Site icon IMLebanon

لا إصابات بكورونا في صفوف اليونيفيل

أكد القائد العام لـ”اليونيفل” اللواء ستيفانو دل كول أن “جندي حفظ السلام الذي كانت نتيجة فحصه إيجابية لناحية الإصابة بفيروس كورونا قبل ثلاثة أسابيع، جرى فحصه مرتين بعد ذلك وأتت النتائج سلبية (أي تعافى من الاصابة)، وهو حاليا بصحة جيدة. وحتى الآن، ليس لدينا حالات اصابة بفيروس كورونا في “اليونيفيل”. جندي حفظ السلام المذكور كان أساسا في الحجر الصحي عندما تم إجراء الفحص، وبعد ذلك تم عزله وفقا للاجراءات والمبادئ التوجيهية الموحدة لليونيفيل ومنظمة الصحة العالمية. لقد أدت بروتوكولاتنا الصارمة الى نتيجة جيدة وسنستمر في الالتزام بها وتعديلها حسب الحاجة”.

وأضاف، خلال مقابلة مع “الوكالة الوطنية للاعلام”: “اتبعت اليونيفيل جميع البروتوكولات المتعلقة بتتبع الاحتكاك من بدايته والتأكد من أن جميع الأفراد الذين تواصلوا مع جندي حفظ السلام المذكور تم عزلهم وفحصهم للتأكد من عدم اصابتهم بالفيروس، وأتت نتيجة فحوصاتهم كلها سلبية. وفقا لبروتوكولاتنا، جميع حفظة السلام العائدين من الخارج، سواء من الإجازة أو وصلوا في اطار عمليات التبديل الجديدة، يتم وضعهم في الحجر الصحي، ويبلغ العدد التقريبي لمن هم في الحجر الصحي في الوقت الحالي حوالى 110 جنود حفظ سلام في مواقع مختلفة لليونيفيل في منطقة العمليات. وحتى اليوم، لا توجد حالات اصابة بفيروس كورونا في البعثة. والإجراءات الوقائية التي اتخذناها منذ البداية سبقت بعض الإجراءات التي أصدرتها الأمم المتحدة”.

وتابع: “وحتى قبل بدء تفشي الفيروس وقبل فترة طويلة من تأكيد الحالة الأولى في لبنان، وضعت اليونيفيل عددا من الإجراءات والبروتوكولات الوقائية، حتى أن هذه الاجراءات تتجاوز في بعض الأحيان المتطلبات المتوقعة، وذلك للحد من الإصابة بين أفراد “اليونيفيل” والمجتمعات المضيفة. ويشمل ذلك تدابير الحجر الصحي، وفحص درجات الحرارة، وتعقيم المرافق، الى جانب طرق عمل بديلة. لقد اضطررنا إلى تكييف أنشطتنا العملياتية بما يتوافق مع الوضع، بما في ذلك أنشطتنا التي نقوم بها بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية. أما في ما يتعلق بموظفي “اليونيفل” فاشار دل كول الى اننا “قمنا بمراجعة أدوار جميع الموظفين المدنيين في “اليونيفيل”، وننفذ تدابير بديلة، بما في ذلك “العمل من المنزل”. وهذا إجراء مؤقت سيتم مراجعته بشكل دوري وبالتنسيق مع المقر الرئيسي للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية”.

وقال: “ما زلنا نلتزم بتوجيهات الحكومة اللبنانية والمبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية. وإضافة الى ذلك، نراجع بانتظام جاهزية البعثة وخطط التأهب والطوارئ، ونبقي الموظفين على اطلاع على جميع التدابير المتخذة، فيما تستمر هذه الأزمة في التطور. وخلال الأسابيع الماضية، قمت بزيارة جميع الوحدات في منطقة عملياتنا وتحدثت مع الموظفين اللبنانيين والدوليين في الناقورة. أردت أن أعبر عن تقديري للعمل الذي يقومون به خلال هذه الفترة الصعبة، وكذلك التأكد من أننا نتخذ جميع التدابير الوقائية لمنع انتشار الفيروس”.

ولفت الى “ان هذه المرحلة ليست عادية، وتعاون وتفاهم الجميع الى أقصى الحدود ضروري للتغلب على فيروس كورونا، مع الاشارة الى أن أفراد فريفنا الطبي في طليعة فرق الاستجابة التي تواجه الكوفيد-19 حيث يعرضون صحتهم للخطر من أجل حماية جنودنا”.

وفي رده على سؤال، أجاب: “ان المهام المنوطة بنا في البر على طول الخط الأزرق وكذلك في البحر تستمر كما كان عليه الأمر سابقا. وعلى الرغم من الأوضاع المعاكسة والمتغيرة، يواصل أكثر من 11,000 فرد من حفظة السلام العسكريين والمدنيين عملهم على مدار الساعة في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقرارات اللاحقة ذات الصلة”.

وأضاف: “وبصفتي رئيس البعثة وقائدها العام، أنا على اتصال مباشر مع نظرائنا اللبنانيين، ولا سيما في القوات المسلحة اللبنانية، وهم شركاؤنا الاستراتيجيون، وكذلك مع السلطات اللبنانية الأخرى. ونواصل تنسيق أنشطتنا مع القوات المسلحة اللبنانية. وفي اطار جهودنا لإطلاع القيادة اللبنانية على التطورات ذات الصلة باليونيفيل، التقيت اليوم رئيس الحكومة حسان دياب في بيروت. وقد أثنيت على رئيس الحكومة لقيادته في ما يتعلق بوباء فيروس كورونا وأكدت له أنه منذ بداية تفشي الوباء كان العمل على منع انتشار الفيروس في “اليونيفيل” والمجتمعات المحلية من أولوياتي المطلقة”.

وشدد على أن “الحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق له أهمية قصوى من أجل توفير بيئة مستقرة للسلطات للتصدي للتحديات الملحة المتعلقة بوباء فيروس كورونا”. وقال : “لقد أطلعت الرئيس دياب وقد على الوضع في جنوب لبنان وعلى الإجراءات الوقائية الصارمة والشاملة التي اتخذناها منذ بداية تفشي الوباء لمنع انتشار الفيروس بين جنودنا. كما أبلغته أن الأمين العام للأمم المتحدة أوقف جميع العمليات المتعلقة بتبديل واعادة الأفراد العسكريين ونشرهم حتى 30 حزيران 2020، وذلك للحد من انتقال الكوفيد-19. وفي حالات نادرة، قد يجد مقر الأمم المتحدة أنه يجب نشر الوحدات أو الأفراد العسكريين أو تبديلهم لمواصلة تنفيذ ولاية البعثة”.

وأردف : “وأود أن أشدد مرة أخرى على أن “اليونيفيل”، حتى قبل هذا التعميم، اتخذت أساسا جميع التدابير الاحترازية، واتبعت لا بل وتجاوزت في بعض الأحيان جميع البروتوكولات لمنع انتشار الفيروس. وتشمل هذه الإجراءات الحجر الصحي داخل قواعدنا، الى جانب تدابير وقائية صارمة مع جميع أفراد اليونيفيل عند عودتهم من إجازات في الخارج. وخلال الاجتماع، أغتنمت الفرصة أيضا لتسليط الضوء على نداء مهم للغاية أتى في الوقت المناسب أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يدعو فيه إلى وقف إطلاق نار عالمي فوري في جميع أنحاء العالم، كما حث الأطراف المتحاربة في جميع أنحاء العالم على إلقاء أسلحتهم ودعم المعركة الأكبر ضد فيروس كورونا الذي يهدد الآن البشرية جمعاء. وكان من دواعي سروري أن سمعت دعم الرئيس دياب وحكومته للنداء العالمي الذي أطلقه الأمين العام”.

ولفت الى “إنها رسالة مهمة جدا نحتاج إلى التأكيد عليها هنا في هذه المنطقة، حيث لا يزال لدينا دولتان لا تزالان في حالة حرب. لقد تم إنجاز الكثير، وما يقرب من 14 عاما من الاستقرار في جنوب لبنان هي شهادة على التزام الأطراف، ولكن هذا هو الوقت للانتقال من الوقف الحالي للأعمال العدائية إلى وقف دائم لإطلاق النار”، مضيفًا: “إن مستوى الدعم الذي نتلقاه من القيادات العسكرية والسياسية اللبنانية، في سياق تنفيذ القرار 1701، يستحق الثناء”.

وفي رده على سؤال أخر قال: “إن وجود حياة طبيعية في منطقة عملياتنا هو المقياس على نجاحنا الجماعي الذي تحقق على مدى ما يقرب من 14 عاما من السلام والاستقرار الشامل في المنطقة. ولا نريد أن نرى أي عامل يعكر هذا الهدوء، بما في ذلك فيروس كورونا. وبالتالي، فإننا كيونيفيل – وبدعم قوي من الدول المساهمة بقوات عسكرية في بعثتنا – نود أن ندعم المجتمعات المحلية من أجل تلبية احتياجاتها الفورية، والتي تسهم في الوقت الحالي في منع انتشار فيروس كورونا.

وقال: “إننا جميعا نمر بفترة صعبة للغاية والاهتمام ببعضنا البعض واجب حتمي علينا جميعا. إنه وضع غير مسبوق يتطلب تدابير استثنائية وفهم وتنسيق من الجميع. في الأسبوع الماضي، كثفت اليونيفيل والدول المساهمة بقوات عسكرية دعمها للمجتمعات المضيفة للبعثة في جميع أنحاء منطقة عملياتنا في جنوب لبنان من أجل تمكينهم من محاربة انتشار فيروس كورونا. وقد شمل الدعم، على سبيل المثال لا الحصر، أدوات وقاية شخصية، وأقنعة واقية، وبدلات واقية، وقفازات، ومعدات طبية، ومحلول الكلور، ومواد تعقيم، وأجهزة قياس حرارة تعمل على الأشعة تحت الحمراء. وفي الأسبوع الماضي، قدمنا معدات أساسية ومستلزمات أخرى إلى بلدية الناقورة التي تستضيف المقر العام لليونيفيل. وهذه الهبة هي جزء من جهود اليونيفيل الأوسع لمساعدة السكان والمجتمعات المحلية في الكفاح المشترك ضد وباء كورونا”.

وتابع : “وفي إطار دعمنا المستمر لمساعدة السكان المضيفين في كفاحنا المشترك ضد فيروس كورونا، قدمت الكتيبة الإيطالية التابعة لليونيفيل في القطاع الغربي غرفة جاهزة إلى مستشفى بنت جبيل لاستخدامها في عمليات الكشف خارج المنشأة الطبية، حيث يتم فيها استقبال مرضى فيروس كورونا المحتملين. كما تضمنت الهبة معدات طبية لقسميأمراض القلب وأمراض الدم. وفي مرجعيون، قدمنا معدات حماية شخصية وغيرها من المستلزمات الضرورية لاحتواء الفيروس، وذلك دعما لوزارة الصحة العامة في مرجعيون، حيث يستفيد من هذه الهبة 13 بلدة و10 مؤسسات حكومية. وخلال هذا الأسبوع، سوف تقدم قوة الاحتياطي التابعة للقائد العام لليونيفيل هبة عبارة عن معدات طبية لمجتمعات أخرى في منطقة عمليات اليونيفيل.

وقال: “أعتقد جازما أنه خلال هذه الفترة الصعبة أولويتنا هي لتوحيد الجهود والموارد في الكفاح المشترك ضد وباء كورونا. ووفقا لتفويض “اليونيفيل” في حماية المدنيين، نحن بصدد تنفيذ العديد من المشاريع والهبات التي تهدف إلى تزويد المجتمعات المحلية بالمعدات والأدوات الطبية التي تهدف إلى تسهيل كفاحنا المشترك ضد فيروس كورونا”.

وعن دوريات “اليونيفل” اذا ما قللت قال دل كول “بالرغم من أن المرحلة التي نمر بها ليست عادية، فإن أنشطتنا العملياتية مستمرة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع. وتشمل هذه الأنشطة 450 نشاطا يوميا – في البر والجو والبحر. ولكننا قللنا بشكل كبير من التفاعلات مع المجتمع المحلي تماشيا مع الإجراءات الوقائية المعززة التي تهدف إلى منع انتشار الفيروس. ويواصل جنودنا لحفظ السلام تسيير دوريات على الخط الأزرق ومناطق أخرى داخل منطقة العمليات. كما يواصل حفظة السلام في قوة “اليونيفيل” البحرية تسيير دوريات في المياه الإقليمية اللبنانية بالتنسيق مع البحرية اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نستكشف أيضا بعض الأساليب المبتكرة للتفاعل مع المجتمعات المحلية، بما في ذلك من خلال روابط الفيديو”.