كتبت الدكتورة سعاد جنون الخطيب في صحيفة “اللواء”:
لقد تسلّم السيّد محمّد الحوت، رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط – الميدل ايست – شركة مُفلسة, وحوّلها بقدرته وصلاته وعمله المخلص الدؤوب إلى شركة رابحة، تفوق قيمتها الحالية ملايين الدولارات. ومما لا شك فيه أن «جائحة كورونا» التي أثرت سلباً على اقتصادات العالم برمته، ترخي بظلالها الداكنة على هذه الشركة، مما يُشكّل تحدياً كبيراً لمن ارتضى لنفسه تحمل مسؤولية إدارتها.
ارتضى السيّد محمّد الحوت هذا التحدّي بقيادة دفتها والاستمرار في العمل في هذه المرحلة الصعبة بالذات، من دون أن تكون هناك أي خطة للتخلي عن أي موظف. فقد نهضت الشركة من كبوتها، بفضل جهوده وحسن إدارته، وبجهد كل موظفيها، وهذا يُشكّل بحد ذاته دعماً لعدد كبير من العائلات اللبنانية التي يعمل أبناؤها في هذه الشركة والتي لن يؤرقها هاجس البطالة، بالرغم من تكبدها خسائر فادحة، جرّاء إقفال المطار، ما دام محمّد الحوت رئيساً لمجلس إدارتها.
إن الهدف من عمل شركة طيران الشرق الأوسط، هو تأمين منفعة عامة وخدمة وطنية… وهل هناك أكبر من هكذا منفعة وأفضل من هكذا خدمة في هذه الظروف الصعبة؟
ها هو اليوم يقف واثقاً بقدرته على مواجهة الصعوبات والتحديات لما له من باعٍ طويل في إدارة استراتيجية ناجحة، في ظل هذه الأزمة، غير عابئ بالآراء التي تتناوله من حين إلى آخر، بالنقد الهدّام وسياسة «قم لأجلس مكانك».
تحمّل مسؤولياته حين ناداه واجبه الوطني للعمل على عودة اللبنانيين المغتربين، فوصل الليل بالنهار، لإنجاح هذه المهمة، وأبدى كل تعاون مع الجهات الصحية المختصة، آخذاً بعين الاعتبار المخاطر التي من الممكن أن تتعرّض لها طواقم الطيران، فقام بكل ما يُمكن القيام به من تجهيزات وعمليات تعقيم لحماية الطواقم والمغتربين خلال رحلتهم، وأكد أن هذه العملية ليست تجارية، وما التهنئة التي نالتها بجدارة «الميدل إيست» على نجاحها باتمام هذه المرحلة من العملية، إلا أكبر دليل على ذلك.
المطلوب الآن تكاتف كل القوى الموالية والمعارضة من أحزاب وقامات وطنية، لدعم محمّد الحوت في هذه المرحلة الحرجة بالذات. هذا الرجل الصلب الذي يقوم من دون ضجيج بواجباته الوطنية على أكمل وجه، محاولاً إبعاد هذه الكأس المرّة التي من الممكن أن تتجرّعها هذه الشركة في حال طالت أزمة «جائحة كورونا» لا سمح الله.