كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”:
كأن وليد جنبلاط وجد ضالته في منصة “تويتر”. من عليها يطلق مواقفه مرفقة بصور نادرة ومعبّرة، ويعرض أفلام فيديو مختصرة لها من الدلالات ما زاد وفاض. عند تشكيل الحكومة كان رئيس الحزب “الاشتراكي” أول من طالب بمنح الحكومة فرصة، واكب عملها، رصده وخرج بعدها يطلق صفارته، معلناً ان فرصة السماح انتهت لينهال على العهد والحكومة بملاحظات لم تدع شاردة أو واردة إلا واستعرضها.
ومختصراً “وضع العهد والحكومة العتيدة”، نشر جنبلاط مقطع فيديو حول “استدعاء المتقاعدين المخضرمين للطوارئ”. تظهر في الفيديو مجموعة عناصر تؤدي التحية العسكرية كل على منواله وبشكل هزلي غير منظم. يحاول قائد المجموعة تلقين أحدهم درساً في أصول التحية ليتفاجأ بالعنصر يعيد تأديتها على مزاجه وينتهي به الأمر بضرب الضابط بالبندقية.
هكذا يجد جنبلاط أن عمل الحكومة، عمل “بالمفرق” و”كل من فيها يقدم عرضاً مختلفاً عن الآخر” من دون أي انسجام او خطة فيما “يسود التخبط بين أعضائها”. أما المتقاعدان المخضرمان فيقصد بهما على الأرجح رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ومستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي المتهمان من قبل جنبلاط بأنهما يديران الحكومة فيما رئيس هذه الحكومة حسان دياب يقوم بما يمليه عليه باسيل. لا يثق جنبلاط بهذه الحكومة ولا يعوّل على مشاريعها، أحبطه أداؤها من التشكيلات القضائية الى التعيينات المالية وما بينهما اطلاق سراح العميل عامر الفاخوري. لا يزال زعيم الجبل ينتظر خطة هذه الحكومة الاقتصادية وخطوات المعالجة المالية. ان تنجح الحكومة في مواجهة انتشار وباء كورونا لا يعفيها من مسؤولياتها الأخرى من وجهة نظره ولا يحول دون انتقادها.
من عليائه في الجبل حيث عاد كما سيعود الكثيرون غيره الى زمن الاجداد فتكون الطبيعة ملجأهم في مواجهة كورونا، يتابع جنبلاط كل تفاصيل عمل الحكومة والعهد. هاله ذاك “المنظر الهزيل في القصر الجمهوري” والاجتماع الذي عقد مع السفراء. “يستعطون الـ11 ملياراً ويظنون ان سيدر لا يزال قائماً” في وقت أنّ راعية سيدر أي فرنسا وغيرها من الدول “تستغيث طلباً للمساعدة”. وفي حين تتهافت الدول على طلب المساعدة من صندوق النقد يستغرب جنبلاط كيف ان” لبنان لم يلجأ بعد الى هذا الخيار ولم يجر اي خطوات تمهيدية على هذا المستوى”.
غيض من فيض ما عبر عنه من مواقف خلال اجتماع مجلس قيادة الحزب الاشتراكي الذي عقده مؤخراً “اون لاين”. فمن ضرورات الحجر المنزلي ان تتحول كل اجتماعاته ولقاءاته المكثفة والتي تعقد يوماً بعد يوم “اون لاين”. اعتاد البيك التواصل عن بعد ولم يحل ذلك دون اطلاق العنان لأفكاره ومواقفه. يصارح المحازبين ان حديث الحكومة عن الخطة الإقتصادية بات ممجوجاً وليس واضحاً. لم يلمس نية لإصلاحات جدية بعد بدليل تدخل وزيرتي العدل والدفاع بالتشكيلات القضائية ويشكو “سطوة” باسيل على الحكومة، يجد ذلك واضحاً في كثير من المفاصل والقرارات فعن أي حكومة مستقلين نتحدث؟
كل ما يجري حالياً يلخص وجهة نظره بوجود “فريق سياسي معين ممسك بمفاصل البلد سواء في القضاء أو الامن ويحاول وضع يده على الوضع المالي حالياً”. وخلال الاجتماعات التي يناقشها يستعرض جنبلاط الموضوع البيئي وادارة الملفات البيئية معرّجاً على القرار المتعلق بسد بسري وأسباب العودة اليه في مثل الظروف الراهنة، ومنه الى برج حمود والكوستا برافا وصخور نهر الكلب “حيث بعض المتعهدين المغول يريدون تغيير معالم البيئة”. لا يستثني رئيس الحكومة من انتقاداته خصوصاً في ظل “محاولات تعويم نفسه في ملف الاكثر فقراً مهمشاً دور وزارة الشؤون ليظهر هو بمظهر من يتولي تقديم المساعدة”. يهادن جنبلاط سياسياً مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، تواصله مع رئيس مجلس النواب قائم، ومع “حزب الله” ثمة تواصل لم يتوقف من خلال الوزير السابق غازي العريضي.
بالرغم من الجو السياسي والوضع المالي والاقتصادي السوداوي الا ان لا خطر يعلو فوق خطر “كورونا” وضرورة مواجهته. يتابع جنبلاط الموضوع بتفاصيله مع المنسقيات وقيادات الحزب ويهتم بالامن الغذائي ويعتبر ان ما قدمه ليس الا واجباً لمؤسسات أعطت الكثير لهذا البلد.