IMLebanon

هل “يسحب” الفيروس المنظّمات الدولية من مخيّمات النازحين؟

كتبت إيلده الغصين في صحيفة “الأخبار”:

تتخوّف البلديّات في المجتمعات المضيفة، ولا سيّما في البقاع، من «انسحاب» المنظّمات الدوليّة من تجمّعات النازحين السوريين بفعل أزمة كورونا. الخوف ناجم عن ضعف الإمكانات في حال وصول الفيروس إلى المخيّمات. البلديّات التي اتخذ بعضها إجراءات ضيّقت على تجمّعات النازحين وفرضت عليها الحجر، لا تريد أن تُترك وحيدة للمعالجة، كما لا تريد – ضمناً – أن تخسر مشاريع حصلت عليها بفعل النزوح.

«الجهات التي كانت تعتبر نفسها وصيّة على تجمّعات النازحين، أي المنظّمات الدولية، حجرت على نفسها وتركت المخيّمات والمجتمع المضيف لمصيرهما، والبلديات لا قدرة لها على تحمّل هذه العبء»، يقول رئيس بلدية العين (البقاع الشمالي) زكريا ناصر الدين. وأوضح: «أننا قمنا، بمؤازرة الأمن العام اللبناني، بتعقيم المخيمات في غياب المنظمات التي كنا نتمنى أن تكون أكثر حضوراً، خصوصاً أننا أمام أزمة تفوق قدراتنا».
حضور المنظّمات مرتبط بتحوّل طرأ على برامجها وأولويّاتها في العالم بعد أزمة فيروس كورونا، كما هو متأثّرٌ محليّاً بإجراءات التعبئة العامة. مصدر معنيّ أفاد «الأخبار» أن «حضور المنظّمات تراجع بشكل ملحوظ، بعد أزمة كورونا، لكن المشاريع التي كانت بصدد تنفيذها في عدد من البلدات ستبقى أموالها مرصودة، إلا أنها ستُحوّل لمكافحة كورونا».
كذلك أكّد مسؤولون في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) أن «بعض المشاريع معلقٌ بسبب القيود التي فرضتها الحكومة على الحركة، لكن هذا لا يعني أن دعمنا للبلديات قد توقّف؛ بل على العكس، يقوم البرنامج بزيادة دعمه للاستجابة للتحديات التي تواجهها حالياً».
من جهتها، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، أوضحت أنها «على غرار الجهات الفاعلة الأخرى، نعمد إلى تأجيل الأنشطة التي قد لا تتوافق مع المبادئ السارية حالياً بشأن احتواء العدوى». وأكدت أنها «تعمل منذ إعلان حالة الطوارئ مع المنظمات الشريكة وبالتنسيق مع الوزارات المعنيّة لمنع تفشّي الفيروس بين اللاجئين»، من خلال «حملات إعلاميّة حول تدابير الوقاية والنظافة، وتوزيع المواد المتعلقة بالنظافة الصحية، وتجريب وحدات العزل في مختلف المخيمات». وعن اتهام بعض رؤساء البلديات المنظمات بالتقصير، أشارت «المفوّضيّة» إلى «أن وكالات الأمم المتحدة لا تقوم بأي أنشطة تعقيم في هذه المرحلة بناءً على التوجيهات العالمية بشأن الأماكن المكشوفة. غير أنها تخطط بالتأكيد لمثل هذه التدابير كاستجابة تُنفّذ في المناطق التي يتم فيها تحديد الحالات، وبعد الأزمة خلال مرحلة إعادة التأهيل».