كتب عامر جلول في صحيفة “اللواء”:
سنة 1929 في نيويورك، حدثت الكارثة الاقتصادية الكبرى المعروفة بـ»وال ستريت»، حيث هزّت أركان دول عظمى، بدأت في أميركا، ولم تنتهِ في أوروبا، وقد سُميت تلك الأزمة العالمية بالكساد الكبير..
كان أحد أسباب ما حدث آنذاك هو تكديس البضائع الأميركية، بعد أن استطاعت الأسواق الأوروبية ومصانعها تأمين احتياجاتها من سلع ومنتوجات، مما كان له أثر سلبي على الأسواق الأميركية، والتي كانت تمثل مصنع أوروبا في الحرب العالمية الأولى وبعدها..
أدّت تلك الكارثة إلى بطالة عالمية، وبدأ كبار المفكرين الاقتصاديين، وعلى رأسهم جون كينز، بوضع استراتيجية اقتصادية للخروج من المأزق، ولإلغاء نظرية آدم سميث «دعه يعمل دعه يمر»، ونظرية الدولة الحارسة، وتحوّلها إلى دولة التداخلية وعجز الموازنة من أجل ضخ السيولة في الأسواق المالية، ودعم المشاريع، لكنّ ذلك لم ينفع، ما أدى إلى نشوب الحرب العالمية الثانية، ودخول الولايات المتحدة الأميركية تلك الحرب بحجة قصف اليابان لميناء بيرل هاربر.
قريباً، وبعد أنْ تنتهي أزمة جائحة «كورونا» القاتلة، والتي سوف تؤدي إلى إفلاس آلاف الشركات، وطرد حوالى 25 مليون عامل، سوف نصل إلى كساد يشبه كساد 1929، وستصعد الصين كقوّة عالمية اقتصادية وصناعية منافسة، ليتحوّل النظام العالمي من أحادية أميركية إلى أحادية صينية أو ثنائية أميركية – صينية، وهذا ما لن يرضاه العالم الغربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية على المستويين السياسي والاقتصادي، ما يرشّح بأنّ الحرب هي أفضل الحلول لتحريك الاقتصاد العالمي الخالي من المبادئ الأخلاقية والإنسانية، والمعتمدة على الرأسمالية الجشعة. حرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق، لكنها ستكون مختلفة عن الثانية..