كتبت ماجدة عازار في صحيفة “نداء الوطن”:
ليست المرة الاولى، ولن تكون الاخيرة، التي يتجنّد فيها عناصر الصليب الاحمر اللبناني، والدفاع المدني لمواكبة التطورات الميدانية على الارض، لكنها ربما تكون المرة الاولى التي يواجهون فيها آفة غير مسبوقة، لا احد يُدرك كيف بدأت ومتى ستنتهي.
الثابت ان الطرفين على الارض يواكبان مرحلة مواجهة “الكورونا” ويستعدّان لعودة المغتربين اللبنانيين اعتباراً من الاحد.
الصليب الأحمر: مشاكل مع مستشفيات
ويؤكد الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة ان “الصليب الاحمر يملك دائما خططاً احترازية واستباقية، وعلى مرّ الأزمات اعتاد ان يكون على اتم الاستعداد والجهوزية لمواجهة اي سيناريو محتمل، فمثلما كان مجهزا لمواجهة سيناريو “الإيبولا” والأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية الـ CBRN، بخطة طوارئ وتجهيزات وتدريبات، فإنه يواكب مرحلة COVID19 منذ أول اصابة تم نقلها في شباط عبر الحدود السورية ـ اللبنانية وحتى اليوم، على سائر الاراضي اللبنانية، التزاما بالسياسات والبروتوكولات الموضوعة، وتم تكليف الصليب الاحمر اللبناني حصراً بنقل الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس على جميع الاراضي مع العلم ان هناك لجنة مؤلفة من اطباء وكوادر ومسؤولين للاستجابة الفورية للحالات عبر الاتصال على الرقم 140 بالتنسيق مع وزارة الصحة ومستشفى الحريري، كما يشارك في اللجنة الوطنية لمتابعة التدابير والإجراءات الوقائية للفيروس برئاسة رئيس الحكومة”.
ويعدّد كتانة ابرز المهمات التي يقوم بها الصليب الاحمر وهي: “الاستجابة المُنسَّقة الفورية عبر الـ140، توعية في المؤسسات الرسمية والمدارس والمساعدة في عمليات تعقيم بعض الوزارات والاماكن عند الحاجة، تدريب وتوعية أكثر من 40 الف شخص حتى الآن، اضافة الى الخدمات الطبية عبر العيادات النقالة والمستوصفات، كما ان الصليب الاحمر مساعد اساسي في اغاثة النازحين السوريين وينسّق مع مفوضية شؤون اللاجئين عند الشك بأي اصابة تتطلب العزل او النقل الى المستشفى.
ويساعد الصليب الاحمر بالتنسيق مع المحافظين ولجنة COVID 19 في توزيع حصص غذائية ومواد تموينية وتنظيف على الاشخاص المعزولين، ويتابع مع اطباء الاقضية الحالات المعزولة في المنازل لمساعدتها عند الحاجة، بالتنسيق مع الاجهزة الامنية والبلديات والقائمقامين والمحافظين. فقوة الصليب الاحمر تكمن إذن في انتشاره وخبرته ومركزيته والمبدأ الاساسي عنده هو حماية كل شخص والحفاظ على كرامته وحياته”.
وعن المشاكل التي تعترض سير العمل يقول “نواجه مشاكل مع بعض المستشفيات التي ترفض استقبال مريض حرارته مرتفعة بمجرد ان ترى العناصر بلباس واق، علماً اننا ننقل اي حالة يشتبه باصابتها او اصابتها مؤكدة الى مستشفيات معينة، اما كل مريض حرارته مرتفعة او عنده وضع معين فليس ضرورياً أن يكون مصابا بالفيروس”.
وعن تحدي يوم الاحد مع بدء عودة المغتربين ومدى جهوزية الصليب الاحمر لهذا اليوم الكبير يقول: “سواء وصلت طائرتان او ست طائرات او عشر، الصليب الاحمر جاهز لنقل اي اصابة الى المستشفى او العزل علماً ان وزارة الصحة هي من يقرر اماكن النقل والصليب الاحمر يطبق السياسة التي تضعها. اما لجهة خطتنا الداخلية فنحن على اتم الجهوزية سواء احتاجوا الى عشر سيارات او 20 سيارة وهي كلها مجهزة ومعقمة وجاهزة”.
اي انكم سترفعون من درجة استنفاركم اكثر؟ اجاب: “نحن في حال استنفار دائم، من 10 سيارات الى 300 سيارة هذا امر سهل انما، ليكن واضحا للمواطنين، لدينا سيارات لنقل المصابين بالفيروس وسيارات للمهمات العادية، وتعقيم سيارات COVID-19 يتطلب من 6 الى 8 ساعات وتجهيز العناصر ساعتين. وعلى المستشفيات الّا تعتقد في كل مرة ننقل فيها مصاباً عادياً انه مصاب بالوباء فالمصاب بـ”كورونا” سينقل الى الاماكن المخصصة له، ونحن معهم والى جانبهم لكن نريد في الوقت نفسه حماية المسعفين والمتطوعين، واي متطوع او مسعف التقط الفيروس ـ لا سمح الله ـ لن نخجل بإعلان الامر”.
ويقرّ كتانة بأن مهمة الصليب الاحمر في مواكبة الفيروس هي المهمة الاصعب حتى اليوم “لاننا نتجهز دائما باللباس الخاص حيث لا ندرك اذا كانت حالة المريض COVID-19 ام لا وهذه مشكلة كبيرة جدا علينا أخذها في الاعتبار وان نتحلى بالوعي وان نكون على قدر المسؤولية، من المؤكد ان المهمة صعبة وان على المجتمع المحلي تقبّلها فعلينا التكاتف جميعا لنعبر هذه الأزمة سوياً، علينا ان نحتاط دائما ونحترم القوانين فالوقاية اساسية، فجميعنا يد واحدة لكي ننجح”.
وهل من نداء الى الدولة؟ يجيب كتانة ان “الصليب الاحمر مع الدولة، فهناك أزمة كبيرة جداً وسنكون الى جانب مجتمعنا وعليهم ان يكونوا الى جانبنا وان يتحمّل بعضنا بعضاً ونتشارك والدفاع المدني والاطفاء والاجهزة الامنية والمجتمع المحلي، فالكل لديه مسؤولية من أصغر شخص الى أكبر شخص، هذا وقت التضامن والتكاتف لمساعدة كل محتاج، وهذه هي مبادئنا، ففي الاتحاد قوة”.
الدفاع المدني: حاضرون ضمن الإمكانيات
اما على جبهة الدفاع المدني فيتحدث المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار لـ”نداء الوطن” عن كيفية انخراط هذا الجهاز في مواجهة “كورونا”، ويقول: “إن الدفاع المدني حاضر دائماً لتلبية كل أنواع المهام المتعلقة بالسلامة العامة والحماية المدنية على كل الأراضي اللبنانية، من دون تمييز، وعلى مدار الساعة 24/7، من إطفاء وإسعاف وإنقاذ جبلي وبحري الذي لم يتوقف حتى في هذه المرحلة التي يتعرّض فيها لبنان لخطر وباء الفيروس المستجدّ”. ويتابع: “بالتوازي، بدأنا برامج تدريب منذ سنتين على أسلحة الدمار الشامل لمواجهة هذا النوع من الأزمات، وزوّدتنا الجهات المانحة ببعض العتاد الفردي، وبكمية غير كافية لمواجهة هذه الحالات والتي يدخل الـ COVID19 ضمنها. ونعمل حالياً على تجهيز المديرية العامة بالعتاد اللازم عبر مساعدات خارجية ومناقصات محلية للإستعداد للتدخل في حال تفاقم الوضع”.
وأضاف: “بناءً على كتاب الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع لدى رئاسة مجلس الوزراء، إنتدبت المديرية العامة ممثِّلَين عنها في غرفة العمليات المركزية في السراي الحكومي، للمشاركة وتزويد الغرفة بالمعلومات الضرورية تباعاً، تمهيداً لإصدار البيان اليومي الرسمي. وبتوجيه من وزير الداخلية والبلديات، تقوم المديرية العامة حالياً بالتنسيق مع الصليب الأحمر، بتبادل الخبرات والتعاون، لجهة التدريب وتوزيع مهام الإسعاف، وصدرت بنتيجته تعاميم عن الإدارة للعناصر لضبط العمل وتنظيمه، على أن تصدر تعاميم لاحقة، وفقاً لتطوّر الحالة، ولتقدّم الجهوزية لجهة تأمين العتاد الفردي اللازم وإنجاز التدريبات المطلوبة، وذلك حفاظاً على سلامة العناصر والمواطنين. بالإضافة إلى التنسيق مع البلديات لمساندتها، لجهة التعقيم وتوعية المواطنين على ضرورة تطبيق قرار التعبئة العامة والالتزام بالحجر المنزلي”.
وفي السياق عينه، تعمل المديرية العامة على نشر التوعية عبر صفحات التواصل الإجتماعي الخاصة بها، وقد أطلقت هاشتاغ: #سلامتك ببيتك _ خلينا نحافظ عَ بعضنا”.
وعن إستعدادات الأحد، يقول خطّار: “بغضّ النظر عن إحتمال تفاقم الأزمة مع وصول اللبنانيين من الخارج، وكما ذكرنا آنفاً، فإننا على إستعداد للمؤازرة، ضمن الإمكانيات المتوفرة لدينا”.