيروس في البلد.
وبعيد المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه وزير الصحة التركي خريطة انتشار فيروس كورونا، كرر رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، في تغريدة عبر “تويتر”، دعوته إلى فرض حظر تجول على المدينة من دون تأخير بعد أن أصبحت بؤرة الفيروس في تركيا.
وإسطنبول أكبر مدينة في تركيا وتُعد عاصمتها الثقافية والاقتصادية، حيث يعيش أكثر من 15 مليون نسمة.
وكان إمام أوغلو، وهو أحد المعارضين البارزين في البلاد، اقترح قبل أيام فرض حظر تجول جزئي على المدينة، بسبب العدد الكبير من الأشخاص الذين يتحركون في المدينة خارج منازلهم.
ولا يزال 1.2 مليون شخص في إسطنبول يستخدمون وسائل النقل العام وفقًا لأرقام البلدية، كما أن بعض المصانع ومواقع التشييد تعمل كالمعتاد.
ويصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خيار “الحجر الصحي الطوعي” ويقاوم فكرة الإغلاق التام.
وقال الكاتب التركي المقيم في إسطنبول جواد غوك، في حديث إلى موقع “سكاي نيوز عربية”، إن معظم الرحلات الجوية الخارجية التي تأتي إلى تركيا تهبط في إسطبنول، الأمر قد يفسر جزئيًا تفشي الإصابات فيها.
وأشار إلى مشكلة أخرى، وهي غياب التخطيط لدى بلديات إسطنبول السابقة والحكومة الحالية بشأن المشاريع الإسكانية، الأمر زاد من الازدحام في المدينة.
وأضاف أن الأمر يمتد إلى الخدمات الطبية، إذ يأتي سكان الأرياف إلى المستشفيات الكبيرة في إسطنبول من أجل تلقي العلاج فيها، الأمر الذي يزيد من المخالطة وانتشار الفيروس.
وكانت السلطات التركية قد أغلقت المدارس والمقاهي والحفلات وأوقفت قبل أيام الرحلات الجوية الدولية ومعظم المحلية، لكن أردوغان أصر في خطاب ألقاه الاثنين “على استمرار العمل والإنتاج تحت كل الظروف”.
وأفادت وسائل إعلام تركية بوجود خلافات داخل حكومة أردوغان بشأن الإغلاق التام، فالمعارضون للأمر يخشون الأضرار الناجمة على الاقتصاد التركي الذي لا يزال يتعافى من أزمة الليرة في 2018.
ويتوقع خبراء اقتصاديون انكماشًا كبيرًا للاقتصاد التركي في الربع الثاني من هذا العام، الأمر الذي يهدد هدف أردوغان بتحقيق نمو بنسبة 5% في الناتج الإجمالي المحلي.
وانتقدت المعارضة التركية قيام حكومة أردوغان بالتحقيق مع 300 شخصًا بشبهة كتابة “منشورات استفزازية” في شبكات التواصل حول فيروس كورونا وتوقيف ما لا يقل عن 64 شخصًا.
لكن عندما يتعلق الأمر بفرض إجراءات قوية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، بدا أن أردوغان غير جاد، على ما تقول صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
وقال الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية سينيم آدار إنه أمر غريب ألا تقوم تركيا بإعلان حالة الطوارئ على الرغم من الظروف الحالية، مشيرًا إلى أنها لم تكن تخجل من علان الطوارئ في الماضي.
وكان خبراء قد حذروا من أن تركيا قد تلقى مصير إيطاليا في تفشي “كورونا “على نطاق واسع، إذ أشاروا إلى أن معدل الإصابات والوفيات في تركيا حاليًا يفوق الفترة ذاتها من بداية تفشي الفيروس في إيطاليا، بؤرة كورونا الرئيسية في أوروبا.