كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
في ظلّ التوصية العالمية المشدّدة بالبقاء في المنازل، يميل معظم الأشخاص إلى ارتداء البيجاما ليلاً ونهاراً. لكن ماذا تفعلون بملابسكم وأحذيتكم عندما يستدعي الأمر الذهاب إلى السوبر ماركت لشراء ما يلزمكم من أغراض؟
سواء كنتم تريدون التوجّه إلى المتجر أو مجرّد المشي أمام المنزل، فإنكم بالتأكيد تحرصون على البقاء ما لا يقل عن 1,5 متر عن الآخرين، لكن هل فكّرتم بالملابس والأحذية التي ترتدونها؟ هل عليكم تنظيفها كلما خرجتم؟
وفق الطبيب الأميركي العالمي، د. أوز، فإنّ الأداة (كالملابس) التي تستطيع نقل المرض تُعرف بأداة العدوى. فما الذي يحصل تحديداً؟ الشخص المُصاب يلمس الغرض وينقل الفيروس إليه، ثمّ يأتي شخص غير مصاب ويلمس الغرض ذاته، لينتقل بذلك الفيروس إليه، ما قد يجعله مريضاً.
ما هو معلوم عن فيروس «كورونا» المستجدّ حتى الآن أنه ينتقل بشكل شائع من خلال قطرات الجهاز التنفسي بين جهات الاتصال الوثيقة، وأقل شيوعاً من خلال الأدوات المُعدية. وتُشير الأدلة الحالية إلى أنّ الفيروس يستطيع البقاء لساعات إلى أيام على مجموعة من الأسطُح، ما يجعل الانتشار عن طريق أداة العدوى إمكانية واضحة.
صحيح أن لا دراسات عن بقاء الفيروس تحديداً على الملابس، ولكن ثبُت أنه يعيش على الكرتون مدّة 24 ساعة. واللافت أنّ الكرتون والثياب ينتميان إلى الأسطح المسامية، على عكس الزجاج والبلاستيك. ومع ذلك، فإنّ هذا الواقع قد يخفّض احتمال التقاط الفيروس من القماش لأنّ المسام تحجز الفيروس، ما يزيد من صعوبة انتقاله إلى الشخص.
لكن ماذا عن الأحذية؟ في حين أنّ هذه الأخيرة تتكوّن غالباً من مواد مسامية مُشابهة للملابس، إلّا أنها تحتوي على مكوّنات مطاطية وجلدية تكون أقلّ مسامية، مشابهة للبلاستيك الذي يستطيع فيروس «كورونا» البقاء عليه من 2 إلى 3 أيام.
عند الأخذ في الاعتبار كل هذه المعلومات، ففي حال التنزّه أمام المنزل والحفاظ على مسافة آمنة مع الأشخاص، يُرجّح أنه ليس من الضروري الإسراع إلى وضع الملابس في الغسالة لتفادي «كورونا». غير أنّ ذلك قد يكون تصرّفاً جيداً بعد التوجّه إلى مكان مكتظّ بالناس مثل السوبر ماركت، حيث يمكن الاحتكاك بمزيد من الأشخاص أو الأغراض التي قد تنقل الفيروس بفاعلية أكبر. أمّا بالنسبة إلى الأحذية، فإنّ الأكثر أماناً تركها دائماً أمام الباب، ليس فقط لاحتمال نشر الفيروس في المنزل، إنما أيضاً تحسّباً لأنواع أخرى من البكتيريا.
في حال القلق بشأن وجود الفيروس على الملابس، لا بدّ من الانتباه إلى بعض الأمور عند غسلها. فما هو معلوم أنّ الحرارة تقتل الفيروس. لذا، وعند غسل الثياب، يجب التأكد من اختيار الـ”Setting” المخصّص للمياه الساخنة إذا أمكن.
وبالإضافة إلى ذلك، حدّدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها مجموعة إرشادات عند التعامل مع ملابس شخص مريض. إنها تشمل تحديداً ارتداء قفّازات عند التعامل مع الغسيل، وعدم اهتزاز الغسيل تفادياً لنشر الفيروس في الهواء، وغسل الثياب باستخدام المياه الأكثر دفئاً والحرص على تجفيفها تماماً.